برسم الرأي العام اللبناني : هل اصبح التطبيع وجهة نظر لدى الإتحاد الكروي

كتب حسين حجازي

يبدو ان الإتحاد الكروي لم يكتف بخيبات الأمل التي يسببها للجماهير اللبنانية عموماً والكروية خصوصاً ، جراء الخسائر والسقطات المتتالية لكافة المنتخبات في غالبية البطولات والمسابقات التي يشارك بها ، بل اصر على إرتكاب خطيئة أكبر وادهى واشد، تمثلت في ضم احد اللاعبين المطبعين لقائمة المنتخب الوطني الذي يقيم بدءاً من اليوم معسكراً في إمارة دبي، حيث تم إستدعاء اللاعب باسل جرادي الذي يلعب مع فريق ابولون ليماسول القبرصي ، ويلعب معه في نفس الفريق لاعب إسرائيلي، اي انه يتمرن ويلعب ويأكل معه كل يوم، فهل هناك تطبيع اكبر واكثر من ذلك، والانكى انه منذ انضم اللاعب الإسرائيلي للفريق القبرصي لم نسمع اي موقف رافض من اللاعب باسل جرادي، الذي فضل الخنوع والسكوت والمال والتطبيع على إتخاذ موقف مشرف والإلتحاق بقافلة الشرف التي تطول برياضيين لبنانيين وعرب رفضوا الحصول على بطولات والقاب عالمية لانهم لا يريدون ان يواجهوا منافسين اسرائيليين رفضاً للتطبيع، ومن هؤلاء الطفل اللبناني مارك بو ديب الذي اشترط على المنظمين لبطولة العالم في الشطرنج التي اقيمت في اسبانيا العام 2019 عدم مقابلة اي لاعب إسرائيلي حتى يشارك في البطولة، كما ان البطل اللبناني في المواي تاي يوسف عبود قد رفض مقابلة لاعب إسرائيلي على الميدالية الذهبية في بطولة العالم العام 2018 في تايلند ، وعندما ارادوا منحه الميدالية الذهبية مناصفة مع اللاعب الإسرائيلي رفض الصعود معه على منصة التتويج وفضل الحصول على الميدالية الفضية مع عدم وجود اللاعب الإسرائيلي على منصة التتويج، كما ان هذا العام انسحبت لاعبتا الشطرنج ناديا فواز (13 سنة) وسالي حمادة (11 سنة) من بطولة العالم للشطرنج للفئات العمرية لرفضهما مقابلة لاعبتان إسرائيليتان في البطولة التي اقيمت في ابو ظبي، كما ان البطل في لعبة الفنون القتالية شربل ابو ضاهر (14 سنة) انسحب من بطولة للفنون القتالية رفضاً لمقابلة لاعب إسرائيلي، ليفوزوا بوسام الشرف الذي هو اسمى وارقى وارفع من كل الألقاب والبطولات، اما القائمة العربية فتطول وتتطول من المحيط إلى الخليج، ومثلاً النجم المصري الكبير محمد ابو تريكة رفض اللعب مع منتخب نجوم العالم لوجود لاعب إسرائيلي في المباراة، وقال نحن نربي اجيالاً على ذلك، اي رفض التطبيع، ويا حبذا لو ان اللاعب باسل جرادي اخذ موقفاً رافضاً لوجود لاعب إسرائيلي في فريقه وطلب وضعه على لوائح الإنتقال لكان انضم للائحة الشرف ولأصبحت له مكانة لا تضاهى في قلب كل عربي، ولتحول لرمز وطني كبير، ولكانت العروض انهالت عليه من كل حدب وصوب، خصوصاً وان مستواه الفني جيد ويؤهله لان يفرض على فريقه عدم التعاقد مع لاعب إسرائيلي، او يرحل عن الفريق، لكنه لم يفعل، وبدلاً من ان يعاقبه الإتحاد الكروي اللبناني ويرفض إنضمامه للمنتخب الوطني طالما انه يلعب في نفس الفريق مع لاعب إسرائيلي، ويشترط عليه ان لا عودة له حتى يرحل نحو فريق آخر او ينتقل اللاعب الإسرائيلي لفريق ثانٍ، لكن الإتحاد أيضاً لم يفعل وكافأ اللاعب باسل جرادي بضمه للمنتخب تحت ذريعة ان المدرب يريده في المنتخب وهذه حجة واهية ، لان هناك لاعبين اقترفوا ذنب اقل بكثير من التطبيع وكان معظم المدربين الذين مروا على المنتخب الوطني يريدون ضمهم ، لكنكم ابلغتموهم بان هناك قراراً كبيراً بإيقافهم وقد ساندناكم في تلك القرارات لانكم لا تريدون إيجاد إستثناءات لاحد، فلماذ لم تتخذوا اي موقف حيال لاعب مطبع، وهل اصبحت مسألة التطبيع لديكم انتم أيضاً وجهة نظر، ثم لا يقول لنا احد ان اللاعب هو من كان يجب ان يتخذ موقفاً ولم يفعل ، فلماذا قصرتم انتم ولم تبادروا او تهتموا وتكترثوا للموضوع مع ان هناك من حذركم منه ومن تداعياته ووباله عليكم، لكنكم ضربتم عرض الحائط بكل النصائح وان الامر لا يعنيكم، فمن هو المعني إذن في هذه المسألة، بعدما لم تتخذوا موقفاً للتاريخ من لاعب مطبع.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

العنابي القطري الى نصف النهائي لمواجهة إيران

Share this on WhatsAppاستضاف ملعب البيت مباراة الأعصاب في الدور ربع نهائي بين حامل اللقب ...