يعتبر الملعب المونديالي الجديد الذي يقع في منطقة الريان رابع الاستادات جاهزية لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، بعد إعلان اللجنة العليا للمشاريع والإرث مؤخراً عن استكمال كافة أعمال البناء في الملعب، لينضم إلى ثلاثة من استادات المونديال الثمانية أعلن عن جاهزيتها، وهي استاد خليفة الدولي في 2017، واستاد الجنوب في 2019، واستاد المدينة التعليمية في يونيو الماضي.
ومن المقرر أن يشهد ملعب الريان المباراة النهائية لبطولة كأس الأمير 2020 بين ناديي السد والعربي يوم 18 ديسمبر الجاري، تزامناً مع اليوم الوطني لدولة قطر.
يُجسّد الملعب الجديد بتصميمه المبهر تاريخ دولة قطر، إذ يتميز بواجهة خارجية تتضمن رموزاً وأشكالاً تعكس بعض جوانب الحياة والثقافة في قطر، مثل الترابط الأُسري، وجمال الحياة الصحراوية، والنباتات والحيوانات المحلية، والتجارة المحلية والدولية. ويجمع هذه الأشكال معاً شكل خامس يُشبه في تصميمه الدرع، ويرمز إلى القوة والتكاتف والوحدة التي تميّز أهل قطر، ليعد الملعب أيقونة تاريخية وثقافية.
يستضيف ملعب الريان خلال بطولة قطر 2022 مباريات من دور المجموعات حتى دور الستة عشر، ويستقبل خلال المنافسات أكثر من 40 ألف مشجع من مختلف دول العالم. وبفضل طبيعة مقاعده القابلة للتفكيك؛ من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للملعب بعد البطولة إلى 20 ألف مقعد، إذ سيتم فك مقاعد المدرّجات العلوية ليُعاد استخدامها في تطوير مشاريع ومرافق رياضية في قطر والعالم. وسيصبح الملعب بعد انتهاء المونديال مقراً لنادي الريان الرياضي، أحد أعرق أندية كرة القدم في قطر.
يقع الملعب الجديد في منطقة تتسم بطابع تاريخي وثقافي فريد في دولة قطر، وستتحول هذه المنطقة العريقة، المعروفة بتكاتف مجتمعها وتعاضد أفرادها، إلى منارة رياضية إقليمية، إذ سيُتاح أمام سكان المدينة فرصة تجربة باقة واسعة مع المرافق الرياضية التابعة للملعب من بينها ستة ملاعب لكرة قدم، وملعب كريكت، ومضمار لركوب الخيل، ومضمار للدراجات الهوائية، ومضمار لألعاب القوى، وصالة مجهزة للأنشطة الرياضية، وغيرها الكثير.
من ناحية أخرى؛ كانت الاستدامة عنصراً جوهرياً في بناء ملعب الريان من مرحلة التصور المبدئي. ولعل الأمثلة على تطبيق مفهوم الاستدامة بأبهى صورته تتجلى في مختلف جوانب هذا الملعب المونديالي. فعلى سبيل المثال، تعتبر أكثر من 90% من مواد بناء الملعب في الأصل مواداً أعيد استخدامها وتدويرها، إذ استخدمت في بناء الملعب الجديد غالبية مواد البناء الناتجة عن إزالة استاد أحمد بن علي القديم، والذي جرى تشييد الملعب الجديد في موقعه، ويتضمن ذلك المواد التي أعيد استخدامها وتحويلها إلى أعمال فنية داخل الملعب.
إلى جانب ذلك، جرى الاحتفاظ بالأشجار التي كانت تُحيط بالاستاد القديم لإعادة استزراعها في موقع الملعب الجديد بهدف المحافظة على البيئة الطبيعية للموقع وعدم الإضرار بها. كما شهد بناء الملعب تطبيق إجراءات وتدابير كفاءة الطاقة والمياه لتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، كما سيضم موقع الملعب ساحة خضراء تقدر مساحتها بـ 125 ألف متر مربع وستُزرع فيها الأشجار التي كانت تحيط بالاستاد القديم، بالإضافة إلى نباتات محلية تتميز باستهلاك منخفض للمياه، وبذلك يجسّد الملعب الماضي العريق بحُلّة عصرية مُستدامة.
وفيما يتعلق بالانتقال إلى الملعب الجديد؛ يوفر مترو الدوحة وسيلة تنقل سهلة وعصرية، إذ تبعد محطة الرفاع، الواقعة ضمن الخط الأخضر، عن الملعب المونديالي الجديد مسافة قصيرة يُمكن للمشجعين قطعها سيراً على الأقدام. وتبلغ قيمة تذكرة مترو الدوحة للرحلة الاحدة 3 ريالات قطرية، أي ما يعادل 0.82 دولاراً أمريكياً، في حين تبلغ قيمة تذكرة المترو ليوم كامل ستة ريالات قطرية، أي ما يعادل 1.65 دولاراً أمريكياً.
ويتوقع أن يُكشف النقاب قريباً عن استادين آخرين من استادات بطولة قطر 2022 هما استاد البيت واستاد الثمامة، على أن تكتمل جميع استادات المونديال واختبار جاهزيتها لاستقبال المشجعين واستضافة المنافسات قبل موعد انطلاقها بوقت كافٍ.