كتب رياض صبره
بدأ نيمار مسيرته مع سانتوس في عام 2009 ولقد قوبلت عودته إلى سانتوس في سن 33 بالكثير من الشكوك فقد تصور العديد من الخبراء أن أفضل أيامه قد ولت وأنه لن يتمكن من استعادة تألقه السابق لكنه أثبت لهم جميعًا خطأهم. فهو لم يعد فقط بل إنه يصدر بيانًا تلك الأهداف التي يسجلها وتلك الاحتفالات التي يقيمها فإنها تُسكت المشككين واحدًا تلو الآخر. إنه يُظهر أن العمر مجرد رقم وأن شغفه ومهارته لا يزالان على قيد الحياة إنه نهضة حقيقية ومن الرائع مشاهدتها.
إن احتفال مارادونا الشهير بكأس العالم 1994 هو مشهد قوي وعاطفة مارادونا الخام واتصاله المباشر بالكاميرا بعد ذلك الهدف المذهل أسطورية. إن قيام نيمار بمحاكاة ذلك بتسجيل ركلة حرة مذهلة ثم الاحتفال مع الجماهير يجسد حقًا نفس الروح. إنه هذا النوع من الاحتفال العاطفي الذي يشبه المسرح والذي يرفع الهدف العظيم إلى لحظة لا تنسى حقًا. إنه إشارة إلى تاريخ كرة القدم ووسيلة لنيمار للتواصل مع الجماهير على مستوى أعمق وإظهار أنه عاد ويلعب بنفس النار. كانت فترة نيمار في الهلال السعودي مخيبة للآمال على أقل تقدير فقد عانى من الإصابات هناك وكذلك أشارت التقارير عن أنشطته خارج الملعب إلى افتقاره للتركيز على كرة القدم وبدا الأمر وكأن شغفه بالرياضة قد تضاءل. ولهذا السبب فإن عودته إلى سانتوس تبدو مهمة للغاية إنها عودة إلى الوطن وعودة إلى النادي الذي رعى موهبته ومنحه بدايته. الأمر أشبه بالعودة إلى جذوره سعياً إلى إعادة اكتشاف متعة وحب اللعبة التي جعلته نجماً في المقام الأول.
كان نهائي دوري أبطال أوروبا 2019-20 بين باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ خلال الموسم المتأثر بكوفيد-19 أداءً بارزًا من نيمار. لقد كان استثنائيًا حقًا، حيث أظهر تألقه على مسرح ضخم. وشعر الجميع وكأنه يحمل الفريق بأكمله في بعض الأحيان وعلى الرغم من بذله قصارى جهده إلا أنه افتقر إلى الدعم اللازم للتغلب على فريق بايرن الهائل فكانت ليلة محبطة بالنسبة له وللعديد من الذين شاهدوا المباراة لأنه كان من الممكن أن نرى مدى رغبته في تحقيق الفوز. وعلى الرغم من الخسارة كان هذا الأداء بمثابة تذكير مؤثر بموهبته الهائلة وما هو قادر على تحقيقه عندما يكون في كامل تركيزه وكل عشاق كرة القدم يفهمون هذا الشعور تمامًا. بالنسبة للعديد يمثل فريق برشلونة لعام 2015 مع نيمار وميسي وسواريز الذين يشكلون ذلك الثلاثي الشهير “MSN” ذروة مسيرة نيمار. كان انتصار دوري أبطال أوروبا بمثابة درس رائع وكان نيمار جزءًا حيويًا منه وكان قوة من الطبيعة. صحيح أن السنوات التي مرت منذ ذلك الحين لم ترق إلى مستوى التوقعات. فقد خيمت الإصابات والجدال والشعور بالإمكانات غير المحققة على مساره فإنه شعور مرير تقريبًا أن نتذكر القمم التي وصل إليها ونتساءل عما كان يمكن أن يحدث. ولكن ربما تكون عودته إلى سانتوس بداية فصل جديد، وفرصة لإعادة إشعال تلك الشرارة وتذكيرالجميع باللاعب الذي كان عليه ذات يوم.