كتب رياض صبره
لن ينجو كأس العالم من سياسات الهجرة الصارمة التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فمنذ البدايات عطّلت كأس العالم الحياة فالتحضير للبطولة الحدث الوحيد الذي يجمع العالم حول شاشة التلفزيون ودائمًا ما يكون مشحونًا بالعواطف لكن نسخة 2026 ستكون مختلفة تمامًا.
بمشاركة 48 فريقًا وثلاث دول مضيفة ستكون أكبر كأس عالم في التاريخ أي صيفٌ يزخر بالشغف على الأراضي المكسيكية والأمريكية والكندية. أما في الولايات المتحدة فتتأرجح الرواية الرسمية بين حسن الضيافة والريبة. ولم يغب مشهد كرة القدم عن أمريكا الشمالية فبعد أقل من 24 ساعة من إعلانه عن إجراء قرعة مجموعات كأس العالم في مركز كينيدي بواشنطن( 5كانون أول) عاد دونالد ترامب ليُحذّر قائلا إن بعض الدول ستجد دخول الولايات المتحدة “سهلًا للغاية” بينما ستكون العملية أصعب بكثير بالنسبة لدول أخرى . وتعكس هذه الرسالة واقعًا متوترًا: مداهمات يومية للمهاجرين غير النظاميين وإلغاء تصاريح الإقامة المؤقتة والتحقق الجماعي من أكثر من 55 مليون تأشيرة.
منذ كأس العالم الذهبية 2025 وكأس العالم للأندية تخلت آلاف العائلات المهاجرة عن خططها لحضور المباريات مقتنعةً بأنها ستواجه الاحتجاز والترحيل في ظل مراقبة متواصلة. ويتناقض رفض الرئيس مع تصريحات وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، التي أصرت على أنه في حين سيخضع الجميع لتدقيق دقيق سيظل الزوار موضع ترحيب. من جانبه قلّل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من شأن تأثير سياسات الهجرة الأمريكية على بطولاته في حزيران الماضي مؤكدًا على مهمته الأساسية: جعل كأس العالم مساحةً للوحدة. ولكن المفارقة هي ما يُميّز هذه اللحظة فالبطولة التي يُفترض أن ترمز إلى الحدود المفتوحة والتبادل الثقافي تُقام في بلدٍ لا تزال الحدود فيه القضية الأكثر جدلاً. فإلى أي مدى يُمكن لشغف كرة القدم أن يُحطم الجدران التي تُصرّ السياسة على بنائها؟
El Maestro Sport Sports News