جيريمي دوكو جوهرة مانشستر سيتي البلجيكية

كتب رياض صبره

يطمح الجناح البلجيكي النشيط جيريمي دوكو إلى قيادة منتخب بلاده إلى المجد في كأس العالم، فقد أنتجت بلجيكا بعض لاعبي كرة القدم الاستثنائيين على مدى العقود القليلة الماضية مثل إيدن هازارد في قمة تألقه وكيفن دي بروين برؤيته التمريرية التي امتدت لأجيال وبول فان هيمست وويلفريد فان موير و”الجيل الذهبي” بأكمله الذي اعتقد الكثيرون أنه سيجلب كأس العالم أخيرًا إلى بروكسل. ومع ذلك ورغم كل هذه المواهب لم تفز بلجيكا قط بالكأس الأهم في هذه الرياضة. والآن قد يبرز نجم جديد يمتلك مهارات لم تشهدها البلاد من قبل وإذا استمر على هذا المنوال فقد يكون جيريمي دوكو مهاجم مانشستر سيتي اللاعب القادر على قيادة بلجيكا إلى المجد الذي طال انتظاره. فقد كان دوكو متألقًا منذ انضمامه إلى الدوري الإنكليزي الممتاز لكنه هذا الموسم حقق نقلة نوعية لا تخطئها العين. وكان أداؤه في فوز مانشستر سيتي الساحق على ليفربول بنتيجة 3-0 قبل فترة التوقف الدولي أكثر من مجرد أداء مثير للإعجاب بل كان بمثابة رسالة مؤثرة. فقد تمكن اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا من اختراق الجناح الأيمن لليفربول تاركًا كونور برادلي وأي لاعب آخر شجاع بما يكفي للتقدم أمامه عاجزًا تمامًا وتوج أداءه بهدف فردي مذهل ليحصل على جائزة رجل المباراة، ويحظى بإشادة كبيرة من المحللين في جميع أنحاء أوروبا. ومن بين تلك الأصوات الصحفي جان مولدر الذي قدّم تشبيهًا نادرًا ما يُستخدم في كرة القدم الحديثة: غارينشا أجل غارينشا الذي يُعتبر هذا النجم البرازيلي أعظم مراوغ أصيل شهدته هذه الرياضة على الإطلاق. وصف مولدر أسلوب دوكو بإعجابٍ يكاد يكون شعريًا:

“إذا رأى دوكو مسافة خمسة سنتيمترات بين أربعة لاعبين فإنه يتسلل فلقد رأيت جيريمي دوكو وأبحث جاهدًا عن كلماتٍ تُنصف أسلوبه”. ويذهب إلى أبعد من ذلك، مُشيرًا إلى أن الجناح الشاب ربما يكون قد وضع نفسه بالفعل في موقعٍ أسطوري. مما يجعل دوكو مميزًا ليس سرعته فحسب فالعديد من اللاعبين يتمتعون بالسرعة بل تكمن في طريقة استخدامه لها حيث يجمع بين التسارع الفوري والتوازن والتضليل والاستعداد الجريء لمهاجمة المدافعين مرارًا وتكرارًا. فقد سلط مولدر الضوء على عناصر تُشبه غارينشا: “يستلم الكرة ويقف ساكنًا يتظاهر بالمراوغة بحركات وركيه ثم لا يفعل شيئًا ويبقى ساكنًا وفجأة يختفي غارينشا ودوكو عن الأنظار بسرعة هائلة على خط التماس”. فقد بلغ الجيل الذهبي البلجيكي ذروته في عامي 2018 و 2022 لكنه لم يُوفق في النهاية وتمتع الفريق باستقرارٍ وهيكليةٍ وإبداعٍ عالمي المستوى بفضل دي بروين وهازارد وفيرتونخين وفيتسل وكورتوا ولكن ما افتقروا إليه هو عدم القدرة على التنبؤ والفوضى وكسر إيقاع اللعب في اللحظات التي يغيب فيها التنظيم ولكن دوكو قادرٌ على ذلك.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شكوك تحوم حول مشاركة لاعب البرج أحمد حجازي في لقاء شباب الساحل

Share this on WhatsApp    يتابع لاعب فريق البرج الدولي اللبناني السابق أحمد حجازي رحلة ...