لاعبان سابقان بالنادي الأهلي يتحدثان عن المباراة الشهيرة في الاستاد مع نادي سانتوس بمشاركة الأسطورة بيليه
أشاد لاعبا النادي الأهلي السابقان محمد الصديقي، وبيومي عيسى، بالاستادات والبنية التحتية المتطورة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وذلك خلال حديثهما عن المباراة الشهيرة بين النادي الأهلي ونادي سانتوس البرازيلي بمشاركة الأسطورة بيليه في العام 1973، والتي استضافها استاد الدوحة، الذي يعد أول استاد بأرضية من العشب الطبيعي في دول الخليج العربي.
وفي حوار مع موقع: (Qatar2022.qa) أكد الصديقي وعيسى أن استاد الدوحة سيبقى شاهداً على التاريخ العريق والمستقبل الواعد لكرة القدم في قطر التي تواصل استعداداتها لاستضافة منافسات المونديال العام المقبل، في ثمانية استادات عالمية المستوى.
محمد الصديقي: استاد الدوحة ملتقى الأندية القطرية
وفي حديثه عن أهمية استاد الدوحة آنذاك؛ قال محمد الصديقي، الجناح السابق للنادي الأهلي، والذي شارك في المباراة التاريخية مع الأهلي في مواجهة سانتوس، بأن الاستاد كان وجهة نابضة بالحياة لمجتمع كرة القدم في قطر، وملتقىً لكافة الأندية القطرية.
وأضاف الصديقي: “شكّل استاد الدوحة مسرحاً رئيسياً لمباريات الأندية في قطر على مدار الأسبوع، وكان بمثابة خلية نحل نشطة. وقد تلقى أعضاء النادي خبر مواجهة نادي سانتوس ونجمه بيليه في الدوحة بفرحة عارمة، وكان الحدث بمثابة عيد بالنسبة للجميع، لأن أمنية كل لاعب في ذلك الوقت أن يلعب في مواجهة سانتوس، وتمنى الجمهور في قطر حضور المباراة.”
وتابع الصديقي وعلامات السرور على وجهه وهو يتحدث بكل فخر عن تلك المباراة: “كان حلم كل لاعب أن ينافس أفضل لاعبي كرة القدم في ذلك الحين، وضم سانتوس بين صفوفه آنذاك عدداً من أبرز اللاعبين على الإطلاق بقيادة بيليه، وهو اللاعب الذي استحوذ على قلوب الجماهير في العالم بأسره بمهاراته الاستثنائية وشخصيته الرائعة.”
بيومي عيسى: بيليه رجل نبيل وقدم عرضاً مبهراً
من جانبه أكد بيومي عيسى، البالغ من العمر 82 عاماً، والذي شارك في صفوف النادي الأهلي كلاعب ومدرب في عام 1973، أن المواجهة مع سانتوس شكلت مفاجأة كبيرة يصعب تصديقها لجميع اللاعبين. وقد أوكلت إلى عيسى مهمة لا يحسد عليها، وتمثلت في مراقبة بيليه أثناء المباراة.
أما عن أسلوبه في توجيه اللاعبين في المواجهة الحاسمة مع فريق ضم نجوماً حصدت لقب كأس العالم مع منتخب بلادها، قال عيسى: “حرصت على اتباع نفس الأسلوب الذي طالما اتبعته في كافة المباريات، واستخدمت لوحة خشبية لتوضيح الدور المحدد لكل لاعب، وحرصت على تحفيز الفريق وبث روح الحماس لدى اللاعبين لبذل قصارى جهدهم وخوض المنافسة بمعنويات عالية.”
وأضاف عيسى، الذي وصف بيليه بالرجل النبيل داخل الاستاد وخارجه: “أدرك الجميع الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها سانتوس وأسطورته بيليه، لذلك سعينا إلى خوض منافسة مشرفة وتقديم أداء قوي، بغض النظر عن نتيجة المباراة، لأن أهمية لقاء الأسطورة بيليه بالنسبة للاعبي النادي الأهلي لم تقتصر على نتيجة المباراة، بل إتاحة فرصة نادرة لم تخطر على بال أحد من قبل للعب أمام نجم البرازيل والعالم.”
وحول أداء بيليه وشخصيته الفريدة، قال الصديقي مستخدماً حركات يديه في إعادة تمثيل الهدف الوحيد الذي أحرزه الجوهرة السوداء في المباراة: “قدم بيليه عرضاً ساحراً وأذهلنا بقدرته على التلاعب بالكرة باحترافية غير مسبوقة، إلا أن ما لفت انتباهنا شخصيته المبهرة خارج الملعب.”
وتابع عيسى: “ما زلت أذكر كيف حاول أحد المشجعين الركض إلى أرض الاستاد لتحية بيليه، لكن رجال الأمن حاولوا منعه، وعندما شاهد بيليه هذا الموقف، اتجه إلى المشجع وبادر إلى عناقه. لقد رأينا فيه رجلاً متواضعاً جسد القيم الإنسانية النبيلة لرياضة كرة القدم”.
دعوة سانتوس البرازيلي لمواجهة الأهلي
دخلت البرازيل التاريخ من أوسع أبوابه في عام 1970 عندما فازت ببطولة كأس العالم للمرة الثالثة بالمكسيك، وأصبح بيليه اللاعب الوحيد في تاريخ البطولة الذي فاز بكأس البطولة ثلاث مرات، وما يزال الجوهرة السوداء ينفرد بهذا الإنجاز رغم مرور أكثر من نصف قرن.
