بقلم : اسماعيل حيدر
لم يكن اللقاء التشاوري للإعلاميين الرياضيين مجرد صدفة، كان حاجة ملحة تلامس الآفاق وتدعو الى التفاؤل، عشرات الزملاء الذين حضروا ، حملوا معهم الآمال بولادة عصر جديد للمهنة المبعثرة والمهترئة على حد قول أحدهم.
مهنة الصحافة الرياضية اليوم تشبه المتاجرة بالبصل.. بائع الخضار يتعامل معها حسب متطلبات السوق لكنه يجهل كليا ان هذه الثمرة مفيدة صحيا وغير قابلة بفائدتها للتلف.
عذرا على التعبير والتشبيه لكن الهم الصحافي جرنا الى الإحساس بان بائع البصل افضل بكثير من الاعلامي الرياضي لدرجة ان الهبوط المهني والفكري جعلنا نشعر ان المهنة انتهت وولت وأن وسائل التواصل الإجتماعي حلت بدلا منها بالمجان.. لم يعد هناك قيمة للكلمة او التعبير، وباتت الساحة مباحة للجميع.
يأتي اللقاء التشاوري لينفس الإحتقان الدائر حول مستقبل الإعلام الرياضي، وواقع الزملاء الذين يعيشون تحت وطاة الضغط المعيشي والنفسي في ظل الصعوبة القصوى لإيجاد فرص عمل مناسبة لمزاولة هذه الهواية.
حمل الزملاء الآماني الخجولة كي تكون هذه الخطوة بداية الطريق، إحساس جيد ينطوي على تأكيد الالتزام بالنهج والفكرة وفي حال وجدت النوايا السليمة فان مشروعا هادفا سيبصر النور عما قريب.
لم ينتحل اي زميل صفة زميل اخر، ومن يفعل ذلك يعتبر ساقط وهزيل ويحاسبه القانون ولم يعمل اي منهم على إيهام غيره بجنة الخلد وبينابيع من العسل وبحور العين، وبصناديق مملؤة بالخيرات والمال ووبكل الطيبات، كل ما هنالك ان الفكرة إنطلقت من مجهودات صادقة تؤكد على وحدة الإعلاميين كافة وتدعو الى نبذ الخلافات والعمل ضمن مشروع يعود بالفائدة على الجميع دون استثناء.
اتعرفون حضرات الزملاء اننا جميعا بحاجة الى قانون يحتضننا، دعوة رئيس نقابة المحررين جوزيف قصيفي الى إنشاء لجة للاعلاميين الرياضيين تنطوي تحت جناح النقابة، هو قرار جيد ينصف الجميع ويعطي الزملاء الصفة الشرعية الكاملة ليس إلا.
انا على يقين ان رئيس جمعية الإعلاميين الرياضيين رشيد نصار الذي نعترف بصوابية خطواته يعمل في هذا الاتجاه وما اللقاء التشاوري إلا لتحقيق مشروع يعود بالفائدة على المهنة وأصحابها بالكامل.
كم كنت سعيدا برؤية الزملاء الأعزاء في اللقاء الجامع، الذي ولو ان البعض كان حذرا وخائفا منه فهو أكد بحضوره على الإلتفاف حول الدعوة وقائدها، وخرج بإنطباعات إيجابية بتحقيق الإصلاح المنشود وبات على نقابة المحررين وجمعية الإعلاميين الرياضيين ان تعمل لتحويل هذه الإنطباعات الى واقع ملموس