وطنية – أقيم اليوم حفل تسليم وتسلم بين قائد كشاف التربية الوطنية السابق حسين فرحات والقائد الجديد نديم المعلوف، برعاية وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي وحضوره، في الوحدة الرياضية والكشفية في بئر حسن. كما حضر المدير العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي الدكتور فادي يرق، راعي ابرشية زحلة وبعلبك للروم الارثوذكس متروبوليت انطونيوس الصوري، رئيس وحدة الانشطة الرياضية والكشفية الدكتور مازن قبيسي، اضافة الى رؤساء الوحدات والمصالح والادارات العامة ورؤساء المناطق التربوية والجمعيات الكشفية والاهلية والفاعليات التربوية والقادة الكشفيين.
قبيسي
بعد النشيد الوطني، وتقديم من مفوضة الجنوب خديجة شعلان الحفل وعرض بصري لانشطة الاعلام، تحدث رئيس وحدة الانشطة الرياضية والكشفية الدكتور مازن قبيسي، فقال: “ان كشافة التربية الوطنية هي جيش لبنان الثاني والتي هي عابرة للطوائف والمذاهب في اطار وطني جامع وتحت عنوان التلاقي والتجمع والذي يجمعنا هو خدمة الوطن والناس والمجتمع تحت راية لبنان اولا واخيرا”.
فرحات
ثم تم عرض جمباز للاطفال، بعدها كلمة القائد السابق فرحات الذي قال: “بعد اربعة سنين ونيف تسلمت فيها قيادة كشاف التربية الوطنية حيث رغبت منذ البداية ان نعمل بروح الفريق الواحد وفي المركب الواحد ونجحنا في ايصال هذا المركب الى بر الامان وتجاوزنا الكثير من العواصف الصعبة وخصوصا جائحة كورونا وتفجير المرفأ بيروت. وكانت هناك متابعة واحتضان من وحدة الانشطة الرياضية والكشفية لكن الظروف المادية في الوزارة جعلت هذا الدعم غير كاف. وهنا لا بد لي من التنويه بدور المفوضية العامة التي عملت على اعداد القادة من خلال دورات كانت تجري في المناطق كافة”.
اضاف: “في هذا السياق، ولضمان نجاح النشاط لا بد لي من التأكيد على ما يلي: ان المفوضين هم متطوعون وتنقلاتهم من منطقة الى اخرى اصبحت مكلفة ماديا، أساس استمرار الجمعية هو التدريب، اصبح اللباس الكشفي صعب المنال، يحتاج العمل الكشفي الى قادة متفرغين”.
المعلوف
ثم جرت مراسم التسليم والتسلم وتكريس المعلوف قائدا عاما لكشافة التربية الوطنية الذي القى كلمة بالمناسبة قال فيها: “أقف اليوم امامكم تملأني الغبطة والسرور، كيف لا وقد وضعتم في شخصي ثقتكم لاقود كشاف التربية الوطنية وبالتعاون مع مجموعة من القادة الاكفاء لنعبر به نحو غد اكثر اشراقا ومستقبل ازهى. وتشاء الصدف ان يتزامن حفلنا مع ذكرى الاستقلال، وتعتصر القلب غصة لما يعانيه وطني وشعب وطني، غير اننا صناع أمل ومدركون ان الريح لا بد وان تستكين لتسطع شمس الحرية. واني على نفس العهد باق لاكمل المسيرة مع لفيف من القادة الاكفاء علنا نزرع اليوم سنبلة لتحصدها الاجيال القادمة بيدرا”.
يرق
ثم كلمة الدكتور يرق قال فيها: “قدر التربويين أن تخسرهم المؤسسات وهم في عز العطاء. هذه حتمية نهاية الخدمة وبلوغ سن التقاعد والتناوب على المسؤولية. لكنها على الصعيد الإنساني علاقة ننسجها بصورة يومية، ونتعاون على مواجهة الظروف القاسية بالصبر والحكمة والتضحيات. هكذا هي مسيرة القائد الأستاذ حسين فرحات في قيادة كشاف التربية الوطنية، الذي يغادر موقعه فخورا بما حقق من حرص على ترسيخ المبادىء الكشفية، وسهر على تعميم مبدأ الخير العام، وسعى لتعويض الأنشطة في زمن الوباء بما يعزز المواطنة والإنتماء وخدمة المجتمع”.
اضاف: “البيرق يتسلمه اليوم القائد الأستاذ نديم معلوف، الذي نتمنى له ظروفا أفضل ليحقق الأهداف الكشفية والوطنية الذي نذر نفسه لترسيخها في نفوس الناشئة وفي سلوكياتهم”.
وتابع: “إن وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية برئاسة الدكتور مازن قبيسي ، مدعوة اليوم اكثر من اي وقت مضى، لتوسيع إطار الأنشطة الرياضية والكشفية والموسيقية والبيئية، بعدما أسهمت جائحة كورونا في انتشار حالات الإكتئاب، والأزمات النفسية إضافة إلى المشاكل الإجتماعية والصحية والإقتصادية. إن المتعلمين من الفئات العمرية كافة في حاجة إلى الروح الكشفية التي تعزز التراتبية واحترام القانون والنظام وحماية البيئة والحيوان، وبالتالي اللجوء إلى الطبيعة لتحقيق التوازن النفسي والإجتماعي”.