وبعد مضي ثلاث سنوات على تتويج منتخب السامبا بلقب كأس العالم، وُجهت الدعوة إلى نادي سانتوس الذي كان يضم بين صفوفه النجم البرازيلي بيليه وباقة من ألمع اللاعبين في العالم، للمشاركة في سلسلة من المباريات الودية ضمن جولة للنادي بمنطقة الخليج شملت مواجهة مع النادي الأهلي القطري في استاد الدوحة، لتلبية تطلعات الآلاف من مشجعي كرة القدم في المنطقة، وتعزيز الشغف باللعبة على نطاق أوسع.
استادات عالمية في انتظار مشجعي مونديال قطر 2022
وبعد عام من زيارة بيليه لاستاد الدوحة، بدأت أعمال تشييد استاد خليفة الدولي، أحد الاستادات الثمانية لمونديال قطر 2022، وهي النسخة الأولى من البطولة العالمية في العالم العربي والشرق الأوسط.
وعن الاستادات التي ستستضيف المونديال؛ يرى الصديقي الذي اعتزل كرة القدم مبكراً لمتابعة مسيرته المهنية في تخصص الهندسة، أن الاستادات التي جرى تشييدها استعداداً لبطولة كأس العالم المرتقبة العام المقبل مختلفة كلياً عن المرافق الرياضية والإمكانيات التي كانت متوفرة للاعبي كرة القدم من جيله.
وأضاف: “لعبنا كرة القدم ضمن إمكانيات بسيطة جداً، بما في ذلك استاد الدوحة مقارنة بالاستادات الحديثة الحالية التي تستعد للترحيب بالمشجعين من حول العالم، وهي بلا شك صروح معمارية مبهرة.”
وبينما كان بيومي عيسى يتجوّل في أرضية استاد الثمامة الذي سيشهد مباريات في مونديال قطر 2022حتى ربع النهائي؛ أبدى لاعب ومدرب الأهلي السابق اندهاشه من المستوى العالمي للاستادات في قطر. وقال: “عندما واجهنا بيليه في استاد الدوحة منذ ما يزيد على 50 عاماً، لم نتخيل إطلاقاً أن قطر ستضم قريباً عدداً من أحدث مرافق كرة القدم في العالم؛ وخير مثال على ذلك هذا الاستاد الرائع.”
سلطان الجاسم: المباراة شكلت مرحلة فاصلة في حياتي
وأشار المشجع والكاتب الرياضي سلطان الجاسم، والذي كان في الثانية عشرة من عمره وقت إقامة المباراة، إلى أنه حضر المواجهة بين الأهلي وسانتوس برفقة شقيقه، وحرصا على الحضور قبل ساعات من انطلاق صفارة الحكم لبدء المباراة للحصول على مقعد يضمن لهما متابعة واضحة لمجريات اللقاء.
وقال الجاسم إن المباراة كانت استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وشهدت التذاكر إقبالاً منقطع النظير في مؤشر واضح على حرص مشجعي كرة القدم على حضور المباراة التي لن تتكرر، ومشاهدة أداء النجم بيليه.
وأضاف: “كانت مباراة مختلفة كلياً لم يشهد الاستاد مثيلاً لها من قبل، ونفدت التذاكر خلال وقت قياسي، ولكن لم يكترث المشجعون لذلك، وبذلوا ما بوسعهم للدخول إلى المدرجات، بما في ذلك تسلق أسوار الاستاد، والجلوس متلاصقين، بينما شاهد المباراة مشجعون آخرون من البنايات المحيطة بالاستاد.”
وأوضح الجاسم أن المباراة أسهمت في تشكيل مسار حياته المهنية وكمشجع لكرة القدم، وقال “يعد ذلك الحدث إحدى أهم المحطات في حياتي، بل هي مرحلة فاصلة في رحلتي كمشجع لكرة القدم، وشعلة أنارت لي الطريق للعمل في مجال الصحافة الرياضية فيما بعد.”
وأكد الجاسم أن قطر ستنظم نسخة استثنائية من كأس العالم، وأضاف: “عندما أسترجع تلك المباراة وما بدأ بالنسبة لي كرحلة لحضور مباراة في ملعب صغير قبل سنوات، سيتوّج الآن باحتفالية كروية تاريخية على أرض قطر تستقطب المشجعين من جميع أنحاء العالم.”
يشار إلى أن استاد الدوحة التاريخي شُيّد في العام 1962بطاقة استيعابية ألفي مشجع، ويقع بالقرب من الواجهة البحرية لمدينة الدوحة، وانفرد باستضافة المباراة الودية بين الأهلي وسانتوس بمشاركة الجوهرة السوداء بيليه، وهي المباراة التي يتحدث عنها كل من عاصرها باعتزاز وفخر، وستبقى في ذاكرة الأجيال، شاهدة على تاريخ طويل لكرة القدم في قطر، والذي توجّه الفوز بحق تنظيم البطولة الأبرز في عالم كرة القدم، واستعدادات البلاد لاستقبال نجوم العالم في أول نسخة من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.
وتتواصل الاستعدادات في قطر تستعد لاستضافة منافسات كأس العرب FIFA 2021 ™ من 30 نوفمبر إلى 18 ديسمبر، في ستة من استادات مونديال قطر 2022. ويمكن شراء التذاكر لحضور مباريات البطولة من https://www.fifa.com/ar/tickets، ثم التقدم بطلب الحصول على بطاقة هيّا (بطاقة المشجع) الإلزامية لحضور المباريات: https://fac21.qa/ar
* لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
وتواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.