كتب حسين حجازي
كنت من الحريصين جداً في ايام الصبى والشباب وقبل انضمامي لمهنة المتاعب ، ان اتابع واواظب على قراءة كل ما يكتبه المرحوم الاستاذ علي حميدي صقر “ابو زكور” في جريدة النهار ، لا سيما وصفه الخاص والمميز للمباريات والمغلف بحبكة ادبية كانت ماركة مسجلة باسمه يومها، وكنت اقرأ واستمتع من جمال وروعة الصياغة الادبية الراقية جداً في وصفه لمباراة كرة القدم، وبعد انضمامي لمهنة المتاعب زاد شغفي وعشقي لمتابعة ما يكتبه الاديب والمؤرخ الكبير الاستاذ (ابو زكور) وهو لا يحتاج لشهادة مني في ذلك، فتاريخه ومؤلفاته الكثيرة والعديدة تشهد له في ذلك، وكم كانت فرحتي كبيرة وسعادتي غامرة ولا توصف عندما تعرفت عليه شخصياً في؛ بداياتي في عالم الإعلام الرياضي اللبناني مطلع العام (1993) وسعيت للتقرب منه والنهل من معين تلك القامة الاعلامية والادبية الكبيرة، وتوطدت العلاقة واصبحنا نلتقي في سهرات عامرة وجميلة جداً في مكتبه الخاص الملحق بدارته في محلة طريق الجديدة وبين غابات من الكتب والارشيف الرياضي لمختلف الألعاب والبطولات المحلية والعرببة والقارية والعالمية، وكانت السهرات تطول معه وكان؛ يحضرها إضافة للفقيد العزيز والغالي وكاتب هذه السطور عدد من الزملاء الإعلاميين منهم؛ الشيخ محمد زهير والمرحوم الحاج محمد دالاتي وعلي هارون وبلال العمري وشريف الشوا وحسن التنير ، وكان الحديث رياضياً بإمتياز ،وفيه الكثير من ذكريات الرياضة وبطولاتها ما قبل الحرب الاهلية اللبنانية (1975) والرحلات الخارجية مع الاندية والمنتخبات المحلية خلال فترة الحرب وما بعدها، وسط جو من الود والحب والإحترام بين الجميع، مع حرص الاستاذ والاديب المرحوم ابو زكور على ان ينال كل الضيوف واجبهم كاملاً من حسن الضيافة من البيت الكريم، الذي كان يجمع كل المحبين والاصحاب دون اي تفرقة او تمييز ومن كافة الميول والاطياف والمشارب والطوائف.
رحمك الله يا استاذنا واديبنا الرياضي الكبير والعصامي والآدمي والمحترم وصانع الأجيال في الإعلام الرياضي في لبنان والعالم العربي ، وستبقى ذكراك العطرة حاضرة معنا وبيننا على الدوام، وسنستعين بأرشيفك الذي هو بمثابة الكنز الثمين وسنحتفظ به ونحفظه.
علي حميدي صقر (ابو زكور) وداعاً وإلى جنان الخلد ان شاء الله