فعلها اللبنانيون وحوّلوا كأس بطولة دبي السلوية الدولية الثانية شأناً لبنانياً بحتاً بعد أن أقصوا الفِرق الستة الأخرى المشاركة واحداً تلو الآخر ولم يميّزوا بين قوي وضعيف فالكل كانوا في المصير سواء، مجرد ضحايا رياضيين لأندية كرة السلة اللبنانية المظفرة فعلاً ،والتي فعلاً رفعت رؤوس اللبنانيين المتعبة بهموم الحصار الظالم للقمتهم ودوائهم ومائهم وكهربائهم. نعم من دبي أُرسِلَت البسمة مع الأثير، لا توقفها حواجز تفتيش ولا ضريبة الـ TVA وأخواتُها ودخلت إلى البيوت الصابرة دون أن تطرق باباً أو تقرع جرساً أو تنادي يا أيها المحرومون من حقوقكم، جئتكم أبلسم وأُداوي وأواسي وأضمّد وأروّح عنكم ولو للحظات.
نعم، أمس كان يوم انتصار للسلة اللبنانية بأخضرها الأزلي، وأبيضها من قلوب طيبة وأحمرها من سواعد تبذل الجهد بلا مِنّة وتنازل في قاعة راشد بن حمدان في نادي النصر بدبي لترفع في النهاية الراية إلى علٍ بلا إبطاء.
نعم فعَلَتها أندية الرياضي وبيروت ودينامو بالتكافل والتضامن وأزاحت الفِرق الأخرى بالمفرق والجملة بما فيها التونسي العنيد الأفريقي الأحمر والأبيض الذي لم يحرز شرف بلوغ نهائي البطولة لأنه لا يملك مثلنا أخضر الجبل الأشمّ، أرزنا الخالد.
كان لا بدّ من هذه المقدمة لرسالتي اليومية عن بطولة دبي، ومن تابع هذه المباراة يفهم ما أعني، ويعرف أكثر منه من حضر في الملعب مباراة الدور نصف النهائي الأولى من اثنتين أقيمتا أمس، فهي كانت معركة رياضية حقيقية في أجواء من الحماسة قلّ نظيرها وصراع مرير بلا هوادة بين دينامو اللبناني والأفريقي التونسي الذي سبق أن هزمه أيضاً، لكن في الدور التمهيدي، فريق النادي الرياضي. كما أن فوز دينامو هذا لم يؤهله فقط لأن يستقل مقصورة النهائي المرموق، بل جوجل المدرجات ولم يعد عليها سوى لبنانيين ما عاد يهم الحياديين منهم من يفوز في نهائي الأحد، فالفائز لا يمكن إلاّ أن يكون لبنانياً لأن نصف النهائي الآخر والأخير خاضه المواطنان اللدودان الرياضي وبيروت بعد مباراتين جرتا بينهما في الأيام الأخيرة ففاز بيروت في بيروت وفاز الرياضي في دبي، وكان لا بدّ من داحس وغبراء سلوية بينهما لا تحمل إلا الجمال والمتعة.
*دينامو × الأفريقي*
كان بديهياً أن تكون هذه المباراة من العيار الثقيل، لكنها فاجأت الجميع بأجوائها المحمومة ووفرة المجهود الذي بذله لاعبو الفريقين فالوقت محدود لا ينتظر أحداً ولا بدّ من مغادر إلى صفوف المتفرّجين لأنها الامر لا تديقبل القسمة على اثنين.
ولقد بلغت هذه المباراة من الإثارة والحماسة داخل الخطوط وفوق المدرجات ما لم تشهده أي مباراة سبقتها ولا يمكنني أن أصف لحظاتها النارية إلا بصفحات. فتوفيراً للوقت أحيلكم إلى تسجيل المباراة ليحضرها كل راغب بمشاهدة مستوى رفيع أمام مدرجات ولعانة.
أكتفي فأقول أن دينامو فرض على الأفريقي اللهاث خلفه دون أن يدركه على الرغم من أن الفارق الذي وصل في أقصاه إلى 14 نقطة.
انحسر حتى بلغ نقطة واحدة قبل جرس النهاية. وأيضاً قبل أن يسجل دينامو آخر سلة، أرقام الأرباع: (27-15، 45-36، 67، 59 و81-78)
أفضل المسجلين كان كريم عز الدين بـ 23 نقطة و3 مرتدات و4 تمريرات.
*الرياضي × بيروت*
رجّح الرياضي كفته في حسابه المفتوح مع غريمه اللدود ففاز عليه في ثالث لقاء بينهما ضمن حوالي شهر بعدما كانا متعادلين بانتصار لكل منهما.
وقد كان لافتاً الفارق الكبير في النتيجة لصالح الرياضي (98-68) والتوفيق الذي لازم وائل عرقجي حتى بلغ رصيده كأفضل مسجل 30 نقطة و4 مرتدات و4 تمريرات. كما أن أبناء المنارة تقدموا طوال المباراة ووصل الفارق في أقضاه إلى 32 نقطة. كما أثبت الجمهور اللبناني أنه عصب هذه البطولة على الرغم من إقبال الفيليبينيين والتوانسة عليها.
* الختام
هذا وتختتم اليوم الأحد هذه البطولة فيلتقي عند الخامسة بتوقيت بيروت خاسرا نصف النهائي الأفريقي وبيروت، وعند السابعة الرياضي ودينامو، ويلي ذلك حفل توزيع الجوائز على الفِرق واللاعبين والرعاة.