لم يحرك الإتحاد اللبناني لكرة القدم ساكناً ، ولم يعلق اي عضو فيه بعد على الفشل الذريع الذي مني به المنتخب الوطني اللبناني لكرة القدم في التصفيات الآسيوية المونديالية الحاسمة ، وخيبة الامل الكبيرة التي خلفها إخفاقه في تلك التصفيات والنتائج السيئة التي سجلها ، بحيث لم نسمع عن اي إستقالة لاي عضو في الإتحاد بسبب ما حصل، لا بل تصرف الجميع وكأن ما حصل قد حدث في بلاد الماوماو او في إدغال افريقيا وغاباتها، ففي كل دول العالم عندما يخفق المنتخب الوطني في بلوغ اي إستحقاق هام، يبادر (رجال) الإتحاد في ذلك البلد لتحمل مسؤولية ذلك الإخفاق ويقدمون على طرح إستقالتهم على الملء (وقد شهدنا الكثير من تلك الحالات هذة الأيام) لكونهم فشلوا في تحقيق الهدف المطلوب او المنشود منهم بإيصال منتخب بلادهم لبلوغ بطولة معينة، إلا في لبنان فان المسؤولين في هذا البلد من طينة مختلفة في شتى الميادين، ولا يشذ من هم في موقع المسؤولية الكروية عن ذلك الإستثناء ، إذ ان المسؤولين في الإتحاد صموا اذانهم عن كل ما حصل، ونفضوا ايديهم منه بشكل مستغرب، وتابعوا تقاسم المكاسب والمغانم في الإتحاد ورحلات السياحة المجانية على حساب الإتحاد، وكأن الفشل الذي مني فيه المنتخب الوطني اللبناني ليس من صنع ايديهم وليسوا مسؤولين عنه جراء خططهم الإرتجالية والعشوائية غير المدروسة ناهيك عن خياراتهم الفاشلة، والتي ربما سيحملون تبعاتها للجمهور ، دون ان يرف لهم جفن ، او يتحلى احدهم بالشجاعة ويعترف بتحمل المسؤولية في الإخفاق والفشل الذي حصل، فيصارح الناس ويقول لقد اخطأنا في خياراتنا ويجب ان نتحمل مسؤولية ذلك، لكن هيهات ان يحدث ذلك من إتحاد المكاسب والمغانم بكافة تشكيلاته، والذي لن نحصد معه إلا الخيبات والفشل من بطولة لأخرى، وفالج لا تعالج.