في ضوء ما قرأناه وسمعناه في عدد من وسائل الاعلام والمواقع الرياضية على جنبات الوداع الأخير للراحل عبد الرحمن شبارو وما رافق عملية استلام جثمانه الطاهر، وإنطلاقاً من متابعتي الميدانية لكافة التفاصيل منذ إعلان وفاته ولحين مواراة جثمانه الطاهر في الثرى، يهمّني أن أوضّح الآتي:
ـ قبل إسبوع من وفاة الراحل الكبير قمنا بوقفة تضامنية أمام مستشفى السان جورج حيث كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، يومها تداعى أهل الخير وتبرعوا بما تيسّر إلى عائلته لمواجهة المقبل من الأيام، فكنا مع عائلته على جهوزية تامة لأيّ طارىء.
ـ مع إعلان وفاته في المستشفى صباح الجمعة الموافق في 16 تشرين الأول، أبلغتني ابنته أسرار بأن وزير الصحة حمد حسن تكفّل بدفع الفروقات المتوجبة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وأن إدارة مستشفى السان جورج طلبت منها استلام جثمان والدها من مستشفى الرسول الأعظم (ص)، وهنا سارعنا إلى تأمين سيارة خاصة لنقل الجثمان، لكن أسرار عادت لتبلغني بأن إدارة المستشفى طلبت سداد فاتورة بقيمة 12,5 مليون ل.ل، ما جعلها تتصل ثانية بمكتب الوزير الذي طلب منها التواصل مع أحد مساعديه، ليثمر الاتصال حسماً بقيمة 2,5 مليون ل.ل، وهنا توجهت إلى المستشفى يرافقني الكابتن ناصر بختي لدفع المبلغ المتوجّب، وتمنيّنا على مديرها الدكتور حسن عليق أن يجري حسماً آخراً فكان لنا ما أردنا وأصبحت الفاتورة بقيمة 8 ملايين ل.ل، وأثناء دفع المبلغ تلقيّت اتصالاً من رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم السيد هاشم حيدر، فسألني عن صحّة ما يتم تداوله لجهة التمنع من تسليم الجثمان قبل تسديد الفاتورة المتوجبة، ولما أخبرته بما حصل، دعاني للتوجّه إلى مقر الاتحاد لقبض المبلغ الذي دفعته، وهذه مكرمة تعودناها من السيّد هاشم حيدر جزاه الله خيراً. والجدير بالذكر، أن عدداً كبيراً من أهل الخير المقتدرين اتصلوا للمساهمة وتقديم الخدمات فأخبرناهم بما حصل معنا تفصيلياً وان الأمور قد سويّت، وهنا لا يسعنا إلا توجيه الشكر لكل من ساهم أو أعلن نيته بالمساهمة، وهكذا أثبت أهل الكرة بأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والاهتمام.
رحم الله فقيدنا الغالي عبد الرحمن شبارو، وتغمّده بواسع الرحمة وأسكنه الفسيح من جنّانه، وألهم عائلته وعارفيه وأحبابه الصبر والسلوان … قل لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا، وإنا لله وإنا اليه راجعون.