AFP
في ظل توقف النشاط الكروي في مختلف انحاء العالم وممارسة معظم اللاعبين الحجر المنزلي، تعاني الشركات الراعية من غياب علامتها التجارية في الملاعب، في حين تجد الاندية الاوروبية صعوبة في منح “شركائها” عوائد على الاستثمار.
وقال مدير التسويق في احد الاندية لوكالة فرانس برس من دون الكشف عن اسمه “نحاول القيام بنشاطات مع لاعبي فريقنا من اجل رعاتنا الذين اصبحوا اكثر تطلبا مع فرض الحجر المنزلي. لكن من الصعب جمعهم بسبب الازمة الصحية التي نعاني منها”.
فنجوم الاندية الذين يعتبرون نقطة الثقل لجلب الجماهير، باتوا محتجزين في منازلهم والعدد الكبير منهم عاد الى بلاده.
وما يزيد الطين بلة، عدم اقامة اي مباريات للاندية او المنتخبات الوطنية. فالمباريات التي تنقل مباشرة على الشاشة الصغيرة ويتابعها الملايين، تعزز ترويج العلامات التجارية الخاصة بالشركات الراعية إن كان عبر قمصان اللاعبين او الاعلانات الموزعة في مختلف انحاء الملاعب.
وتأكيدا للصعوبات التي تعانيها شركات الرعاية، اعلنت شركة “باسيت اند غولد” للخدمات المالية الراعية لنادي وست هام في الدوري الانكليزي الممتاز افلاسها.
وتعرضت الشركات الراعية لا سيما شركات الطيران، شبكات الفنادق وسلسلة المطاعم، الى ضربة قوية.
ويقول مارك فانهوف رئيس سلسة مطاعم “بيسترو ريجينت” التي ترعى نادي بوردو في الدرجة الاولى الفرنسية لوكالة فرانس برس “من البديهي انه في ظل عدم وجود اي نشاط، ان يتوقف كل شيء، هو امر منطقي جدا بالنسبة الي. هذا ما يسمى بالظروف القاهرة”.
وفي الواقع، علقت هذه الشركة موقتا عقدها مع نادي بوردو والذي يمتد الى عام 2023 “حتى نحصل على موعد لمعاودة النشاط”.
-أكور وسان جرمان-
وكانت “أكور” أصبحت هذا الموسم الراعي الرئيس لقميص سان جرمان بعقد مقدّر بـ55 مليون يورو سنويا.
لكن بازان عاد واكد بعدها بان شركته سددت “كامل” المستحقات المتوجبة عليها لموسم 2019-2020، مشيرا الى ان مجموعة الفنادق “فخورة جدا بارتباطها مع باريس سان جرمان”.
وادلى الخبير الاقتصادي الرياضي جان باسكال غايان بدلوه ايضا بقوله لوكالة فرانس برس بان الشركات الراعية تسطيع القول فجأة بانها “ستوقف كل شيء لاننا في حالة طوارىء حيث يتعين علينا ايقاف الانفاق الزائد”.
وأضاف بالنسبة الى الشركات الكبيرة “فانه في حال حصول ازمة ما، فان الميزانية الاولى التي يلجأون الى تقليصها هي قطاع الاتصالات”.
وفي ظل تأجيل المباريات، أحجمت بعض شركات البث صاحبة حقوق النقل عن تسديد مستحقاتها وتحديدا في فرنسا، ما سينعكس سلبا على مالية الاندية.
وتقول شركة “ديلويت” العالمية للتدقيق بان “الرعاية هي في غاية الاهمية للاندية الاوروبية الكبيرة”.
وقالت في نسخة عام 2020 من دراسة بعنوان “فوتبول موني ليغ” التي تصنف الاندية بحسب مداخيلها، بان المصدر الاساسي لعائدات الاندية الخمسة الكبرى (برشلونة، ريال مدريد، مانشستر يونايتد، بايرن ميونيخ وباريس سان جرمان) هي تجارية وتشكل ما نسبته 49 في المئة من مجمل الايرادات، علما بان عقود الرعاية تشكل 57 بالمئة من عائداتن باريس سان جرمان.
وتكشف “ديلويت”، أن المعادلة مختلفة بالنسبة الى الاندية المصنفة من 16 الى 20 (روما، ليون، وست هام، ايفرتون ونابولي)، لأنها تحصل على 65 بالمئة من ايراداتها من حقوق النقل.
لكن مجموعة “ايبردرولا” الاسبانية التي تعنى بتوريد الطاقة الكهربائية، ظلت وفية لرعايتها دوري الدرجة الاولى المحلية للسيدات وقال متحدث باسم الشركة لوكالة فرانس برس: “الان، في هذا الظرف المأساوي، تبدو الحاجة الى الراعي اكثر من اي وقت آخر. لا يمكن الانسحاب في ظروف مماثلة”.
لكن شركات اخرى تتوقع انخفاضا في الاستثمار بنسبة 60 الى 70 في المئة على مدى السنوات القادمة، ويقول برونو بيانزينا مدير شركة للتسويق الرياضي في فرنسا “ثمة مخاطرة بان بعض الشركات التي كانت تنوي الاستثمار، لن تقوم بذلك في الوقت الحاضر بل في وقت لاحق”.