يبدو انه ممنوع على الفقراء في لبنان ان يشاهدوا ويتابعوا مباربات المونديال ، التي تقام للمرة الأولى في ارض عربية (قطر 2022) بعدما لم تنجح كل المحاولات التي بذلت في ان ينقل التلفزيون الرسمي المباريات بسبب الكلفة المادية العالية التي تم طلبها من اصحاب حقوق البث، وبالتالي بات على من يرغب بمشاهدة مباريات المونديال من اللبنانيين ان يدفع بدل مادي، اما ثمن إشتراك عبر الشركة صاحبة الحقوق في لبنان، او عبر من يملكون إشتراكات ستالايت حيث يفرضون رسماً مالياً خاصاً على بث مباريات المونديال للمشتركين، وفي كلتا الحالتين لا يستطيع اي محب او عاشق للعبة كرة القدم من الفقراء ان يدفع الثمن المطلوب لحضور المباريات وإشباع هوايته والترفيه والتمويه عنه، لان لا قدرة له على ذلك ، ويفضل ان يشتري بالمال (ان وجد معه) ما يسد به بعض الحاجيات الاساسية من طعام وشراب في حده الأدنى، وبالتالي فانه اصبح ممنوعاً على الفقراء في هذا البلد ان يرفهوا عن أنفسهم او ينسوا همومهم ومشاكلهم، ويتابعوا مثل سائر البشر مباريات كأس العالم والتي لم يعودوا قادرين حتى على حضورها عبر الشاشة الصغيرة، لان لعبة الفقراء اصبحت للأغنياء والميسورين في هذا البلد الذي لا يبدي فيه المسؤولون اي وزن او قدر من الإحترام لشعبهم، الذي حرم من ابسط مقومات الحياة ومنع عنه متابعة ومشاهدة لعبته وسلوته وهوايته المفضلة، والتي كان يقال عنها يوماً انها لعبة الفقراء، لكنها لم تعد لهم.