أكد الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم FIFA 2022، ناصر الخاطر أن النسخة المقبلة من المونديال ستوحّد المنطقة، وستُكتب في تاريخ العالم بحروف من الفخر، معرباً عن تطلعه لاستضافة قطر لبطولة استثنائية، عندما تنظم الحدث العام المقبل، وللمرة الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط.
وبمناسبة انطلاق العد التنازلي لآخر 500 قبل البطولة؛ قال الخاطر: “أصبحنا على مشارف البطولة، فلم يعد يفصلنا عن انطلاق صافرة بدايتها سوى 500 يوم. ومنذ أكثر من 10 سنوات ونحن نستعد لهذه اللحظة التي ستشهد تنظيم أكبر بطولة رياضية على الإطلاق في تاريخ الشرق الأوسط. وكلما اقتربنا من هذه اللحظة ازداد الحماس والإثارة”.
وأشار الخاطر إلى أن النسخة المقبلة من المونديال هي الأكثر تقارباً في المسافات في التاريخ الحديث لبطولات كأس العالم، إذ لا تبعد جميع الاستادات الثمانية أكثر من 50 كلم عن وسط مدينة الدوحة، ما يعني أوقات قصيرة في الانتقال عبر مترو الدوحة أو شبكة الطرق الحديثة.
وستمنح هذه الميزة للجماهير، وكذلك للاعبين والإداريين، إمكانية الإقامة في مكان واحد طوال منافسات البطولة، ما سيجعل المونديال المقبل بمثابة مهرجان كرويّ لم يسبق له مثيل في النسخ السابقة، وذلك بفضل قرب الجماهير من الاستادات ومناطق المشجعين ومعالم الجذب السياحي في البلاد، ما سيضمن لهم التواجد في قلب الحدث من البداية إلى النهاية.
وأضاف الخاطر: “يعد تقارب المسافات من أهم مزايا النسخة المقبلة من كأس العالم في قطر. ستوفر هذه الميزة على الجماهير عناء السفر من مدينة إلى أخرى لمؤازرة منتخباتها، وهو ما سيقلل التكلفة بقدر كبير، وسيتيح لهم وقتاً كافياً للتأقلم مع الأجواء والاستمتاع بكل ما تقدمه قطر”.
من جانبه أكد المهندس ياسر الجمال، رئيس مكتب العمليات ونائب رئيس المكتب الفني للمشاريع في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن قطر أنجزت 95% من مشاريع البنية التحتية للمونديال، وتستعد للإعلان عن اكتمال جميع استادات البطولة بنهاية العام الجاري.
وأضاف الجمال: “نبذل قصارى جهدنا منذ 2011 في تنفيذ البنية التحتية اللازمة والإعداد الجيد لتنظيم البطولة. ولو نظرنا إلى المترو العصري والمطار وأعمال التوسعة للطرق السريعة، وغيرها من مشاريع البنية التحتية المتطورة؛ سندرك أننا على الطرق الصحيح.”
وحول تقدم العمل في استادات قطر 2022 تابع الجمال: “اكتمل العمل في خمسة استادات، مع الإعلان جاهزية الثلاثة المتبقية قريباً، وتستضيف ستة استادات مونديالية منافسات كأس العرب FIFA قطر 2021™ خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين.”
وتنطلق بطولة كأس العرب قبل نحو عام واحد من موعد منافسات المونديال بمشاركة 16 منتخباً عربياً. وستتيح البطولة فرصة مثالية لاختبار التجهيزات والعمليات التشغيلية لبطولة كأس العالم، وتسليط الضوء على الشغف الكبير لشعوب المنطقة بكرة القدم.
وحول أهمية استضافة قطر لبطولة كأس العرب نهاية العام الحالي قال الخاطر: “كأس العرب بطولة مهمة بالنسبة لنا، حيث ستجمع المنتخبات العربية لأول مرة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). ستمنحنا البطولة فرصة رائعة لتجربة الاستادات الجديدة والاستعداد لكأس العالم 2022.”
وحول الإرث الذي ستتركه البطولة، لاسيما المتعلق بالاستادات، اختتم الخاطر: “منذ بداية الاستعدادات لكأس العالم والإرث في مقدمة اهتماماتنا، فقد وضعنا خطط الإرث في مرحلة التصميم المبكر للاستادات. بعض الاستادات سيجري خفض سعتها والتبرع بالمقاعد لدول أخرى لمساعدتها في تطوير بنيتها التحتية، وبعضها سيجرى إعادة استخدامه لأغراض أخرى، والبعض سيُفكَّك بالكامل وتستخدم أجزاؤه في إنشاء مرافق داخل قطر وخارجها”.
يشار إلى أن منافسات النسخة الثانية والعشرين من المونديال ستنطلق يوم 21 نوفمبر 2022، حيث يلعب المنتخب القطري، بطل آسيا، مباراة الافتتاح على استاد البيت بتصميمه المذهل الذي يتسع لـ 60 ألف مشجع بمدينة الخور إلى الشمال من العاصمة الدوحة، وسيُسدل الستار على المونديال في استاد لوسيل بحضور 80 ألف مشجع يوم 18 ديسمبر 2022، تزامناً مع احتفالات قطر باليوم الوطني.
لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
وتواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.