واصلت منظمة اليونيسيف، في العام 2020، تنفيذ برنامجها “الرياضة من اجل التنمية” الذي تنظمه بالاشتراك مع نادي هوبس الرياضي وبدعم من الدول المانحة، والذي يطال الشابات والشباب المهمشين والمعدومين في مجتمعات النازحين السوريين والمجتمعات الفلسطينية اللاجئة واللبنانية المعدومة التي تعاني من مشاكل اجتماعية وبيئية وحياتية وجسدية كثيرة بهدف تشجيع الحوار والتلاحم وبناء قدرات ومهارات حياتية، وتشكيل شبكة امان لتأمين تكامل وتواصل بنجاح رغم كل الصعوبات التي واجهها بسبب جائحة “كوفيد-19″، التي فاقمت الاضطرابات السياسية والانهيار الاقتصادي والصعوبات التي تعانيها المجتمعات اللبنانية المثقلة بمتاعب الحياة، والتي تضاعفت بسبب انفجار المرفأ المدمر والمشؤوم في 3 آب الماضي والذي طال شريحة واسعة من المجتمع التي خسرت احد افراد عائلتها واصبحت من دون مأوى او سقف يحميها، ما حتم الاهتمام بالشباب والشابات من المناطق المنكوبة والمتضررة حيث انطلق خلال السنة اكثر من مركز تم انشاءها في مناطق الكرنتينا، الجعيتاوي والبسطة التي امنت حصص تدريبية رياضية ترشيدية وحملات توعية عن “كوفيد-19” وكيفية التعاطي معه.
واللافت ان الشباب المتطوعين (أكثر من 100 شاب) بادروا الى القيام بهذه الحملات التي استهدفت زهاء 1000 ولد جرى خلالها توزيع 750 حقيبة رياضية ساهمت في تحفيز الشباب والشابات لممارسة الرياضة في المنزل خلال فترة الحجر المنزلي. والتي رافقها تنظيم دورات تدريبية وتوعوية عبر منصات الكترونية جعلت من تابعها يشعر بأنه مدعوم وغير متروك كما قال وسام (13 سنة) من الشباب الذين شاركوا في البرنامج: “الرياضة كانت منفذ مفيد وساعدتني على تجاوز الكثير من المشاكل رغم الصعوبات في الانترنت والكهرباء، كنت انتظر الحصة حتى اشعر انني لست وحيدا وهناك من يهتم لأمري ويتابع وضعي ويساعدني”. بدورها تحدثت جميلة (16 سنة من الجنسية الفلسطينية) عن تجربتها مع الاولاد في موقع الانفجار الذين عانوا الخوف “سعيت بقدر ما املك من امكانات لمساعدتهم على تخطي هذه الازمة ضمن كافة الاجراءات ووسائل التوعية من خطر “كوفيد-19”.
وكشفت منسقة المشروع مريم حافظ عن الصعوبات الكبيرة التي واجهت فريق العمل للوصول الى الاولاد وقالت: “عملنا لم يكن سهلا خصوصا اننا واجهنا ظروفا ميدانية صعبة وقاسية”، وأضافت: “التحديات كانت ثقيلة ومتعبة خصوصا عندما فرضت ظروف الحظر بسبب “كوفيد-19″ نقل البرنامج من الحضور الميداني الى التواصل عن بُعد وعبر الـ”اونلاين” حيث برزت مشاكل كثيرة بدءا من قلة التجهيزات المتوفرة في المجتمعات المهمشة حتى لا نقول شبه المعدومة، إضافة الى صعوبة الحصول على الكهرباء والكلفة العالية للإنترنت”. وختمت: “التواصل عن بعد وعبر نظام “اونلاين” لم يكن سهلا”.
ولم تتردد المسؤولة في برنامج الشباب والمراهقين في منظمة اليونيسيف عبير ابو زكي بالتأكيد على اهمية المشروع في مساعدة الشابات والشباب المهمشين والمعدومين وقالت: “هدفنا كان تخفيف العواقب النفسية المتراكمة من مشاعر توتر، قلق، اكتئاب، يأس، إحباط وغضب وما إلى ذلك، التي لم تقتصر على سكان المناطق المتضررة من انفجار المرفأ بل طالت كل لبنان”، واضافت: “ندرك جيداً ان نمو المهمشين المعرفي والجسدي والاجتماعي والعاطفي يعتمد بشدة على محيطهم وقد سعينا للمساعدة قدر المستطاع على التخفيف من المشاكل التي تحيط بهم”.
وكان مشروع “الرياضة من اجل التنمية” الممول من كندا، الشعب الاميركي، الحكومة البريطانية، والنروج قد اعتمد في انطلاقته قبل سنوات على الرياضة كلغة تخاطب من خلال الانخراط في الالعاب. كما هدف الى اعادة الاولاد الذين هم خارج المدرسة، جراء الازمة الى المقاعد الدراسية والانخراط مجددا في الدراسة على مختلف انواعها. بتمويل من كندا، الشعب الأميركي، الحكومة البريطانية، والنروج، يهدف من توزيع حقيبة الأدوات الرياضية خلق منفذ للضغوط التي سببها انفجار بيروت والانهيار الاقتصادي وإجراءات التعبئة العامة بسبب وباء “كوفيد-19”.
كما استهدف المشروع العائلات والامهات في شكل خاص لتدريبهم على حل مشاكل الشباب والوقوف الى جانبهم ودعمهم في تخطي الصعوبات ومرحلة المراهقة والتوعية على النظافة البيئية والجسدية والحماية من العنف الجسدي والجنسي والامراض المعدية، وتشكيل شبكة حماية لتأمين التكامل والتواصل الى حد بعيد، لكنه تطور لاحقا لمواكبة الظروف التي طرأت نتيجة الازمات المتراكمة.