كتب : اسماعيل حيدر
لا يمكن لأحد ان يزايد على كرة السلة، اللعبة كانت وما زالت براقة مثل “ليرة الذهب”، اشفت غليل اللبنانيين في أكثر من مناسبة ولم تبخل يوما في الذود عن إسم لبنان وإعلاء شأنه فكانت بديلا لإخفاقات الألعاب الأخرى.
لم نجد في عزلتنا الدولية الا أولئك الذين دافعوا بشراسة عن بقاء لبنان في قلب المنافسة، هؤلاء أثلجوا قلوب الجميع في عز الأزمات.. ذلك لم يأت من العدم بل بفعل تضحيات جسام لرجال كانوا رجالا في وقت الشدة.
عندما نتحدث عن الإنجازات تكون السلة اللبنانية في المقدمة، لا قبلها ولا بعدها وعندما نتطرق الى الرجال فقد يبدو رئيس الاتحاد أكرم الحلبي رجل المرحلة وباني النهضة الحديثة للعبة.
لا يستطيع أي شخص ان يزايد على الحلبي في مثل هذه المواقف، الرجل بذل كل ما بوسعه لإعادة الحياة الى لعبته، استطاع ان يبعث الروح في الملاعب على مدى ولايته التي كان فيها رئيسا، انتشل الاتحاد من أزمته بعد أن أغرقته الديون بفعل نهج بال محسوب على فئة حزبية معينة، تلاعبت بالمنتخب وأغرقته بالأزمات وابعدته عن مهمته الأساسية وشوهت صورته الناصعة قبل أن يعيدها الحلبي الى وضعها الطبيعي باللحم الحي وبالنوايا الطيبة .
لمسنا تضحيات الحلبي داخل القاعات وفي المكاتب.. لم يخرج يوما عن النص القانوني، حاول دائما ان يبحث عن الحل الأنسب لدفع اللعبة نحو الأفضل وإبعادها عن التجاذبات والمناكفات السياسية والحزبية، واتجه لمراعاة ظروف الأندية بطريقة ديموقراطية عصرية بحتة.
بالحديث عن الرجل يمكن ان نبالغ أحيانا لكننا على يقين بان تفكيره قد يؤهله ليكون في مكان أكثر إنصافا من دون إدعاء او مجاهرة.
ما يتعرض له الحلبي هو من فعل فاعل يحاول فيه البعض تشويه صورة الرجل
وطمس تجلياته المحلية والخارجية على الصعيد الإداري، وكأن اللعبة الحزبية عادت لتطل برأسها عبر أدوات رخيصة تريد مرة أخرى إركاع الناس وتأنيبهم ودفعهم الى الهلاك مع إقتراب الانتخابات.
ماذا يريد اللاعبون القدامى من الاتحاد او الحلبي بالذات ولماذا المزايدة والتطاول والتجني والإفتراء؟، أين كان هؤلاء عندما عانى المنتخب في تصفيات المونديال، لم نشهد يومها لاعبا واحدا وضع نفسه وخبرته في خدمة اللعبة.
محاولات للنيل من عزيمة الرجل وإندفاعه وقناعاته المتميزة.. الهدف منها النهش بجسم كرة السلة وضرب مقوماتها ونجاحاتها.. لعبة مكشوفة من جهات حزبية لا يمكن ان تنطلي على أحد!..
كرة السلة تحقق المعجزات، لا يجدر بنا ان نهمش إنجازاتها أو ننتقص من قدرها عبر الحملات المشبوهة بحق رئيسها ويكفي فخرا انها كانت دائما قدوة ومثالا يحتذي بهما الجميع..