نظم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) دورة تدريبية لمدة يومين في استاد الجنوب المونديالي، لتدريب مدراء الأقسام الطبية وقادة الفرق بالاستاد على كيفية التعامل مع الحالات الطارئة والتناغم بين طواقم العمل.
وتأتي الدورة التدريبية في إطار سلسلة من الدورات التدريبية التي يقدمها الفيفا في ثلاثة مستويات بهدف تنسيق العمل بين كافة الأفراد على أرض الملعب خلال المباريات والبطولات التي ينظمها الاتحاد، وتسهيل نقل المعرفة والمهارات لكافة الفرق المعنية بهدف تمكين كافة الأفراد العاملين وإمدادهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة.
وتُجسد هذه المبادرة التزام الفيفا وحرصه على سلامة اللاعبين وأجهزة الفرق والعاملين على أرض الملعب من أي تبعات قد تحدث نتيجة التعامل الخاطئ مع الحالات الطارئة. ومن المتوقع أن يستمر الفيفا بتقديم تلك الدورات التدريبية حتى موعد انطلاق بطولة كأس العالم في قطر العام القادم.
ومن المقرر تنظيم دورة تدريبية أخرى في يونيو المقبل تستهدف الطواقم الطبية المرافقة للمنتخبات الـ 32 المشاركة في المونديال بما في ذلك أطباء المنتخبات، وأطباء الفيفا، وفرق الإنعاش العاملة في الاستادات.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أندرو ماسي، مدير القسم الطبي في الفيفا: “نحرص في الفيفا على الاستعداد بشكل جيد للاستجابة لحالات الطوارئ التي قد تحدث على أرض الملعب من حين لآخر. ونتطلع من خلال عقد هذه السلسلة من الدورات التدريبية إلى وضع أسس ومعايير تتماشى مع أعلى معايير الرعاية الصحية لتأسيس نهج طبي سلس يُمكننا من التعامل مع الحالات الطارئة. ولا يُمكن تحقيق هذه الغاية دون تدريب العاملين على أرض الملعب وتزويدهم بكافة المهارات اللازمة لتقديم أفضل خدمة طبية ممكنة للمصابين”.
وخلال الورشة التدريبية، قدم الدكتور جوني جوردون، المشرف على تقديم الدورة في استاد الجنوب، لمحة حول الأساليب والخطوات الواجب اتباعها أثناء إجراء أي تدخل طبي في الحالات الطارئة، لافتاً إلى ضرورة تحديد أدوار كافة الأفراد المعنيين بهدف ضمان التعامل الأمثل مع الحالة الطارئة وتقديم كامل الدعم الطبي المناسب متى دعت الحاجة لذلك.
وقال الدكتور جوردون: “تكمن أهمية هذه الورشة في رسم الخطوط العريضة لكيفية التعامل مع الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة في الملعب أو نقلها لأي وحدة طبية لتلقي العلاج اللازم”.
وأشار جوردون إلى أن الدورة التدريبية تُسهم في تنظيم آلية العمل بين الأفراد المعنيين على أرض الملعب، الأمر الذي يُسهم في تقديم الإسعافات على نحو مثالي دون التسبب بحدوث أي انتكاسة للاعب نتيجة ارتكاب أخطاء طبية غير مقصودة.
وتعكس الدورات التدربيبة الطبية التي يقدمها الفيفا للطواقم الطبية جُزءاً من الإرث طويل المدى الذي تتطلع بطولة كأس العالم لتركه، إذ تكتسب الطواقم الطبية مهارات إرشادية قيمة في كيفية التعامل مع الحالات الطارئة، الأمر الذي سيُسهم في دعم جهود قطر في استضافة مباريات وبطولات رياضية بعد استضافتها مونديال 2022.
وأوضح الدكتور أندرو ماسي عزم الفيفا على توسيع شريحة الأفراد المستفيدين من هذه المبادرة لتشمل الطواقم الطبية العاملة في الاتحاد الكروية المحلية والقارية، وقال: “من النادر حدوث حالات خطرة تصل إلى الوفاة في الملاعب الدولية، إلا أن معدل الوفيات التي تعتبر مُحبطة نوعاً ما بين اللاعبين في الملاعب العامة تدفعنا لتقديم هذه الدورات التوعوية للطواقم الطبية العاملة في الاتحادات الكروية المحلية في مختلف دول العالم. ونتطلع بعد مونديال 2022 إلى تحقيق هذه الغاية والتواصل بشكل مباشر مع الاتحادات لتعزيز مهارات الطواقم الطبية وضمان إلمامهم بكافة أساليب الإسعافات الأولية واستخدام الأجهزة والأدوات اللازمة لتقديم العلاج الطبي في حالات الطوارئ مثل الجهاز الأوتوماتيكي لتنظيم دقات القلب وغيرها”.
واختتم ماسي: “تولي الفيفا أهمية بالغة بأمن وسلامة الجميع في الملاعب وضمان استمتاعهم باللعبة الجميلة، وهو ما نتطلع إلى تحقيقه من خلال تنظيم هذه الدورات التدريبية”.
لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
تواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.