كتب رياض صبره
أثار مهاجم برشلونة رافينيا جدلاً واسعاً بعد اتهامه موظفي ديزني لاند باريس بسلوك عنصري تجاه ابنه خلال رحلة عائلية إلى المنتجع. وقال اللاعب البرازيلي الدولي الذي يشارك حالياً في تصفيات كأس العالم إنه يشعر “بالخجل” و”الاشمئزاز” بعد أن أظهرت لقطات ابنه غايل البالغ من العمر عامين وهو يتعرض على ما يبدو لتجاهل من تميمة الحديقة بينما كان الأطفال الآخرون يتلقون استقبالاً حاراً. انتشر الفيديو الذي نُشر على حساب رافينيا على إنستغرام على نطاق واسع يظهر فيه عدد من الأطفال وهم يتلقون عناقًا واهتمامًا من الشخصية بينما يقف غايل جانبًا ويشير بيده باحثًا عن نفس التقدير. حتى عندما حمله شخص بالغ أقرب بدا أن الشخصية تُشيح بوجهها. وعلق رافينيا: “موظفوكم مشينون لا يجب أن تُعاملوا الناس بهذه الطريقة وخاصةً الأطفال ومن المفترض أن تُسعدوا الأطفال لا أن تتجاهلوهم أُفضّل أن أقول “تجاهلوا” بدلًا من أي شيء آخر أنتم عار”. وذهب الشاب البالغ من العمر 28 عامًا إلى أبعد من ذلك في منشور لاحق متسائلًا عن سبب “حصول جميع الأطفال البيض على العناق وليس ابني”. واختتم برسالة غاضبة: “أكرهكم يا ديزني لاند”.
أثار هذا الاتهام إحساسًا يتجاوز كرة القدم بكثير إذ تطرق إلى نقاشات طويلة الأمد حول التمييز في الأماكن العامة.
في حين لم تُصدر ديزني لاند باريس بيانًا رسميًا بعد فقد أثارت هذه الادعاءات نقاشات حادة على الإنترنت حيث أبدى المعجبون والعائلات وجماعات المناصرة آراءهم. ساند البعض البرازيلي مشيرين إلى الأهمية الرمزية لتجاهل ابنه بينما حثّ آخرون على ضبط النفس حتى تظهر معلومات إضافية. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن هذه الادعاءات تُقوّض بشدة صورة ديزني لاند الراسخة منذ زمن طويل كـ”أسعد مكان على وجه الأرض”.كانت عائلة رافينيا في فرنسا آنذاك بينما كان اللاعب نفسه على بُعد أكثر من 5000 ميل حيث شارك أساسيًا في فوز البرازيل 3-0 على تشيلي في ماراكانا. ومن المتوقع أن يشارك مجددًا ضد بوليفيا في إل آلتو قبل أن يعود إلى برشلونة في الدوري الإسباني.
بالنسبة لرافينيا فإن الغضب في باريس ليس قضية معزولة فقد كان الجناح صريحًا في انتقاده للعنصرية طوال مسيرته المهنية سواءً كضحية أو كداعم لزملائه في الفريق. في عام 2023 بعد استبداله في مباراة ضد ريال بلد الوليد رفع قميصه ليكشف عن قميص كُتب عليه: “في حين أن لون البشرة أهم من لون العينين ستكون هناك حرب”.
كانت هذه البادرة تضامنًا مع نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور الذي تعرض مرارًا وتكرارًا لإساءات عنصرية في إسبانيا. ففي الموسم الماضي تعرض كلٌّ من رافينيا وزميله المراهق لامين يامال لإهانات عنصرية خلال فوز برشلونة 4-0 على ريال مدريد.
وأكدت الشرطة الإسبانية لاحقًا اعتقالات متعددة بتهمة “الإهانات العنصرية الموجهة إلى لاعبين”. أصدر كلا الناديين ورابطة الدوري الإسباني إدانات شديدة، لكن رافينيا أصرّ آنذاك على أن “لا شيء يتغير أبدًا” وأن “على الأشخاص المهمين اتخاذ إجراءات”. وتشير تعليقاته الأخيرة من بعيد إلى أنه يرى الأنماط نفسها تظهر في أماكن أخرى وهذه المرة في بيئة يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للأطفال. بالنسبة لرافينيا، الأمر يتجاوز مجرد النتائج على أرض الملعب فقد لاقى غضبه من تجاهل ابنه صدىً واسعًا بين الآباء حول العالم
سواءً أكان سلوك التميمة في ديزني لاند باريس يُفسر بالإرهاق أو سوء الفهم أو أي شيء آخر تمامًا، فقد يكون الضرر قد وقع بالفعل على الرأي العام.
El Maestro Sport Sports News