كتب : اسماعيل حيدر
يحمل رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق مسؤوليات جسام، اقلها انه واحد من فعاليات محلة حارة حريك الذي جعل من ناديه مؤسسة مفتوحة على كل الناس.
عطاءات غير محدودة، رياضية في المقام الأول ثم إجتماعية خدماتية بالعموم، الحارة كافيه مقره الرئيسي، يراها البعض أنها مكان جامع لكل الرياضيين على السواء مناصرين او على إختلاف إنتماءاتهم.
حارة الأصدقاء والمحبين، حتى أولئك الإعلاميين الذين ضاقت بهم الحال او انهم ما زالوا على قيد العمل، يقصدون هذا المكان للقاء الرئيس المقرب والمحبب للجميع على السواء.
لم يتأخر الرجل يوما عن واجباته، أخلاقياته العالية والمبدئية جعلته الوحيد بين رؤساء الأندية الذين ظل على تماس مع لاعبي النادي والجهاز الفني، ومنحهم كل حقوقهم دون تقصير او منة، حقكم لكم وليس عليكم وانا ملتزم معكم حتى الدقائق الأخيرة
ساعات بل ايام معدودة وينفك الإرتباط..سيكون شباب الساحل لأول مرة من دون دبوق، أعلن الرئيس عن نيته ترك اللعبة، والأنسحاب بهدوء.همومه الأخرى أولى بان يلتفت لها ويجعلها شغله الشاغل لذلك قالها وداعا كرة القدم بعد اكثر من عشرين سنة قضاها داعما وعضوا إداريا وأمينا للسر ثم رئيسا قبل ان يغلق الباب.
عائلة دبوق ليست طارئة على اللعبة ، هي من والد قدم الكثير للمنطقة وللحارة، الأب الراحل الذي تتذكره العائلة والمحيط في عيد الاب وتدعو له بالراحة والسلام مثلما تعلق بنادي الساحل كان سمير دبوق وشقيقيه وسيم وعلي من نفس المنظومة الأخلاقية الوفية التي ساهمت في تأسيس هذا النادي وجعلته في مقدمة الأندية اللبنانية.
واجه دبوق الظروف الإجتماعية ووباء كورونا، والوضع المالي الضاغط ولم يمنعه الأمر من ان يكون مقاوما لهذه الحرب الشرسة بقي على كلامه ووفى بتعهداته حتى الرمق الأخير قبل ان يفكر جديا بالإبتعاد والعودة الى صفوف الجماهير مرة أخرى.
كأن كاس النخبة اخر أنجازات الساحل في عهد سمير دبوق، ترك الأخير لمنصبه سيجعل النادي في ورطة حقيقية، خصوصا ان العودة الى إستئناف النشاط الكروي دونه مصاعب أولها الدعم المادي الذي سيكون محدودا للغاية ما سيعرض الفريق الى مشكلة كبيرة بحيث ان معضلة المال ستؤثر سلبا على عطاءات اللاعبين والجهاز الفني .
لن ينسى احد كرم سمير دبوق على مدى العشرين عاما الماضية بدأ لاعبا ثم إنضم الى الهيئة الإدارية قبل ان يصبح أمينا للسر، ومن ثم رئيسا.
مئات الالاف من الدولارت تكفل بها دبوق لوحده، في الموسم الماضي .. فاقت ميزانية الفريق ال500 الف دولار، وقبلها ايضا، ملايين الدولارات على مدى السنوات التي قضاها مساهما فعليا في دعم الفريق.
سيكون من الصعب على الساحل إستعادة رئيسه الذي قد يساهم بنسبة ضئيلة في التحضير للموسم المقبل، لكن ذلك لن يمكن الفريق من إلتقاط أنفاسه والعودة الى المنافسة من جديد.
بابتعاد سمير دبوق تستمر كرة القدم في النزيف يرحل الداعمون والممولون واحدا بعد الآخر، كلام قد يفقد اللعبة هيبتها ويعيدها الى نقطة الصفر.