اجرى اللقاء : طارق يونس
في بداية تسعينيات القرن الماضي، سطع نجم الظهير الأيمن لفريق النجمة ليصبح فيما بعد من بين أفضل اللاعبين في مركزه في زمن الجيل الثاني لكرة القدم اللبنانية، إنه الظهير الطائر عادل هيدوس الذي حقق حلمه في اللعب مع الناديين العريقين النجمة والراسينغ. الكثير ممن تابعوا ويتابعون كرة القدم اللبنانية لا يعرفون عادل هيدوس وقصته يوم انتقل من صفوف الراسينغ إلى صفوف النجمة من دون عقد انتقال وهو أمر لا يحصل في عالم اللعبة إطلاقاً وخصوصاً في لبنان.
موقع “المايسترو سبورت”، أحب أن يذكر القراء الأعزاء في هذه الحقبة الذهبية حيث كان الحديث مع قائد الراسينغ السابق ولاعب النجمة والمنتخب الوطني عادل هيدوس:
الانتقال إلى النجمة
* كيف انتقلت إلى فريق النجمة ؟
ـ انتقلت إلى صفوف فريق النجمة العام 1990، بعد أن توقف فريق الراسينغ عن اللعب في المنطقة الشرقية للعاصمة بيروت، وذلك بعد شرعنة اتحاد المنطقة الغربية، وكان يومها استغنائي حراً، وفي هذه الفترة عرض علي أكثر من فريق اللعب في المنطقة الغربية مثلي كمثل الكثير من اللاعبين، وكان عندي خيارات عدة من اندية الصفاء والأنصار والتضامن صور والنجمة، وكان حلمي منذ الصغر أن ألعب مع فريقين هما الراسينغ والنجمة، فلعبت مع الراسينغ من العام 1985 حتى العام 1989، حتى جاءت الفرصة أن ألعب مع النجمة بعد توقف النشاط الكروي في المنطقة الشرقية، وحصل اتفاق مع نادي النجمة وتحديدا مع الرئيس عمر غندور والعراب الراحل ابو علي العدو، أن ألعب من دون عقد انتقال ولكن بشرط واحد، وهو العودة إلى صفوف الراسينغ بعد انضمامه إلى كنف الاتحاد الشرعي، وهذا الذي حصل فرجعت إلى القلعة البيضاء من دون اي مقابل تنفيذا للاتفاق سالف الذكر”.
تجربته مع النجمة
* كيف كانت تجربتك مع النجمة ؟
ـ كانت تجربتي مع فريق النجمة جيدة جدا، فريق النجمة فريق عريق ويملك اكبر قاعدة جماهيرية، وهذه التجربة لا يحصل عليها الا من كان محظوظا في اللعب في ذلك التاريخ خصوصا أنك ستلعب أمام مجموعة من اللاعبين المميزين أمثال حسن عبود، وكذلك امام جمهور هو الاكبر على الساحة اللبنانية والذي يملك عاطفة جارفة تجاه اللاعبين، وصحيح أنني لعبت مع النجمة في موسمين، ولكنني شعرت أنني لعبت عشر سنوات، نظرا للأجواء الجميلة داخل اروقة النادي العريق بوجود الراحل ابو علي العدو الذي حول النادي إلى عائلة مترابطة قل نظيرها”.
* كيف كان استقبال نادي النجمة لعادل هيدوس ؟
ـ في البداية لم يكن عادل هيدوس معروفا في الوسط الكروي (في المنطقة الغربية)، ولكن بمجرد أنني لعبت أول مباراة في صفوف النجمة وكانت امام فريق الانصار في المنارة (شاركت في الشوط الثاني)، ومن وقتها لعبت كأساسي وكان الجمهور الداعم الأول لمسيرتي مع الفريق، بنفس الوقت كنت أحاول أن اعطي كل ما عندي لإرضاء نفسي والنادي والجمهور، لذلك اذكر أن استقبال جمهور النجمة كان مميزا جدا، وفي فترة قصيرة جدا استطعت أن أدخل إلى قلوب هذه الجماهير العريضة والوفية.
لا مكان للندم
* هل أنت نادم على تجربتك مع النجمة ؟
ـ بالعكس تماما، لم اندم اطلاقا، لأن هذه التجربة كانت من ضمن احلامي وامنياتي منذ كنت صغيرا، ولم اترك النجمة إلا تنفيذا للاتفاق بين ناديي النجمة والراسينغ، مع العلم أن حلمي الثاني أن العب مع الراسينغ، خصوصا بوجود الرئيس ادمون عساف والعراب الراحل جوزيف ابو مراد الذي كان السبب في عودتي إلى صفوف الراسينغ.
تراجع اللعبة في لبنان
* كيف ترى حال كرة القدم اللبنانية قبل وبعد وباء كورونا ؟
ـ كرة القدم في لبنان وكما يعلم الجميع، ومن قبل كورونا، تراجع مستواها كثيرا وفي كثير من الأمور، ومن توقف الدوري في اكثر من مرحلة، والمشاكل المادية للأندية، ولوجود بعض الاشخاص على الرأس الإداري لهذه الأندية وليس لديهم اي صلة في اللعبة ولا حتى في الرياضة، حيث تغير الحال كثيرا لجهة الرؤساء والمسؤولين الذين كانوا على رأس الأندية في أيامنا، والذين كانوا على علم بكل شاردة و واردة فيما يخص كرة القدم، وفي الفترة الأخيرة رأينا استلام بعض رجال الأعمال لبعض الأندية والرئيسية منها، مع العلم أن المال ليس كل شيء في عالم كرة القدم، المال ضرورة، ولكن بغياب الإداري (اللاعب أو الرياضي السابق) واللاعب الذي يلعب للقميص تدهور مستوى اللعبة، إذ أصبح كل لاعب لا يفكر إلا بجني المال، بينما في الفترة التي كنا نلعب فيها، كنا نلعب كهواة وللتسلية واخلاصا للفريق الذي نلعب في صفوفه، قبل كورونا لم يكن وضع اللعبة جيدا، وبعد كورونا سيكون الوضع أسوأ بالنسبة للعالم أجمع، ولكن نحن في لبنان كان الوضع سيئا، خصوصا أن معظم اللاعبين لا يهمهم إلا المال