فرط المنتخب الوطني اللبناني لكرة القدم بالفرصة الذهبية التي سنحت له بالذهاب بعيداً في التصفيات الآسيوية المزدوجة للمونديال وكأس آسيا، بعدما شطب الفيفا نتائج منتخب كوريا الشمالية لانسحابه من التصفيات، ما منح المنتخب اللبناني أفضلية كبيرة لكنه لم يحسن من استغلالها وحسم امره بالمتابعة للادوار الحاسمة ، دون الاضطرار لإنتظار ما سيحصل في بقية المجموعات ليعرف مصيره، فالتفريط بالتأهل لم يحدث امس في مواجهة المنتخب الكوري الجنوبي، بل حصل في المباراة التي خسرناها امام منتخب تركمانستان في الدقائق الأخيرة، بعد الانهيار الذي اصاب منتخبنا ولاعبينا في الدقائق القاتلة من اللقاء الذي تعرضنا فيه للهزيمة المرة والموجعة جداً ، والتي مثلت فشلاً ذريعاً لكرة القدم اللبنانية، وخيبة امل كبيرة للجماهير المنهكة والمتعبة من شظف العيش في هذا البلد، وكانت تنتظر الفرحة من منتخبها لكنها تلقت خيبة امل عريضة، ساهم فيها الجميع دون إستثناء لاعبين وجهاز فني واداري اي اتحاد وحتى نحن رجال الأعلام يقع على عاتقنا جزء من المسؤولية فيما حصل، لاننا لم نصور واقع منتخبنا ونقدمه للناس على حقيقته وكما هو دون زيادة او نقصان، والآن لم يعد ينفع ان نبكي على الاطلال فالحلم ضاع ، وحتى لو خدمتنا نتائج بقية المجموعات وتأهلنا، فان ذلك سيكون فيه ظلم في مكان ما لمنتخب آخر، لان الواقع يقول نحن لا نستحق التأهل، فمن لا يستطيع الفوز على سيريلانكا الا بشق الانفس ويخسر من تركمانستان، كيف سيكون حاله ووضعه عندما سيقابل كبار القوم في القارة، وهل نملك المقومات لنواجه افضل واقوى المنتخبات الآسيوية وعمالقتها، وحتى لو غيرنا الجهاز الفني واحضرنا مدرباً ذو مستوى وكفاءة عالية في عالم التدريب، فان الوقت ضيق ولن يستطيع ان يغير الا أشياء محدودة، لن تكون كافية لردم الهوة مع عمالقة القارة الصفراء كروياً، وستكون النتائج كارثية على لعبة كرة القدم اللبنانية واجيالها المقبلة.