أول مبنى في العالم يصمم على شكل رقم يشير إلى عام ويجسّد تنظيم قطر لأول نسخة من المونديال بالمنطقة
قال الشيخ ناصر بن حمد بن ناصر آل ثاني، صاحب الفكرة ومطوّر مبنى “أيكونك 2022″، إن هذا الصرح المعماري الفريد يحمل رمزية خاصة لدولة قطر، وسيبقى خالداً في تاريخ الدولة الحديث، مشيراً إلى أنه أراد توثيق مرحلة فارقة تستضيف خلالها البلاد أهم حدث رياضي في العالم، عبر تشييد مبنىً غير تقليدي يستوحى تصميمه من عام 2022 الذي سيشهد تنظيم قطر للمونديال.
وأكد آل ثاني أن فوز قطر بحق استضافة كأس العالم كان حلماً تحول إلى حقيقة بالنسبة لجميع القطريين والعرب، لافتاً إلى أنه تطلع إلى تشييد مبنىً يبعث على الفخر لدى الجيل الذي يشهد استضافة المونديال، وصرحاً يتجسد في تفاصيله المعمارية دليل واضح على عزم وإرادة قطر في تحقيق ما تصبو إليه، وأضاف: “لقد تعلّمنا من سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ومن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أن لا شيء مستحيل على أهل قطر.”
وحول رحلة تصميم أيقونة المباني، أجرى موقع: (Qatar2022.qa) حواراً مع الشيخ ناصر بن حمد بن ناصر آل ثاني، والمهندس إبراهيم الجيدة، الرئيس التنفيذي وكبير المهندسين في المكتب العربي للشؤون الهندسية، والذي تولى تصميم المبنى، وحاز العديد من الجوائز المرموقة، ويعد أول مهندس قطري يصمم أحد استادات مونديال كرة القدم، استاد الثمامة، الذي سيستضيف مباريات في كأس العالم من مرحلة المجموعات حتى ربع نهائي البطولة.
** فكرة التصميم
تحدث الشيخ ناصر بن حمد بن ناصر آل ثاني عن منبع فكرة التصميم والرؤية من وراء إنشاء أول مبنى في العالم يصمم على شكل رقم يشير إلى عام، مشيراً إلى أن الصرح المعماري المميز انطلق من فكرة بسيطة، وتضمنت رحلة التصميم العديد من الأفكار لشكل المبنى، إلا أنه اهتدى في نهاية المطاف إلى اختيار العام “2022” كفكرة للتصميم.
وأضاف: “خطرت لنا أفكار بأن يكون المبنى على شكل الكأس الخاصة بمونديال كرة القدم أو شيء آخر من هذا القبيل، ولكن كأس البطولة ليست ملكاً للدولة، بينما 2022 هو عامنا نحن في قطر، والذي ستنظم فيه بطولة كأس العالم على أرضنا، ولذلك أردنا إنشاء مبنىً يجسّد هذا العام، ويعكس طموح الجيل الذي يعاصر تنظيم البطولة. وأتطلع إلى أن يبقى هذا المبنى ذكرى تحمل الكثير من المعاني الرائعة للدولة وشعبها عبر الأجيال.”
من جانبه قال المهندس إبراهيم الجيدة أن فكرة مشروع “أيكونك 2022” بدأت بمخطط أوليّ قدّمه له الشيخ ناصر تضمّن تحدياً في تنفيذ التصميم. وأضاف: “ما زلت أذكر عندما قال لي: “إبراهيم.. عندي لك فكرة تنطوي على تحدٍ كبير”، وعرض أمامي مخططاً أولياً على شكل الرقم 2022، ليتابع حديثه بتوجيه سؤال إليّ قائلاً: كيف يمكننا أن نضع تصميماً لمبنى على هيئة 2022؟”
وتابع الجيدة: “شكلت المحادثة مع الشيخ ناصر حول فكرة المبنى نقطة البداية التي مهدت الطريق لتصميم متكامل ومشروع فريد من نوعه، أثمر عنها تشييد واحداً من المشاريع الأكثر إبهاراً في قطر؛ المبنى الأيقوني 2022.”
