كتب : اسماعيل حيدر
ليس غريبا على رجالات نعرفهم يتمتعون بالعزم ويعتبرون قدوة رياضية يحتذى بها.. في زمن الكورونا يجب ان يتكاتف الجميع من أجل إنقاذ الناس وتقديم ما يمكن لمحاربة هذا الفيروس الخطير.
رجالات تعودنا عليهم في الملاعب وفي الأزمات يقال على “قد بساطك مد رجليك”، وليس من الضروري بتاتا ان تتبهور، أو تعتد بما تفعله يكفي مد يد المساعدة لراب الصدع.
كنا ننتظر ان يكون الوسط الرياضي أكثر فعالية في مثل هذه الأزمة وأن تتحرك الاتحادات الرياضية والأندية، بالاتجاه السليم وتحاول ان تقدم ما يمكن لها ان يساعد في الحرب الدائرة على كورونا.
للاسف فان القلة التي نعرفها من رجالات الرياضة تحركت في هذا الاتجاه وقدمت ما تسطيع من الدعم لمرضى الكورونا ولعدد من المستشفيات، وهو أمر جيد وحضاري ويعبر عن مسؤولية عالية لدى هؤلاء.
انا أعلم عفوية رئيس نادي الأنصار نبيل بدر، ومبادراته المتكررة التي تحظى بالكثير من الإحترام والنباهة وتؤكد ان مشكلة هذا الرجل مع الأنصار ليس المال كليا، وإنما إعتبارات أخرى داخلية لم تنصف بدر بالشكل الذي كان يريده خصوصا ان المزايدين عليه كثيرون داخل النادي وعلى الصف الآخر، لذلك كان قرار الرحيل بشكل نهائي.
من يحظى بمسؤول على شاكلة بدر يكون قد إنفتحت له طاقة القدر، ما فعله مع الأنصار لم يسبق ان فعله رئيس اخر على مدى التاريخ.. اليوم يلتفت هذا الرئيس الى مكان اخر أكثر حاجة ودقة ويضع ماله بتصرف هؤلاء الناس.. عمل انساني كبير لا يحتاج الى التأويل.
كذلك فعل رئيس نادي النجمة أسعد سقال الذي شعر بنفس المسؤولية اتجاه المصابين ومد يد العون لتكون بتصرف المقاومين لهذا الوباء و عبر بذلك عن اخلاق عالية خصوصا انه يرئس ناديا يشكل بيئة حاضنة لمئات الالاف من الجماهير التي تعتبر الأكبر في لبنان، ما يعني ان ما قدمه قد يخدم نفس هذه الفئة التي تعشق النجمة فما بالكم لو ان شخصا اخرا من النادي قدم بدوره ما أمكن وهو معتز زريفة.
هناك رجالات يعتبرون أصدقاء لكرة القدم بدورهم كان لهم هذا الوقع الكبير بمواجهة الوباء، من منا لا يتذكر رئيس نادي التضامن صور السابق محمد مديحلي الذي كان له الرقم الأكبر بالتبرعات(300مليون ليرة)، وهذا أمر يدل على عفويته وطيبته وحبه للناس وشعوره المرهف بمعاناتهم.
لا يقتصر الكلام على هؤلاء فنحن نعرف شريف وهبي وعلاقته بالرياضة وبكرة القدم بالذات، لم يبخل الرجل في الدعم ، معروف عنه بكرمه وأخلاقه العالية، بالأمس كان أكبر الداعمين للمنتخب واليوم يضع ما تكرم به في خدمة المرضى والمستشفيات.
ويجب ان لا ننسى رئيس اتحاد السلة أكرم الحلبي الذي شعر بسؤولياته كالعادة، وقدم من ماله الخاص ما يمكن ان يساهم في محاربة المرض.
تحية من القلب لهؤلاءالرجال.. الرجال ولمن سبقهم منذ ايام.. هؤلاء أثبتوا أهليتهم ليكونوا في أمكانهم وفي موقع المسؤولية حيث يضحون بما تيسر لديهم ويلبون النداء والواجب، وكل العار لأولئك الصامتين والنيام في الاتحادات االخرساء والذين لم يحركوا ساكنا، أليس من العيب ان ننام على الضيم والمحن أين بائعي الكلام المعسول منهم، أين مكاتب الرياضة في الأحزاب الكريمة وغيرتها على الناس والوسط؟ أين بعض الرؤساء الكرام الذين كانوا يتناحرون على المناصب ويعدون الرياضيين بالكثير؟،اليس هذا الوباء شأن عام.. اليوم نحن أمام محنة أكثر إيلاما إستقيظوا يا حضرات قبل فوات الأوان