أكد سعادة السيد حسن عبد الله الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، على الدور الهام الذي ستلعبه بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في إعادة الحياة إلى ملاعب كرة القدم، والمساعدة في احتفاء الجميع بتعافي العالم من آثار جائحة كورونا.
وفي مقابلة مع تلفزيون “بلومبيرغ”، على هامش فعاليات منتدى قطر الاقتصادي الأسبوع الماضي، أشار الذوادي إلى أهمية المونديال باعتباره أول حدث عالمي بعد الجائحة يجمع الناس من مختلف أنحاء العالم، للاحتفاء بكرة القدم وتشجيع منتخباتهم المفضلة.
وقال الذوادي أن الحياة بدأت في العودة إلى سابق عهدها بشكل تدريجي خاصة مع توافر اللقاحات، مؤكداً استعداد قطر وجاهزيتها التامة لاستضافة بطولة آمنة سيحظى خلال كافة المشجعين والزوار بفرصة خوض تجربة لا مثيل لها.
وحول الأثر الإيجابي الذي ستتركه استضافة قطر للمونديال؛ أكد الذوادي على أهمية البطولة ودورها الحيوي الهام في تعزيز النمو والتنوع الاقتصادي في البلاد، وأضاف: “حرصنا منذ بداية مشوارنا نحو استضافة البطولة على أن تكون حافزاً لإطلاق مبادرات في التخطيط العمراني والتنوع الاقتصادي. ولا شك أن البطولة ستُسهم بشكل إيجابي في المشهد الاقتصادي باعتبارها أضخم حدث رياضي في العالم، وستقود إلى تعزيز قطاع الاقتصاد الرياضي على وجه خاص”.
وألقى الذوادي الضوء على الطبيعة متقاربة المسافات التي تُميز بطولة قطر 2022 مقارنة بالنسخ السابقة من كأس العالم، إذ ستُسهم هذه الميزة في تسهيل حياة المشجعين واللاعبين وأجهزة الفرق على حد سواء، حيث لن يتكبد زوار البطولة عناء السفر والتنقل من مكان لآخر طوال فترة البطولة، وسيتمكن اللاعبون والإداريون من البقاء في مقر إقامة واحد طوال المنافسات.
وفي هذا السياق؛ أشار الذوادي إلى أن مونديال قطر 2022 سيكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط والعالم العربي، والأكثر تقارباً في المسافات في التاريخ الحديث للمونديال، وأضاف: “سيتمكن المشجعون من حضور أكثر من مباراة في استادات مختلفة في اليوم الواحد نظراً لأن أطول مسافة بين استادات البطولة لا تتجاوز 75 كم، وسيشعر كافة الزوار كما لو أنهم في مدينة أولمبية تحتفي بكرة القدم”.
وخلال فعاليات المنتدى؛ شارك السيد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️، في جلسة نقاشية بعنوان: “إرث الفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى”، حيث أكد التزام دولة قطر وحرصها خلال فترة الجائحة على تنظيم بطولات ومباريات محلية وإقليمية ودولية هامة.
وأضاف: “استضفنا منذ سبتمبر الماضي أكثر من 100 مباراة، وانصبت جهودنا على إعادة المشجعين وحماسهم إلى المدرجات. ولم تُسجل خلال تلك المباريات أية إصابة بفيروس كورونا، واستطعنا توثيق نجاحنا في كتاب يُمكن للجميع الاطلاع عليه للاستفادة من تجربتنا خلال تلك الفترة العصيبة التي شكّلت تحدياً غير مسبوق في أنحاء العالم”.
وشدد الخاطر في حديثه على أهمية الإرث الذي تتطلع بطولة قطر 2022 إلى تركه للأجيال القادمة بعد إسدال الستار على منافساتها، مشيراً على وجه الخصوص إلى إرث البنية التحتية وخطط دولة قطر بشأن الاستفادة من استادات البطولة عبر تحويلها إلى مراكز مجتمعية ورياضية تعود بالنفع على الجميع.
وفي هذا السياق قال الخاطر: “واجهت كثير من الدول عقبات وتحديات في ابتكار استراتيجيات فعالة تضمن استخدام ملاعبها بعد استضافة بطولات رياضية كبرى. وقد عقدت قطر العزم منذ بداية رحلتها في استضافة المونديال على وضع آليات وخطط مبتكرة تضمن الاستفادة من استادات المونديال واستثمارها على نحو يحقق الفائدة والنفع لأفراد المجتمع.
وأوضح الخاطر أن من الأمثلة على ذلك استاد راس أبو عبود الذي سيجري تفكيكه بالكامل بعد نهاية المونديال، بفضل تشييده استخدام حاويات شحن بحري ووحدات بناء قابلة للتفكيك، إضافة إلى تفكيك بعض المقاعد من مدرجات ستة من الاستادات المونديالية ليعاد استخدامها في تطوير مشاريع رياضية وغير رياضية في قطر وخارجها”.
يُذكر أن وزارة التجارة والصناعة نظمت منتدى قطر الاقتصادي عبر الاتصال المرئي تحت عنوان “آفاق جديدة للغد”، بالتعاون مع عدد من الشركاء أبرزهم مؤسسة “بلومبيرغ” العالمية الرائدة في البيانات والتحليل المالي. وشهدت فعاليات المنتدى مشاركة كوكبة من قادة الدول ورؤساء الحكومات وخبراء ومفكرين وباحثين واقتصاديين وصناع سياسات ورائدي أعمال.
وناقش الحضور على مدى ثلاثة أيام موضوعات وقضايا ذات صلة بالتمويل والاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا والطاقة والتعليم والرياضة والمناخ وغيرها.
يشار إلى أن يوليو المقبل سيشهد بدء العد التنازلي لـ 500 يوم على انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ في 21 نوفمبر من العام المقبل، وتتواصل منافساتها على مدى 28 يوماً، وتختتم بالمباراة النهائية في 18 ديسمبر، تزامناً مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر.
لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
وتواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.