يقلم : اسماعيل حيدر
يطرح الإعلان عن تحديد شهر تموز موعدا لعودة كرة القدم الى الدوران الكثير من الأسئلة، ذلك ان عدم وضع الية محددة لهذه العودة دونها عقوبات.
من منا لا يتمنى ان تتحرر اللعبة من وباء كورونا، وتعود الى الواجهة، المسألة لا تحتاج الى تأويل او استفسارات بل الى تأكيدات تتعدى كل الأسس والمباديء وسوء الظن على ما نعتقد، لأنها مسالة جوهرية تعود بالفائدة الكبيرة على المستوى العام للعبة.
لكن كيف ستتعامل الأندية او مسؤوليها بالذات مع الإعلان، في ظل الإنهيارات المتعددة التي تصيب كل القطاعات في لبنان، إنهيار مالي يطال صناديق الأندية وجيوب الممولين، ما يشير الى معضلة حقيقية لا يمكن مواجهتها بأي شكل من الأشكال.
عندما أعلن الاتحاد اللبناني لكرة القدم عن الموعد لم يضع المعايير التي يمكن ان تساعد الأندية على النهوض ومواجهة الموقف بثبات وجدية، المعروف ان معظم الأندية باتت في حكم الإفلاس، وقد تصل الى حد يمكن ان تمتنع معه عن خوض البطولة التنشيطية تخفيفا للأعباء المادية والنفسية خصوصا ان قسما كبيرا أوقف نشاطاته منذ اكثر من ثلاثة اشهر بعد ان رفضت الإدارة تسديد المستحقات المتوجبة للاعبين.
ضياع لم يسبق ان شهدته اللعبة منذ عشرات السنين، سيؤثر بشكل مطلق على البطولة، وعلى الوضعين الإجتماعي والمعيشي للوسط برمته.
برأيي ان مئات اللاعبين سيرفضون العودة الى أنديتهم اذا لم يتم إنصافهم ماليا ومعيشيا، يقابله نوع من المعاناة التي تعيشها الإدارات وهروب عدد كبير من المسؤولين الذين باتوا يعانون بدورهم من عدم توفر الإمكانيات بسبب الوضع المالي في لبنان وتدهور سعر الدولار.
امام هذا الواقع لم نجد أي الية معينة لإقامة البطولة، ناهيك عن ضعف السوق الإعلاني، وإحجام القنوات التلفزيونية عن النقل، ما سينعكس على المستوى في ظل إقامة بطولة صامتة خلف الأبواب.
ليس هذا المهم بل وضعية الأندية بالذات، حتى اللحظة التزم رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق بكل الإلتزمات إتجاه اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية دون اي تأخير، أوساط تؤكد ان الأخير قد لا يستمر بنفس الزخم او انه قد يتوقف بعد تسديد كل ما عليه، وليس لديه أي نية في الإستمرار موسما جديدا، خصوصا انه بات الوحيد الذي يتحمل كل النفقات، حرصا منه على إستمرارية الفريق والنادي، لكن ماذا بعد الإنهيارات الكبرى؟ وهل يواجه النادي خطر الإفلاس الحقيقي.
دبوق ليس مسؤولا عن تبعيات ما قد يحدث، فقد أدى قسطه للعلى وسينصرف مستقبلا الى تيسير شؤوؤنه الخاصة التي تعتبر أنها أكثر أهمية لديه.
كذلك بالنسبة لنادي الأنصار بعد رفض نبيل بدر العودة لرئاسة النادي بسبب توجهاته الأخرى، وسيكتفي بتقديم مساعدة مالية محدودة علما انه ما زال ملتزما بدفع كامل المستحقات للاعبين والجهاز الفني، ما يطرح علامة إستفهام حول وضع البعض وبالتحديد حسن معتوق الملتزم مع الأنصار بعرض قيمته 300 الف دولار في الموسم الواحد، وهذا الأمر بمفرده سيكون مدار اخذ ورد وقد يواجه النادي مشكلة إزاء هذا الأمر يمكن ان تدفع باللاعب الى الرحيل..
الوحيد القادر على المشاركة في الموسم الجديد بزخم وبقوة هو نادي العهد الذي يتسلم مكافأة الاتحاد الاسيوي بعد فوزه بكأس الاتحاد وهي تبلغ اكثر من مليون دولار ناهيك عن النسبة المادية من إعارة مهدي خليل وربيع عطايا، ويعقوبو الى اندية خارجية مما سيرفع رصيده في صندوقه الى ما يوازي مليوني دولار.
لننتظر ونرى ما سيحدث قبل إنطلاق الموسم بالمسابقات التنشيطية وهل ستقام البطولة بدون لاعبين أجانب او بأجنبي واحد وماذا ستقول الأندية الأخرى؟ الجواب بعد الفاصل…