وتمنى يرق للقائد الجديد “التوفيق في مهامه، وأشد على يديه وعلى يدي رئيس الوحدة الدكتور قبيسي، للمضي قدما في نشر الأفواج الكشفية والفرق الرياضية والموسيقية في المدارس، لبناء جيل متعاون ومتضامن، ولتعزيز التنشئة الوطنية عبر المبادىء الكشفية النبيلة، وشكرا لمعالي وزير التربية على الرعاية والمتابعة والسهر على ترسيخ مبادىء المواطنية الصحيحة، وسوف نستغل هذا الحرص لنرتفع بالتربية الوطنية إلى المراتب التي نتطلع إليها لأجيالنا.
الحلبي
وفي الختام القى الوزير الحلبي كلمة جاء فيها: “أحبائي أفراد كشافة التربية الوطنية، الكشفية مدرسة للحياة بكل رموزها وطقوسها ومعانيها ونشاطاتها. هي العمل الكامل من دون نقصان، وهي التراتبية والسعي لإستحقاق الترقية، وهي تعاظم المسؤولية كلما ارتفعنا في سلم القيادة، وهي إعداد وتأهيل من يحل محلنا كلما تقدمنا في العمر والمسؤولية. بإختصار إنها التطبيق العملي المبسط لمفهوم الانعتاق من الأنانيات، والانخراط في خدمة المجتمع والتضحية من أجل إنجاز عمل الخير اليومي”.
اضاف: “أيها الكرام، يسعدني أن أكون بينكم اليوم في عيد الإستقلال، لأشهد تسليم القائد السابق لكشاف التربية الوطنية الأستاذ حسين فرحات بيرق القيادة إلى القائد الجديد الأستاذ نديم معلوف، ويسرني أن أهنىء القائد المغادر لبلوغه التقاعد، على إنجازاته وحسن قيادته، وأن أتمنى له الصحة والعافية ودوام الإستعداد للخدمة، فقد قلت أن الكشفية مدرسة للحياة، وهي وإن خرجنا من صفوفها فإنها لن تخرج من قلوبنا ومن سلوكياتنا”.
ودعا الوزير الحلبي القائد الجديد معلوف إلى “الإستعداد لبذل الكثير من التضحيات، للحفاظ على الروح الكشفية، والسهر على نشر الحركة وتأسيس الأفواج في المدارس الرسمية، لأن ذلك يشكل حاجة نفسية واجتماعية وتربوية ووطنية، في ظل الظروف التي نعيشها والضيق الذي يكتم الأنفاس، والحاجة إلى الطبيعة والعناية بالمجتمع. إنها مهام كشفية يومية، لكنها باتت حاجة ملحة لكل شاب وفتاة وأسرة”.
وقال: “أشد على أيدي رئيس وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية في الوزارة الأستاذ مازن قبيسي وفريق القيادة المركزية وعلى مستوى المفوضين أو قيادات الأفواج، وأدعو المدير العام للتربية الأستاذ فادي يرق الذي يشرف على الوحدة، كما أدعو المديرين ورؤساء المناطق إلى رعاية الحركة الكشفية في المدارس الرسمية، وتوفير مقومات الأنشطة والمخيمات، والتشبيك مع الأفواج والجمعيات الأخرى لتعميم الأخوة والتسامح واحترام القانون وحماية الطبيعة، وبالتالي الحفاظ على قدسية الحياة”.
وحيا قيادة الفرقة الموسيقية الكشفية على عزفها وانتظامها، “فقد شكلت الوجه الجميل للمدرسة الرسمية، وعززت في نفوسنا روح الإعتزاز والشموخ، ونحن في حاجة إليها، في زمن الإستقلال والتعطش إلى بناء دولة عزيزة منيعة بجيشها ومؤسساتها الأمنية والوطنية، وشامخة بطلابها ومعلميها وعمالها وبسواعد أبنائها. أنتم نموذج للانتظام والجمال والمواطنية الصالحة، فثابروا في مسيرتكم، لنبني معا إستقلالنا الحقيقي”.
وختم: “أيها الأبناء والبنات الأحباء، لبنان يحتاج إليكم. اعملوا على اعلاء المواطنة بدل الإنتماء الطائفي، وإعلاء مفهوم الدولة والمؤسسات. حاربوا المذهبية والطائفية والإنغلاق. إجعلوا شعاركم الإنفتاح والحوار والأخلاق. حافظوا على طبيعة لبنان التي حباها الله قطعة فريدة ننعم بخيراتها ولا تتركوا الأنانيات تغلب على عملكم ولا الفردية تسود على نشاطكم، بل إعملوا كفريق واحد فلبنان لا يحيا إلا بالتضحية والتفاني ولا يدوم إلا بالمحبة والإحترام ولا يبقى إلا بالسعي الدائم لطلب العلم والمعرفة لكي يبقى لنا وطن نحيا فيه ودولة نتفيأ بها. مبروك للقائد الجديد، ولنكن دوما مستعدين للخدمة، فالوطن يحتاجنا. عشتم، عاشت الحركة الكشفية، وعاش لبنان”.
وتم بعدها تقديم الدروع التقديرية للقادة الكشفيين.