كتب : اسماعيل حيدر
يكتنف الغموض كل ما يحيط بكرة القدم، أجواء غير مشجعة لمستقبل غامض في عز الركود.
لم يمنحنا كورونا المزيد من التفكير، قضى على ما تبقى من مشاعرنا الممزوجة بالغصة والإنفعال.. نحن مع اللعبة دخلنا في نفق مليء بالمسؤوليات التي تحتم الإلتفات الى أكثر من مسالة منها حالة اللاعبين المزرية التي تشبه حالتنا نحن كصحافيين عاطلين عن العمل..
يمكن ان نكون قد حملنا وزرا ثقيلا، من هذه المهنة التي باتت وكأنها لا تزن كيلو من البصل أو البطاطا.. كذلك الأمر بالنسبة للاعبين الذين يعانون من نفس المنطق ومن تلك السذاجة، لاعب كرة القدم في لبنان مهمش ولا سبيل له للعيش والتشابيه التي ذكرناها، تتصل بهذه المسألة المريبة، وبيع البصل ليس بمهنة معيبة، ما يراد منها تأمين إحدى سبل العيش.. إستخدام العبارات للدلالة على المعاناة الممزوجة بالإحباط واليأس.
نحن على أعتاب مشكلة إجتماعية عامة تبدا بكرة القدم وتنتهي ببقية الألعاب، لا مجال هنا للسخرية أو الإفتراء، لأن الواقع يحتم التمسك بتلك المسؤوليات القائمة على التعاون لإنقاذ القطاع الرياضي برمته.
لا شك بان 70 بالمئة من اللاعبين على إختلافهم دخلوا مرحلة الفقر المدقع.. قد يكون هؤلاء فريسة التهاون الذي نشهده من الأندية أو الاتحادات، أو إهمال المؤسسات التي تقوم بالتمويل، أو غيرها من الجهات.. هذا يعني اننا أمام إفلاس حقيقي لكل الرياضات خصوصا كرة القدم التي سيكون لها نتائج خطيرة في المدى المنظور.
لا ينطبق الأمر على أندية تقوم بواجباتها بشكل كامل وهذا محصور بالعهد والبرج وشباب الساحل وحتى النجمة والأنصار.. نحن لا نعرف الى أي مدى ستبقى هذه الأندية ملتزمة بما عليها.. وإعتقادنا بان الرؤساء في كل ناد يدركون هذا الأمر ويفكرون بطرق عدة من أجل الإستمرارية.
انا على يقين أن سمير دبوق وفادي ناصر وأسعد السقال هم على إستعداد تام لتحمل ما يمليه عليهم الضمير ويسعون للمحافظة على أنديتهم في ظل عاصفة الكورونا..
الواقع الرياضي في لبنان يئن تحت وطأة الوباء.. والوضع الإجتماعي المزري يفتك بما تبقى من هذا القطاع، السبب أن إداريين موجودين داخل الاتحادات يقامرون باتحاداتهم او بلاعبيهم .. الوسط الرياضي بات بنظرهؤلاء وسيلة للتباهي وتحقيق الغايات وليس واجهة حضارية ترعى الأجيال وتبعدهم عن الافات وتصقل مهاراتهم وتنمي شخصياتهم وتبرز صورة وطنهم في الخارج .
انتخابات الاتحادات قربيا وعلى المحك.. ستكون امتحانا تاريخيا يمكن ان يكرم أجيالا جديدة طموحة تبتعد عن المحسوبيات الحزبية وتعمل من أجل التغيير، وعند الإمتحان يكرم المرء أو يهان.
أكثر من 70 بالمئة من الرياضيين لاعبين وفنيين وإداريين بحكم العاطلين عن العمل، سيعانون من مشكلة نفسية وإجتماعية مؤلمة، يعيشون على الكلام المزيف والوعود الكاذبة.
أمور غريبة تحدث في بلد لا يشكل نقطة في بحر من التساؤلات كلها تحمل علامات من الحيرة والريبة وبيع الكلام المنمق في ظل الأزمات التي تدار بالأهمال والإستهتار والضحك على الذقون ..