كتب رياض صبره
كيف استغلّ إقليم الباسك كرة القدم للتعبير عن تضامنه مع فلسطين؟ فقد فاز إقليم الباسك على فلسطين بنتيجة 3-0 في مباراة ودية دعماً لشعب هذه الأمة المضطهدة.”إنه جميل” كانت تلك كلمات فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها السادسة أو السابعة وهي تنعطف نحو شارع ليسينسيادو بوزا الشارع الشهير الذي يُطلّ عليه الملعب الذي يُسمّونه “الكاتدرائية” في إسبانيا والذي يُثير دهشتك بإطلالة ساحرة. لقد كانوا مُحقّين، فالملعب جميل بمقاعده المُزدحمة بالأحمر والأبيض ولكن ليس الليلة فالليلة كانت خضراء. يُجسّد دعم فلسطين في إقليم الباسك المنطقة الشمالية من إسبانيا حيث تهطل الأمطار أكثر من أشعة الشمس وتبدو تلاله المُمتدة أشبه بأيرلندا منها ببطاقة بريدية أمريكية تُصوّر جزيرة الزمرد شعورًا راسخًا وواضحًا بمجرد خروجك من محطة أباندو. في هذه المنطقة تُزيّن أعلام هذه الدولة الشرق أوسطية الشرفات بقدر ما تُزيّن خطوط أتليتيك الحمراء والبيضاء ويُصبح إظهار الدعم للقضية جزءًا مُتقبّلًا من الحياة اليومية. وقبل انطلاق المباراة داخل الملعب المُضاء بألوان العلمين انتشر وجه المرأة الصارخة من لوحة “غيرنيكا” لبيكاسو المُصاب بالصدمة في دائرة المركز. تُصوّر اللوحة القماشية التي يبلغ طولها 3.5 أمتار والمعروضة في متحف رينا صوفيا بمدريد الرعب الذي حلّ بقرية الباسك الشمالية التي تحمل الاسم نفسه عندما منح الجنرال فرانكو أدولف هتلر الحرية المطلقة لاختبار تكتيكات حربه لتُمارس على المدنيين الأبرياء. المرأة في اللوحة تستغيث طلبًا للمساعدة لكنها لا تصل أبدًا، بينما يحترق منزلها من حولها من شدة الرعب الذي يُصيب الناس. رُسمت اللوحة كرسالةٍ للشعب الباسكي ضدّ الظالم وهي الرمز المُختار للعبة ضدّ أمةٍ تُعاني حاليًا من حملة إبادة جماعية على يد جيش الكيان . ودفعت هذه الحملة ببيب غوارديولا لانتقاد الكيان بشدة بسبب “مجزرة” غزة وسط دعوات لحظره من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. فقد انتقد بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الفظائع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني قبل المباراة خيرية.
وتحدث بيب عن “المجازر” في فلسطين في بيان شديد اللهجة ضد الكيان وقادة العالم. والمعلوم
أنه اليوم الثلاثاء سيستضيف ملعب لويس كومبانيس في برشلونة مباراة ودية خيرية بين كتالونيا وفلسطين، وقدبيعت 25 ألف تذكرة وستُخصص جميع عائدات المباراة لتمويل المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة بعد الفظائع التي ارتكبت حيث قُتل حوالي 70 ألف شخص وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ولاحقًا أعلنت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن الهجوم على غزة إبادة جماعية. ولكن مع كل هذا الدمار يحث غوارديولا الناس على التضامن من خلال حضور المباراة الخيرية مدعيًا أن فلسطين “مهجورة”.وقال جوارديولا لـ RAC1 في مقابلة صريحة للغاية: “إنها أكثر من مجرد مباراة رمزية”.وأضاف: “لقد تخلى العالم عن فلسطين ولم نفعل شيئًا على الإطلاق ولا ذنب لهم في ولادتهم هناك فلقد سمحنا جميعًا بتدمير شعب بأكمله لقد وقع الضرر ولا يمكن إصلاحه”.
واضاف :”لا أستطيع أن أتخيل شخصًا واحدًا في هذا العالم يستطيع الدفاع عن المجازر في غزة قد يكون أطفالنا هناك ويُقتلون لمجرد ولادتهم ولديّ ثقة ضئيلة جدًا بقادة العالم سيفعلون أي شيء للبقاء في السلطة.”
وجاء تعليق غوارديولا وسط دعوات قوية لحظر الكيان من المشاركة الدولية من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). فقد وقّع أكثر من 70 رياضياً من بينهم بول بوغبا وحكيم زياش على رسالة مفتوحة تطالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم باتباع السابقة التي وضعها مع حظر روسيا بعد غزو أوكرانيا من خلال تعليق مشاركة الكيان في المنافسة.
El Maestro Sport Sports News