اعداد : طارق يونس
كانت الإطلالة الأولى للحركة الرياضية في لبنان خجولة حين صدر عن وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة حبيب ابي شهلا القرار رقم 504 تاريخ 1937/3/5 الذي قضى بتشكيل “اللجنة العليا للرياضة البدنية” برئاسة الوزير وفوّضها ادارة شؤون الرياضة اللبنانية.
خمس سنوات مضت قبل صدور القرار رقم 265 تاريخ 1942/3/21عن وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة رامز سركيس والذي قضى بتشكيل “اللجنة العليا للرياضة والتربية البدنية” من السادة حسين سجعان وخليل حلمي وناصيف مجدلاني وويتولد راتنسكي وجميل مطر، وكان أبرز أعمالها إقناع الوزير باستحداث وظيفة مفتش رياضي وتعيين خليل حلمي فيها بدءاً من 3 كانون الأول سنة 1942 ووضع أسس للتنظيمات الرياضية الوطنية.
في الخامس والعشرين من شهر أيلول 1943، جسّد الرئيس الراحل رياض الصلح اهتمامه بهذه التنظيمات من خلال بيان الحكومة الاستقلالية الأولى في مجلس النواب حين قال “تتجه أنظار الحكومة حالياً نحو التبعات الجسام التي يفرضها عهد الاستقلال الحالي في شتّى مبادئ التربية الوطنية، وستعنى عناية خاصة بالتربية الرياضية في المدارس الرسمية وفي أوساط الشباب، وستحض الشباب، على اختلاف فئاته، على العناية الكاملة، فتعمل على تقويته روحياً وجسدياً حتى تكفل للوطن اجيالاً قوية معنوياً مادياً”.
وفي الرابع من كانون الأول 1944، ترأس الرئيس الراحل رياض الصلح المؤتمر الرياضي الأول الذي عقد في “بيت النجادة” في البسطة الفوقا بدعوة من “اللجنة العليا للرياضة والتربية البدنية” في حضور وزير الخارجية حبيب أبو شهلا ووزير التربية الوطنية الياس الخوري وعدد من الوزراء، وقد صدر عن المؤتمر توصيات أبرزها موافقة الحكومة على مشاريع أعدتها “اللجنة العليا للرياضة والتربية البدنية” والعمل على تأمين الموارد اللازمة لتنمية الحركة الرياضية ورفع مستواها.
وكانت الخطوة الجدية التنفيذية الأولى بعد أيام مع صدور المرسوم رقم 2437 تاريخ 1944/12/7 والذي قضى بإلغاء اتحادات رياضية قائمة هي الاتحاد اللبناني للسباحة والسكي والاتحاد اللبناني للمصارعة ورفع الاثقال والاتحاد اللبناني لكرة السلة والكرة الطائرة واتحاد هواة الرياضة البدنية اللبناني السوري، وانشاء اتحادين رياضيين فقط هما “الاتحاد اللبناني لكرة القدم” و “الاتحاد اللبناني للالعاب الرياضية”، وقد أنيطت بالثاني مهمة الإشراف على مختلف الألعاب الرياضية من خلال لجان متخصصة يشكلها لهذه الغاية.
وبموجب المرسوم رقم 5331 تاريخ 1946/3/9، تم إلغاء “اللجنة العليا للرياضة البدنية” وإنشاء “اللجنة الاهلية للرياضة البدنية” برئاسة المدير العام لوزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة، وكانت أبرز انجازاتها تشكيل لجنة من السادة خليل حلمي وعبد الوهاب الرفاعي وناصيف مجدلاني وتكليفها وضع مشروع نظام اللجنة الأولمبية اللبنانية.
وبالفعل، فقد أصدر وزير التربية الياس الخوري القرار رقم 1350 تاريخ 1946/12/28 القاضي بانشاء اللجنة الاولمبية اللبنانية، فتقدمت بطلب انضمام إلى نظيرتها الدولية ونالت شرف الانتساب في العام 1947، لتشارك بإسم لبنان في العام التالي (1948) في أولمبياد لندن.
بدأت الحركة الرياضية بالإتساع، فصدر المرسوم 3447 تاريخ 1950/11/20 الذي قضى بإنشاء خمسة اتحادات رياضية جديدة هي “الاتحاد اللبناني لكرة المضرب وكرة الطاولة” و”الاتحاد اللبناني للدراجات والرماية والعاب القوى” و”الاتحاد اللبناني لكرة السلة وكرة الطائرة” و”الاتحاد اللبناني للسباحة والتزلج” و”الاتحاد اللبناني للمصارعة والملاكمة ورفع الاثقال”.
وخلال هذه الفترة، تخبطت الهيكلية التنظيمية الحكومية، فأتبعت الحركة الرياضية والكشفية لما سميّ بـ “مصلحة الرياضة البدنية والكشفية” التابعة للإدارة المركزية في وزارة التربية الوطنية (1955/1953)، ثم لـ “مصلحة التربية الرياضية والكشفية” المنشأة بالمرسوم 134 تاريخ 12-06-1959، ثم لـ ” مؤسسة الفتوة” التي أنشئت بموجب المرسوم 17202 تاريخ 18-08-1964 وحددت مهمتها بالعناية بالشباب والرياضة، وبعدها بأقل من شهر لما أطلق عليه “مديرية الشباب والرياضة” وذلك بموجب المرسومين 17472 تاريخ 9-9-1964 و259 تاريخ 30-10-1964.
عاشت “المديرية” لأقل من عامٍ واحد قبل صدور القانون رقم 48 تاريخ 3-9-1965 القاضي بإنشاء “المديرية العامة للشباب والرياضة” ضمن وزارة التربية الوطنية ثم المرسوم 5542 تاريخ 17-9-1966، وكانت هذه الولادة بمثابة الخطوة الحقيقية الأولى للهيكلية التنظيمية الحكومية الحديثة لقطاعات الشباب والرياضة والكشافة في لبنان
_ يتبع _