حقق إنجازاً رياضياً يُعد الأول من نوعه: عبدالله ياسين يحرز المركز الأول في معسكر “كرة السلة بلا حدود آسيا”

 

سجّل عبدالله ياسين إسماعيل موسى نجم منتخب قطر الوطني ونادي الريان لكرة السلة، اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة السلة الآسيوية والعربية، بعدما تُوّج بالمركز الأول في معسكر “كرة السلة بلا حدود آسيا” Basketball Without Borders Asia، الذي أقيم في سنغافورة خلال الفترة من 19 إلى 22 يونيو 2025، بتنظيم مشترك بين الاتحاد الدولي لكرة السلة FIBA والرابطة الوطنية لكرة السلة NBA، وتحت إشراف لاعبين ومدربين من NBA وFIBA.

الحدث، الذي يُعد أبرز منصة لاكتشاف المواهب الناشئة في قارات آسيا وأوقيانوسيا، استقطب 60 لاعبًا ولاعبة تحت سن 17 عامًا من 17 دولة، يمثلون النخبة من المواهب الصاعدة التي يتم اختيارها بعناية فائقة بعد متابعات مستمرة على مدار العام.

وسط هذه الكوكبة، برز عبدالله ياسين ليس فقط كممثل لقطر، بل كالعربي الوحيد في هذه النسخة، ليحمل على عاتقه مسؤولية تمثيل الكرة العربية ويخرج منها بطلاً متوَّجًا في إنجاز غير مسبوق.

ما إن انطلقت فعاليات المعسكر حتى بدأ عبدالله في جذب الأنظار بفضل مهاراته المتميزة، وقدرته الفطرية على قراءة الملعب، وروحه القتالية التي ظهرت بوضوح في التدريبات والمباريات التجريبية.

وأثبت نجم قطر جدارته عندما شارك في مسابقة الرميات الثلاثية التي تُعد إحدى أهم فقرات المعسكر، ليتفوق على 12 لاعبًا من أفضل المشاركين، بعد أن سجل 20 رمية ناجحة من أصل 25 في المرحلة النهائية، متوجًا بالمركز الأول عن جدارة واستحقاق.

الأداء لم يقتصر على الرميات فقط، بل انعكس أيضًا في نتائج الاختبارات البدنية الدقيقة التي خضع لها اللاعبون فقد كشفت القياسات عن امتلاكه لمقومات بدنية مثالية، حيث يبلغ طوله 1.88 مترًا، وباع ذراعيه يصل إلى نحو مترين، وامتداد وقوفه بلغ 2.46 مترًا، وهي أرقام تضعه في مصاف اللاعبين الذين يملكون تفوقًا جسديًا واضحًا داخل الملعب.

وفي اختبارات القفز، سجّل عبدالله قفزة رأسية من الثبات بارتفاع 23 إنشًا، وقفزة رأسية قصوى بلغت 30 إنشًا، أما في اختبار الرشاقة الجانبية Lane Agility، فقد حقق زمنًا قدره 11.54 ثانية، بينما أنهى اختبار العدو السريع لمسافة ثلاثة أرباع الملعب بزمن 3.38 ثانية، وهي نتائج تقترب من معدلات لاعبي الكليات الأمريكية العليا.

إشادات من نجوم الدوري الأمريكي

حضور نجوم NBA ومشاركتهم في الإشراف على اللاعبين، منح المعسكر أبعادًا إضافية من التنافس والتميز، ولفت عبدالله أنظار هؤلاء النجوم، وكان محطّ إشادة واسعة من أبرز الأسماء.

من جهته، قال تايريس ماكسي، نجم فريق فيلادلفيا سفنتي سيكسرز: عبدالله موسى يمتلك ثقة نادرة، وتحركاته تنم عن وعي تكتيكي عالٍ، أعتقد أنه قادر على اللعب في مستويات عليا إذا استمر بهذا المستوى من الالتزام والتطور.

وكما أضاف ديريك وايت، نجم بوسطن سيلتيكس: لم يكن مفاجئًا أن يكون عبدالله العربي الوحيد هنا، هو من نوعية اللاعبين الذين لا يُنسَون بسهولة، طريقه الاحترافي مفتوح إذا استمر في العمل بهذه الروح.

