أكد سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، على الالتزام بمعايير الاستدامة منذ اللحظة الأولى لإعداد ملف قطر لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA 2022™، لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط.
وقال الذوادي إن اللجنة العليا ماضية في تعزيز هذا الالتزام عبر مواصلة جهودها لاستضافة أول نسخة صديقة للبيئة من بطولة كأس العالم من حيث الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى أن اللاعبين سيتنافسون خلال البطولة على أرضية استادات سيتم تفكيك البعض منها بشكل جزئي أو كلي بعد البطولة.
وأوضح سعادة الأمين العام خلال كلمته ضمن فعاليات قمة الدوحة للمدن الذكية، التي نظمتها عبر الاتصال المرئي مشيرب العقارية، التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن الآلاف من مقاعد استادات قطر 2022 سيجري التبرع بها لصالح بناء مرافق رياضية في مجموعة من الدول بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لتقدم استادات البطولة نموذجاً فريداً على صعيد الإرث يستفيد منه منظمو البطولات الكبرى في المستقبل.
وتابع: “هناك ارتباط وثيق بين الاستدامة والإرث، ولم يقتصر هدفنا من تصميم الاستادات والمناطق المحيطة بها على استضافتها مباريات على مدى 28 يوماً فقط؛ بل انصب تركيزنا على بناء منشآت ومرافق متطورة تخدم جميع أفراد المجتمع وتعزز الترابط بين أبنائه بعد انتهاء منافسات البطولة، وتعزيز ثقافة ممارسة الرياضة وانتهاج أنماط حياة صحية، ولن ندّخر أي جهد في سبيل تحقيق ذلك”.
وأشار الذوادي أن الوصول إلى هذا الهدف تطلّب التواصل مباشرة مع أفراد المجتمع للتعرف على احتياجاتهم عن قرب للتأكد من تلبية مرافق البطولة كافة تطلعاتهم قدر الإمكان، مع مراعاة جوانب الاستدامة التي تلتزم بها اللجنة العليا في كل ما تقوم به، ومن بينها استخدام مواد بناء محلية وأخرى مُعاد تدويرها، وتعزيز كفاءة الطاقة والمياه، وضمان المحافظة على النباتات والحياة البرية في المناطق التي تحتضن استادات ومرافق البطولة.
وقال سعادة الأمين العام للجنة العليا أن الهدف من وراء هذه الجهود وغيرها يتمثل في وضع معايير عالمية جديدة في مراعاة جوانب الاستدامة خلال الإعداد لاستضافة الأحداث الكبرى، مشيراً إلى أن ذلك يتناغم مع المبادرات والجهود القيّمة التي تبذلها مشيرب، ومؤسسة قطر، وغيرهما من المؤسسات والهيئات المحلية لبناء إرث للاستدامة في كافة جوانب الحياة في قطر.
وفي هذا السياق، ألقى الذوادي الضوء على التعاون الوثيق بين اللجنة العليا والعديد من المؤسسات الوطنية انطلاقاً من أهمية الاستدامة وأثرها الإيجابي الهائل على الأجيال القادمة، لضمان تقديم تجربة ذكية للزوّار المتوقع قدومهم إلى قطر عام 2022 منذ لحظة صعودهم على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية القطرية، وصولاً إلى مطار حمد الدولي، واستخدام شبكة اتصال الجيل الخامس، ثم الانتقال عبر مترو الدوحة، وحجز أماكن إقامتهم في مدينة مشيرب وغيرها، وكذلك الانتقال من وإلى استادات البطولة وكافة المعالم السياحية في الدولة.
وأضاف: “يهدف تعاوننا مع الشركاء إل إثراء تجربة المشجّع في كل خطوة يخطوها على أرض دولة قطر، ونعمل حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على عدد من المبادرات الذكية التي ستضمن استمتاع زوارنا بتجربة استثنائية مميزة لا مثيل لها في 2022.”
وشدد الذوادي على أن الأهمية الحيوية لتقديم تجربة غير مسبوقة للمشجعين خلال المونديال، والجهود المتواصلة لتحقيق ذلك، تأتي جنباً إلى جنب مع سبل الاستفادة من هذه الجهود بحيث تترك أثراً إيجابياً لأعوام طويلة بعد انتهاء البطولة، مشيراً إلى أن ذلك يتطلّب وضع أهداف الاستدامة والإرث في كل ما يجري القيام به من عمل، مع التأكيد على تجنّب بناء منشآت لا يتم استغلالها بشكل كامل بعد البطولة.
وحول المبادرات الذكية التي ترتكز على أسس تكنولوجية؛ يرى الذوادي أنها قد لا تحقق النجاح المرجو منها دائماً، ما لم يتم التخطيط لها وفق رؤية واضحة بعيدة المدى، تضمن إرثاً مستداماً للأجيال القادمة، معرباً عن فخرة بأن مدينة مشيرب قلب الدوحة هي من الأمثلة الواضحة على ذلك؛ إذ تُجسد الاستدامة المعززة بالتكنولوجيا في أبهى صورها، مما سيعود بالنفع على الأجيال المقبلة لعقود طويلة، والإسهام في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وتحسين حياة المواطنين والمقيمين، وتوفير نمط حياة عصري مستدام يلائم جميع زوّار قطر في 2022 وبعدها.
يشار إلى أن دولة قطر أصدرت أوائل العام الجاري، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، استراتيجية الاستدامة لبطولة كأس العالم FIFA ٢٠٢٢™، لتعد أول استراتيجية للاستدامة في تاريخ المونديال يجري التخطيط لها وإعدادها بشكل مشترك بين الـفيفا والدولة المستضيفة للبطولة.
جدير بالذكر أن فعاليات قمة الدوحة للمدن الذكية أقيمت الثلاثاء الماضي عبر تقنية الاتصال المرئي تحت عنوان: “المدن الذكية في عالم ما بعد الجائحة”، وشهدت مشاركة خبراء ومتخصصين وجمهور للنظر في مستقبل المدن الذكية، بتوجيه من المبتكرين والمطورين المتخصصين في التقنيات الرائدة التي ستؤثر على قطاع العقارات ونمط العيش في المدن الذكية، وتضمّنت فعاليات القمّة كلمات رئيسية، وسلسلة من الحلقات النقاشية، لتسليط الضوء على مجموعة من المجالات المتخصصة.