كتب رياض صبره
تأهل نادي فلومينينسي البرازيلي إلى الدور نصف النهائي بفوزه على بطل آسيا نادي الهلال السعودي 2-1. فقبل بضعة أشهر أصدرت الممثلة الإسبانية وأيقونة الموضة بينو مونتيسديوكا كتابها “العمر مجرد رقم والسلوك هو كل شيء” وهو تأمل في الحياة يحمل رسالة واضحة. سيجد هذا الكتاب صدىً عميقًا لدى ثنائي فلومينينسي فابيو وتياغو سيلفا وهما لاعبان لم يُكملا مسيرتهما بعد وما زالا يعيشانها. في كأس العالم للأندية FIFA يُدخلان التاريخ كأكبر لاعبين سنًا في البطولة 44 و40 عامًا على التوالي. فشكّل حارس المرمى المخضرم وقلب الدفاع جدارًا منيعًا في دفاع فلومينينسي حيث ساهما في وصول الفريق البرازيلي إلى المراحل الأخيرة من البطولة. اي باختصار كان المخضرمون مفتاح الفوز حتى الأن. تعادلان سلبيان وفوز في دور المجموعات كانا كافيين لتأهلهم ثم جاء الاختبار الحقيقي أمام إنتر ميلان فنظريًا كان فلومينينسي الطرف الأضعف أمام وصيف دوري أبطال أوروبا ولكن لم يتوقع أحد أن تكون الخبرة سلاحهم الأبرز. تولى سيلفا دور المدرب حتى أنه أعطى تعليمات تكتيكية للمدرب ريناتو غاوتشو
وانتشر هذا المشهد على نطاق واسع. وساعدت قيادة سيلفا فلومينينسي في تحقيق فوز مذهل 2-0 أطاح بالعملاق الإيطالي. ربما وصل سيلفا متأخرًا إلى تشيلسي لكنه رحل أسطورةً للنادي حاملًا ميدالية دوري أبطال أوروبا. اعتبر الكثيرون عودته إلى فلومينينسي وداعًا رمزيًا اي آخر رحلة له على أرضه. لكن مع رحيل مارسيلو وفيليبي ميلو برز سيلفا وأصبح قائدًا لا يُضاهى للفريق. إرثه لم ينتهِ بعد بل ما زال ينمو.
في غضون ذلك بنى فابيو مسيرةً حافلةً في البرازيل حيث أمضى 17 عامًا مع كروزيرو ولكن عندما تولى رونالدو نازاريو رئاسة النادي توقف تجديد عقد فابيو فجأةً وهو في الحادية والأربعين من عمره. لم يتردد فلومينينسي بل منحه فرصة اللعب أساسيًا وبعد ثلاث سنوات ونصف فاز بأربعة ألقاب، بما في ذلك كأس ليبرتادوريس 2023، وبنى مسيرةً يحسده عليها معظم اللاعبين.
أما عن سره يقول: “لا أنام كثيرًا أُفضّل أن أحلم وأنا مستيقظ”. ويثبت ذلك في كل مباراة ففي كأس العالم للأندية هذه لم يتلقَّ سوى خمسة أهداف في خمس مباريات وحافظ على نظافة شباكه في مباراتين.
وبعد الفوز على الهلال أثبتا لنا أن الروح المعنوية وليس العمر هي التي تُحدث الفارق. وفي هذا القسم فإنهما يتفوقان على نفسيهما بالتأكيد.