وبهذه المناسبة، قال السيد محمد بن سعد المغيصيب، رئيس الاتحاد القطري لكرة السلة: ما حققه اللاعب عبدالله ياسين إسماعيل موسى يُعد إنجازًا غير مسبوق على مستوى كرة السلة القطرية والعربية، وهو دليل حيّ على أن مشروع تطوير المواهب الذي بدأنا به منذ سنوات بدأ يؤتي ثماره، مشاركته في معسكر “كرة السلة بلا حدود آسيا” بسنغافورة، ثم تتويجه بالمركز الأول، لم يكن محض صدفة، بل نتيجة طبيعية لتخطيط دقيق، وجهد جماعي شارك فيه الاتحاد، والأندية، والمدربون، وعائلة اللاعب، وكل من ساند هذه الموهبة الصاعدة.

وأضاف: عبدالله ياسين ليس فقط بطلًا في معسكر آسيوي، بل هو سفير مشرف للرياضة القطرية والعربية، أن يُتوج بالمركز الأول في حدث تشارك فيه أقوى المواهب، وأن يكون العربي الوحيد، فهذا يحمل دلالة كبيرة، نحن في الاتحاد نؤمن بأهمية دعم اللاعبين الناشئين، وعبدالله هو النموذج المثالي للرياضي الذي يستحق كل دعم.

وبدوره، أشاد الكابتن ياسين إسماعيل، مدير المنتخبات القطرية لكرة السلة 3×3، بهذا الإنجاز قائلًا: عبدالله ليس موهبة عادية، بل هو مشروع لاعب محترف بكل المقاييس، أتابعه عن قرب منذ كان في المراحل السنية الأولى بنادي الريان، وقد لمسنا فيه الانضباط، والرغبة الدائمة في التعلم، والروح القتالية العالية، وهذه الصفات هي التي تميز لاعب المستقبل.

وقال: ما فعله في سنغافورة لم يكن مجرد مشاركة في حدث دولي، بل تأكيد على أن اللاعب العربي يمكنه التميز والتفوق في المحافل العالمية متى ما توفرت له البيئة المناسبة والدعم الفني اللازم، لقد أظهر عبدالله شخصية ناضجة على أرض الملعب، وفهمًا تكتيكيًا متقدمًا، وانسجامًا سريعًا مع المدرسة الأمريكية في التدريب، وهذه مؤشرات إيجابية على إمكانية احترافه مستقبلاً في كليات أو دوريات كبرى.

وفي أول تعليق له بعد تتويجه، قال عبدالله ياسين إسماعيل موسى: لا أستطيع وصف شعوري، أن أكون العربي الوحيد ثم أخرج بطلًا هو شرف عظيم ومسؤولية كبيرة، شكري لكل من دعمني، من الاتحاد القطري، وعائلتي، ومدربيَّ في المنتخب القطري ونادي الريان، هذه التجربة علّمتني الكثير، خاصة من اللاعبين والمدربين في الـNBA الآن أعود إلى الدوحة أكثر عزيمة، وأكثر رغبة في الوصول لأبعد مما كنت أحلم.

وأضاف: لقد كانت تجربة لا تُنسى، التدريبات كانت مكثفة، والتنافس شديد، لكنني كنت مؤمنًا بنفسي، وبأني أمثل بلدي ووطني العربي كله.

وأوضح: سعيد جدًا بفوزي بالمركز الأول في معسكر Basketball Without Borders Asia، وأيضًا الحصول على المركز الأول في مسابقة الرميات الثلاثية، خاصة في وجود مدربين ولاعبين من دوري الـNBA لم تكن المنافسة سهلة، ولكن التركيز والثقة بالنفس كانا سلاحي.

تابع: أشكر الاتحاد القطري لكرة السلة، ونادي الريان، وكل من ساندني، خاصة عائلتي ومدربيَّ، على دعمهم المتواصل، أشكر كذلك زملائي في المنتخب الذين يتقاسمون معي هذا الإنجاز، أعد الجميع أن أواصل العمل بجد لأكون نموذجًا يُحتذى، وأمثّل قطر في أفضل الدوريات، إن شاء الله.

وأختتم بقوله: رسالتي لكل لاعب شاب في قطر أو في الوطن العربي: لا شيء مستحيل، اجتهد، تحلَّ بالصبر، واستغل كل فرصة تُمنح لك، الطريق ليس سهلاً، لكن الطموح يُوصلنا إلى المستحيل.