اللجنة العليا للمشاريع والإرث تستضيف فعاليات القمة العربية الرابعة للعلوم السلوكية

استضافت اللجنة العليا للمشاريع والإرث فعاليات القمة العربية الرابعة للعلوم السلوكية “بي إكس أريبيا”، لمناقشة سبل الاستفادة من علم توجيه السلوك في ابتكار آليات واستراتيجيات تسهم في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات حول العالم.
شهد المؤتمر، الذي نظمته مؤسسة السلوك من أجل التنمية التابعة للجنة العليا، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، ومؤسسة “نادج ليبانون” المتخصصة في التوجيه السلوكي، مشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين، وممثلين عن القطاع العام، والأوساط الأكاديمية، والمنظمات غير الحكومية، والشركات الخاصة.
وقال الدكتور فادي مكي، مدير مؤسسة السلوك من أجل التنمية: “تتركز جهود المؤسسة في التعاون مع الجهات المعنية لدراسة القضايا الاجتماعية وتقييم تأثيرها المباشر على سلوكيات الأفراد وصحتهم وسلامتهم. ونتطلع من خلال استضافة المؤتمر إلى دراسة آلية تطبيق علم توجيه السلوك في دعم جهود قطر لتحقيق أهداف استراتيجيتها الوطنية للصحة، بالإضافة إلى وضع آلية فعالة لتطبيق كافة المخرجات التي ناقشها الخبراء والمتخصصون خلال الفعالية.”
وأشار مكي إلى أن إطلاق قطر قبل سنوات أول وحدة للتوجيه السلوكي بالمنطقة يضع على عاتق مؤسسة السلوك من أجل التنمية مسؤولية رفع مستوى وعي الأفراد بهذا العلم الهام، ودوره في تحسين حياة الأفراد من خلال إطلاق وحدات مماثلة في كافة أنحاء العالم.
من جانبه أكد الدكتور روبرتو بيرتوليني، مستشار سعادة وزيرة الصحة العامة في قطر، على أن شراكة الوزارة وتعاونها مع مؤسسة السلوك من أجل التنمية تدعم الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022، مشيراً إلى أن المؤتمر يسهم في تمكين أفراد المجتمع ورفع الوعي بأهمية اتخاذ قرارات صحية تسهم في تنفيذ التزام الدولة بإنشاء مدن صحية، وتنشئة أطفال أصحاء، وبناء مستقبل صحي للفرد والمجتمع.
وتطرق المتحدثون خلال المؤتمر إلى مناقشة الاستفادة من الرؤى السلوكية لإشراك الشباب في إحداث تغييرات إيجابية في مجتمعاتهم، مع تسليط الضوء على الجيل المبهر، برنامج المسؤولية المجتمعية في اللجنة العليا، والذي يهدف من خلال مبادرات كرة القدم من أجل التنمية إلى الاستفادة من قوة هذه الرياضة وشعبيتها الواسعة في إحداث تغييرات إيجابية في حياة الأفراد.
وفي هذا السياق أكد السيد ناصر الخوري، مدير إدارة البرامج في الجيل المبهر، أن أنشطة كرة القدم من أجل التنمية تهدف إلى إكساب الأفراد، خاصة في المجتمعات المهمشة، مهارات حياتية مثل العمل الجماعي، والمساواة، وروح القيادة، وغيرها، مشيراً إلى أن تعاون البرنامج مع مؤسسة السلوك من أجل التنمية سيُسهم في تعزيز فعالية البرنامج، وضمان أن يترك مونديال 2022 إرثاً اجتماعياً وإنسانياً قيماً يعود بالنفع على الأجيال القادمة في كافة أنحاء العالم.
وتناول الخبراء خلال المؤتمر دور البيانات السلوكية في مساعدة الدول على تشكيل سياساتها المتعلقة بوباء كوفيد-19، والتردد بشأن تلقي اللقاح المضاد للمرض، وكيف يمكن توجيه الأفراد لاتخاذ قرارات إيجابية بشأن التعاطي بإيجابية مع اللقاح.
وقال السيد تيم هوليهان، الذي يشارك في تقديم مدونة صوتية (بودكاست) حول التوجيه السلوكي: “يتطلب استضافة أية بطولة عالمية في حجم بطولة كأس العالم ما هو أكثر من إعداد بنية تحتية وإطلاق حملات ترويجية. إن التوصل إلى فهم أعمق لسلوكيات الجماهير، وهو ما يقدمه لنا علم توجيه السلوك، يُسهم بشكل علمي في إنجاح استضافة وتنظيم كبرى الفعاليات والأحداث في العالم.”
وأضاف هوليهان: “يُسهم التطبيق الأخلاقي والسليم لهذا العلم الرائد عالمياً في إحداث تغييرات إيجابية طويلة الأمد في سلوك الأفراد بالمنطقة، وذلك في حال أدركنا كيف تؤدي هوية الفرد وفهمه لذاته وتوقعاته المحتملة إلى تحقيق التغييرات المنشودة.”
ويأتي المؤتمر، الذي استضافه جناح الإرث في مقر اللجنة العليا بالدوحة في التاسع من الشهر الجاري، تجسيداً لجهود مؤسسة السلوك من أجل التنمية الرامية إلى إحداث تغييرات إيجابية في حياة الأفراد من خلال دراسة سلوكياتهم واختياراتهم وتوجيههم لاتخاذ قرارات معينة تصب في صالحهم وتعود بالنفع الكبير على صحتهم ومجتمعاتهم. وقد جرى نقل جلسات المؤتمر مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث أطلقت مؤسسة السلوك من أجل التنمية في العام 2016 كأول وحدة للتوجيه السلوكي في المنطقة تحت اسم: وحدة قطر للتوجيه السلوكي، بهدف التوعية بأهمية علم التوجيه السلوكي في مختلف أنحاء العالم. وقد أسهمت المؤسسة مؤخراً في إطلاق أول وحدة للتوجيه السلوكي في باكستان.
وتتعاون المؤسسة مع الشركاء وصنّاع القرار والمؤسسات والأفراد، في إجراء تجارب علمية تترك أثر اجتماعياً إيجابياً، وقد أجرت المؤسسة العديد من التجارب السلوكية في قطر، ونظّمت ورش عمل ومبادرات لبناء القدرات في دول عدة بالمنطقة.

* لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
تواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

العنابي القطري الى نصف النهائي لمواجهة إيران

Share this on WhatsAppاستضاف ملعب البيت مباراة الأعصاب في الدور ربع نهائي بين حامل اللقب ...