إضافة جديدة للجيدة في مشاريع المونديال
أتاح مفهوم المبنى فرصة أخرى للمعماري القطري إبراهيم الجيدة، لإبداع تصميم لمشروع آخر على الطريق لاستضافة مونديال قطر 2022 الذي يقام لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط.
وفي هذا السياق أضاف الجيدة:” كانت فكرة المبنى رائعة وشكلت تحدياً كبيراً، وحرصت على أن تكون أبعاد التصميم مشابهة لعملية تصميم الاستادات، والتي عادة ما يبدو شكلها المعماري المميز واضحاً عند تصويرها من أعلى، كما أردت التأكد من قراءة الأرقام بوضوح من كافة الزوايا، ولهذا السبب يضم المبنى خمس واجهات، تُظهر جميعها الرقم 2022 ويمكن قراءته من كافة الجوانب.”
وعبّر الجيدة عن فخره بالإسهام في تصميم مبنىً سيبقى شاهداً على استضافة كأس العالم في قطر. وتابع: “تغمرني مشاعر الاعتزاز والسعادة كمواطن قطري ساهم في وضع تصميم يبقى تذكاراً لتنظيم قطر للبطولة العالمية، وأن أترك بصمتي في رحلة قطر نحو المونديال، وهذا أقل ما يمكنني أن أقدمه لوطني الغالي.”
** موقع المبنى وإرث الأجيال المقبلة
ويقع مبنى “أيكونك 2022” بالقرب من استاد خليفة الدولي، الذي سيستضيف ثماني مباريات في المونديال المرتقب، منها مباراة تحديد المركز الثالث، وعلى مسافة قريبة من أسباير زون، وأكاديمية أسباير للتفوق الرياضي، ومستشفى سبيتار للطب الرياضي، والتي تسهم جميعها في تعزيز المشهد الرياضي المتطور في قطر، ودعم التزام الدولة ببناء إرث مستدام للأجيال القادمة.
وعن أهمية الموقع، قال الجيدة: “يوجد المبنى في موقع يعد من أهم المجمعات الرياضية في العالم، ما يجعل منه موقعاً مثالياً لا يضاهيه أي موقع آخر لاحتضان هذا المبنى المتميز.”
من جهته أوضح الشيخ ناصر بن حمد آل ثاني أن المبنى يسهم كذلك في تشجيع أفراد المجتمع على اتباع أنماط حياة صحية ونشطة، حيث يضم مساحة مخصصة لممارسة الأنشطة الرياضية، وقال: “سيبقى هذا المبنى مدى الحياة ويعتبر إرثاً مستداماً لدولة قطر. وأتمنى أن يبقى إنجاز قطر في استضافة المونديال محفوراً في ذاكرة الأجيال في كل مرة يمرون فيها بجانب المبنى.”
ويعد الصرح المعماري 2022 وجهة للجذب السياحي في الدوحة، وهو مبنى متعدد الأغراض يضم مكاتب إدارية لجهات معنية بكرة القدم مثل مؤسسة دوري نجوم قطر والاتحاد القطري لكرة القدم، إلى جانب مركز رياضي وأكثر من نادٍ صحي، وسوبرماركت، والعديد من المطاعم والمقاهي.
يشار إلى أن مبنى “أيكونك 2022” يقع ضمن المدينة الرياضية في الدوحة، ويحتفي باستضافة قطر لبطولة كأس العالم، كما يعد بمثابة نصب تذكاري للجهود التي بذلتها الدولة والتزامها المتواصل على مدى أكثر من 11 عاماً على الطريق لتنظيم نسخة استثنائية من الحدث الرياضي التاريخي، وسيبقى المبنى “2022” تحفة معمارية شامخة لأجيال المستقبل، وشاهداً على إنجاز آخر يضاف إلى السجل المشرف لمسيرة النهضة والتقدم في قطر.
** لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
وتواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.