AFP
يطلق ناديا العاصمة هرتا برلين وأونيون برلين صافرة انطلاق المرحلة السابعة والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم الجمعة، في مشهد مغاير للقاء ذهاب ناري بين قطبين لمدينةٍ، يختزلان مختلف جوانب صراعاتها التاريخية.
في الثاني من تشرين الثاني 2019، استضاف أونيون برلين الذي يمثل الجانب الشرقي من المدينة، هرتا برلين الآتي من الغرب، في لقاء هو الأول في الدرجة الأولى بين قطبي العاصمة التي انهار جدارها الفاصل في العام 1989، مطلقا شرارة نهاية الحرب الباردة.
انتهت المباراة يومها بفوز المضيف بهدف نظيف متأخر (ركلة جزاء في الدقيقة 87)، لكن الشرارات تطايرت من كل حدب وصوب: استهداف متبادل بالألعاب النارية بين المشجعين، مشاحنات، توقف المباراة مرارا بسبب مقذوفات على المستطيل الأخضر… وثلاثة جرحى.
أعدّت رابطة الدوري الألماني تقريرا مفصلا عن المباراة نشر على موقعها الالكتروني الأربعاء، وفيه تعتبرها بمثابة “دربي بين الشرق والغرب. ثمة العديد من الأوجه التاريخية والسياسية التي تجعل من هذا الموعد مميزا أكثر من مجرد دربي محلي. يمكن ان يتم تصنيفه على الشكل الأمثل، بصداقة ترتكز على التضامن، تطوّرت لتصبح منافسة جديرة بعاصمة الأمة”.
وأضاف التقرير إن “أعين العالم ستكون مجددا على العاصمة الألمانية لمباراة تجمع بين كرة القدم، السياسة، والتاريخ في مدينة كانت ذات يوم مقسّمة”.
مباراة الغد بضيافة هرتا على الملعب الأولمبي في برلين، سترسم مشهدا معاكسا لما كان عليه الذهاب: فهي تأتي في المرحلة الثانية بعد عودة المنافسات إثر توقف شهرين بسبب فيروس كورونا المستجد، وعليه ستكون المدرجات خالية من أي حضور جماهيري، من ضمن الاجراءات الصحية الصارمة المصاحبة للعودة، بهدف الوقاية من أي تفشٍ محتمل لـ”كوفيد-19″.
في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب “آن در ألتين فورستيري”، رد مشجعو هرتا برلين على الاستفزازات التي تعرضوا لها، بإطلاق المفرقعات في اتجاه مقاعد البدلاء للاعبي أونيون ومدرجات مشجعيه.
وقامت الشرطة على هامش المباراة، بتوقيف 25 شخصا.
ويقرّ مدير هرتا برلين ميكايل بريتس بأن الفريق “لم ينسَ” مباراة الذهاب، مضيفا “كان يوما أسود. الآن لدينا فرصة من أجل نسيان ذلك بعض الشيء”.
من جهته يقول مدرب هرتا برونو لاباديا إن “الظروف مختلفة تماما، هذا دربي آخر”، علما بأنه لم يكن قد تولى منصبه بعد لدى خوض الفريقين مباراتهما في الثاني من تشرين الثاني ضمن المرحلة العاشرة.
من الناحية الرياضية، لن يكون للمباراة تأثير على الصراعات المختلفة على مراكز المقدمة في البوندسليغا، لاسيما وان هرتا وأونيون يحتلان المركزين العاشر والحادي عشر تواليا. لكن فارق النقطة بينهما (31 مقابل 30)، وحساسية الدربي بين فريقي العاصمة، يعطيان للمباراة رونقها، وإن كان صامتا هذه المرة.
وحقق الفريقان نتيجتين مختلفتين في المرحلة الماضية، اذ تغلب هرتا على مضيفه هوفنهايم بثلاثية نظيفة، بينما خسر أونيون بثنائية أمام ضيفه بايرن ميونيخ المتصدر وبطل المواسم السبعة الماضية.
لكن فوز هرتا لم يكن السبب الوحيد لورود اسم الفريق في تغطية وسائل الإعلام. فخلال احتفال لاعبيه بهدف في مرمى مضيفهم هوفنهايم (3-صفر)، طبع البلجيكي ديدريك بويوتا قبلة على خد زميله الصربي ماركو غرويتش.
وفي حين تقدم بويوتا باعتذار عبر مواقع التواصل في وقت لاحق، مؤكدا ان تصرفه لم يكن بدافع الاحتفال بل لشرح تعليمات معينة لزميله، أثار هذا التصرف، كما غيره في مباريات أخرى، انتقادات في ألمانيا ودعوات للتشدد في تطبيق البروتوكول الصحي المعتمد من أجل توفير عودة آمنة للدوري.