كيف غيّرت تقنية الفيديو ترتيب الدوري الإسباني بشكل جذري؟

كتب رياض صبره

سيطر حكم الفيديو المساعد (VAR) على مجريات الدوري الإسباني هذا الموسم ومع تبقي ست جولات على النهاية يقترب عدد تدخلاته من تحطيم الرقم القياسي. وقد شهد الموسم الحالي 162 تدخلاً بتقنية الفيديو المساعد (VAR) متجاوزاً إجمالي الموسم الماضي البالغ 154 تدخلاً ومقترباً من الرقم القياسي البالغ 179 تدخلاً المسجل في موسم 2022-2023. تاريخيًا يرتفع استخدام تقنية الفيديو المساعد (VAR) بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة مع ازدياد حدة المنافسة وتقارب مستوى المباريات. في الجولة 31 وحدها نفّذت تقنية الفيديو المساعد 13 تدخلًا وهو أعلى معدل تدخل في أسبوع واحد هذا الموسم.
أما متوسط ​​تدخلات الموسم 2018-2019: 121 تدخلا. 2019-2020: 156 تدخلا. 2020-21: 156 تدخلا. 2021-22: 143 تدخلا. 2022-23: 179 تدخلا. 2023-24: 154 تدخلا. 2024 -2025 162 تدخلا حتى الآن . تتزايد الانتقادات الموجهة إلى اللجنة الفنية للحكام في إسبانيا وخاصةً لرئيسها لويس ميدينا كانتاليخو الذي لطالما جادل بضرورة توخّي الحذر في استخدام تقنية الفيديو المساعد (VAR) لا سيما في ما يُسمى بـ”العقوبات غير المباشرة”. وكرّر ميدينا كانتاليخو أن “تقنية الفيديو المساعد يجب أن تُشكّل حمايةً من الأخطاء الواضحة والجلية” إلا أن القرارات غير الصائبة لا تزال شائعة. تُفسر عدة عوامل ازدياد استخدام تقنية الفيديو المساعد (VAR) هذا الموسم أحد هذه الأسباب كما يُقرّ به المطلعون، هو أن الحكام يُفوّتون قراراتٍ أكثر على أرض الملعب مقارنةً بالمواسم السابقة بما في ذلك مخالفات البطاقات الحمراء التي يصعب رصدها مباشرةً. ومن العوامل الرئيسية الأخرى تقنية التسلل شبه الآلية التي ترصد مواقع اللاعبين بدقة أكبر وقد أدى ذلك إلى تصحيح المزيد من قرارات التسلل حيث تم إلغاء 36 هدفًا بسبب قرارات تسلل خاطئة حتى الآن، مقارنةً بـ 22 هدفًا فقط في الموسم الماضي. وعلى الرغم من تزايد تدخل تقنية الفيديو المساعد (VAR) إلا أن الإحباط يتركز حول عدم تدخلها. فبعد الجولة الأخيرة أعرب ريال مدريد وفياريال عن غضبهما من القرارات المثيرة للجدل. فقد طالب ريال مدريد بمراجعة ركلة جزاء بعد تدخل على جود بيلينغهام لكن تقنية الفيديو المساعد رفضت استدعاء الحكم مارتينيز مونويرا إلى الشاشة. واتهمت قناة ريال مدريد وهي قناة تابعة للنادي رابطة الدوري بمحاولة “إقصاء ريال مدريد من الدوري ” معلقة :”هذا تحكيمٌ من عالمٍ ثالث” هذا ما عبّر عنه تلفزيون مدريد بغضب مشيرًا إلى استبعاد الفيفا للحكام الإسبان من كأس العالم للأندية القادمة كدليل إضافي على انعدام الثقة. كما انتقدوا إلغاء هدف فينيسيوس جونيور الذي احتسبه الحكم بداعي تسللٍ طفيفٍ من إندريك.
وفي فياريال، أدان رئيس النادي فرناندو رويج إلغاء هدف إيونغ المتأخر الذي احتُسب لخطأٍ مثيرٍ للجدل فقد قال رويج بأن “تقنية الفيديو (VAR) موجودةٌ لمثل هذه اللحظات” مُصرًا على أنه كان ينبغي مراجعة هذا القرار وقرارٍ آخر يتعلق بأيوزي بيريز وصرح رويج: “نحن نستحق الاحترام”.
حتى سيلتا فيغو انضم إلى هذه الاحتجاجات مُعربًا عن استيائه من قرارات تقنية الفيديو (VAR) المتكررة في خسارته أمام برشلونة وبعد أسابيع فقط من إحباطاتٍ مماثلة في كأس ملك إسبانيا ضد ريال مدريد. فشكاوى ريال مدريد ليست عاطفية فحسب بل إن الأرقام تحكي قصة استفادة برشلونة من 13 قرارًا إيجابيًا من تقنية الفيديو المساعد (VAR)، متعادلًا مع أتلتيك بلباو في عدد قراراتها في الدوري بينما واجه ستة تدخلات فقط.
في المقابل واجه ريال مدريد 15 قرارًا لصالحه من تقنية الفيديو المساعدزستة منها فقط كانت لصالحه وهو أسوأ رصيد في الدوري ولا يضاهيه سوى ألافيس. إن فارق النقاط السبع هذا الموسم الناتج عن قرارات تقنية الفيديو المساعد سيُحسّن وضع ريال مدريد بفارق سبع نقاط بدونها، بينما سيتراجع برشلونة بخمس نقاط. بينما يُبحر نظام حكم الفيديو المساعد (VAR) في بحرٍ من الجدل يبدو أن موسم 2024-2025 في الدوري الإسباني على وشك الانتهاء بأرقامٍ قياسية من التدخلات ولكن مع تدقيقٍ أكبر من أي وقتٍ مضى وسواءٌ كانت القرارات صحيحةً أم لا فهذا أمرٌ آخر…