نعت “نقابة محرري الصحافة اللبنانية”، في بيان، عميد الصحافيين الرياضيين في لبنان الزميل يوسف برجاوي، وقالت: “كانت له صولات وجولات في عالم الملاعب أهّلته ليحتل مرتبة متقدمة بين نظرائه لذكائه وحضوره ومتابعته واندفاعه في سبيل عمله وإخلاصه له واجتهاده الدائم لتقديم الأفضل. وهو ما جعله مرجعاً، ومكّنه من أن يضطلع بدور يتجاوز دوره كصحافي وإعلامي، وكانت حيويته مضرب مثل. وقد فُجِعت نقابة المحررين التي ينتمي إليها برحيله وتعتبر غيابه خسارة جسيمة للجسم الصحافي اللبناني. وإذ تنعيه النقابة سائلة له الرحمة، تتقدم بالتعزية من عائلته وعارفيه وقادري عطاءاته”.
وأضاف بيان النقابة: “بدأ البرجاوي حياته الصحافية في العام 1965 فعمل في صحف صوت العروبة”،” صوت النجمة”، ” الحياة الرياضية”، “الحياة”، “صدى لبنان”، “الكفاح العربي”، إلى أن استقرّ به المقام في الصفحة الرياضية في “جريدة السفير” العام 1974 إلى حين توقفها عن الصدور عن الصدور في العام 2017، وتدرّج في المسؤوليات من محرر، فرئيس قسم ومدير تحرير. وهو حائز على وسام الاستحقاق الفضي من الرئيس ميشال عون،وعلى لقب عميد الصحافة الرياضية اللبنانية، العربية وآلاسيوية، ولقب افضل صحافي آسيوي لكرة القدم في العام 1999، وعلى الوسام البرونزي من الاتحاد آلاسيوي لكرة القدم 2007 المخصص لمن خدموا في اتحادات بلدانهم لمدة تزيد على 15 سنة. ذلك على مئات التنويهات والدروع التكريمية وشهادات التقدير”.
من جهته، قال النقيب جوزف القصيفي في نعيه: “كان قلبه دليله أنّه لن يعيش طويلاً، وكان حريصاً إلّا يكون رحيله من دون صخب وهو أليف الملاعب، وخدينها، الذي يتعشق الحركة ويهوى المواجهة، ويندفع نحو المعضلة في مكاسرة تأبى المهادنة، وكأنّه كرة نار أو سهماً من لهب يملأ دنياه حضوراً. لا يغيب، والغياب في قاموسه رديف العدم. ولانه كذلك حصد النجومية لاعباً، إدارياً، خبيراً، وقبل أيّ شيء صحافيّاً ينقل المباريات حبراً على ورق، فيكتب وكأنه في وسط الملعب يضبط الإيقاع ويوزع المهمات، ويمرر الكرة من هذا إلى ذاك. صوته العالي لا يعلو على مواقفه مهما بلغت من حدة وتشدّد”.
وتابع القصيفي: “هذا هو يوسف برجاوي (ابن بطوطة) الإعلام الذي جاب العالم شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً بالصفات التي عهدها فيه اهل الرياضة في لبنان. فأمطرت عليه الاتحادات الرياضية الدولية، آلاسيوية والعربية التنويهات
وكان حلمه أن يحظى بتكريم دولته، فأنعم عليه رئيس الجمهورية بوسام الاستحقاق الذي زيّن صدره قبل أشهر من رحيله، وقرّ عينا بزملائه يكرمونه في جريدة ” السفير” الذي أمضى الشطر الأكبر من عمره يرفد صفحاتها الرياضية بكل جديد مشوق، حتى غدا مرجعا لمتابعي أخبار كرة القدم، وشؤون اتحادها وانديتها. كان حفلاً مؤثّراً. تجالد على مرضه ،وحرص على توقيع كتاب وثق سيرته المهنية ورحلته الطويلة مع الرياضة ،وكرة القدم تحديدا. شارك مكرميه بالضحكة والدمعة ، وهو يستمع إلى شهادات فيه وعنه. غالب المرض وصارعه، وثبت طويلا في المواجهة المفتوحة معه. كان يأبى الاستسلام إلا لمشيئة الله، ولانه مؤمن بقضائه وقدره ، رفع الراية البيضاء أمام من لا رد لمشيئته. نكس علمه، كسر يراعته، احتفظ بابتسامته واغمض عينيه تحوطه عائلته ، على كرة تعشقها، ودنيا اقبل عليها بخطوات الواثق يخطر ملكا فوق الملاعب”.