أطلقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أول وحدة للتوجيه السلوكي في باكستان، بالتعاون مع حكومة إقليم خیبر بختونخوا، لتقديم الدعم المعرفي والتقني والمؤسسي، والاستفادة من علوم الاقتصاد السلوكي في تحسين حياة الأفراد في المجتمع.
وجاء افتتاح وحدة مايندلاب للتوجيه السلوكي ثمرة للتعاون على مدار عام كامل بين مؤسسة السلوك من أجل التنمية، التابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث، وحكومة الإقليم، وتقع الوحدة بمقر وزارة المالية التابعة لها.
وتعنى مؤسسة السلوك من أجل التنمية بالاستفادة من علوم التوجيه السلوكي في صناعة سياسات قائمة على حقائق علمية، للتعاطي مع التحديات السلوكية في قطر والمنطقة. وتتعاون المؤسسة مع الشركاء، وصنّاع القرار، والمؤسسات، والأفراد، في إجراء تجارب علمية دقيقة، تترك مستوى أفضل من الأثر الاجتماعي، وتعزيز الادماج الاجتماعي، والحوكمة الرشيدة.
وستشرف وحدة مايندلاب على تدريب فرق العمل، وتزويدها بالمهارات والخبرات اللازمة لتنفيذ تجارب سلوكية وقياسها وتقييمها، علاوة على تشارك المعرفة والخبرات مع المسؤولين في وزارة المالية، وهيئة إيرادات حكومة الإقليم، وجهود إدارة مكافحة المخدرات التابعة لها.
وتعليقاً على انطلاق العمل بالوحدة، قال الدكتور فادي مكي، مدير مؤسسة السلوك من أجل التنمية، أحد مشاريع الإرث لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️: “عملنا عن كثب مع حكومة خیبر بختونخوا الباكستانية لإطلاق وحدة التوجيه السلوكي الجديدة والتي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية في مستقبل صناعة القرارات، الأمر الذي يُسهم بالتالي في تحسين حياة الأفراد.”
وأشار مكي إلى أن المساعدة التي تقدمها مؤسسة السلوك من أجل التنمية إلى دول أخرى لفهم وإدراك أهمية علم توجيه السلوك تسهم في تعزيز استفادة الدول من علم الاقتصاد السلوكي، الأمر الذي يُجسد رؤية اللجنة العليا، والإرث المستدام الذي تتطلع بطولة كأس العالم قطر 2022 إلى تركه للأجيال المقبلة في كافة المجتمعات حول العالم.
ومن المقرر أن تعمل وحدة مايندلاب وفق الأسلوب المتبع في وحدات التوجيه السلوكي في قطر، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وسنغافورة. وتهدف إلى تحقيق أكبر استفادة ممكنة من علم التوجيه السلوكي لإيجاد حلول فعالة منخفضة التكلفة يسهل تطبيقها في برامج السياسات الحديثة.
ويتركز عمل وحدة مايندلاب على تعزيز الإدارة المالية بهدف تغيير الآليات المتبعة في تحديد المشكلات الأساسية، وكيفية التعامل معها وإيجاد حلول لها، إذ غالباً ما يواجه صناع السياسات تحديات تتعلق بتنفيذ القرارات، ما قد يؤدي بنهاية المطاف إلى تحقيق نتائج غير مرضية قد تضر الحكومات والمواطنين، وخاصة رواد الأعمال، والمستثمرين، وأصحاب العقارات، والمستهلكين وغيرهم.
من جانبه قال السيد تيمور خان جهاغرا، وزير المالية في حكومة خيبر بختونخوا: “إن توجه الإدارة المالية العامة نحو الاهتمام بعلم التوجيه السلوكي يعتبر الأول من نوعه في باكستان وفي هذه المنطقة من العالم. ومن الممكن تطبيق رؤى توجيه السلوك للاستفادة منها في مجالات عدة مثل الصحة والصرف الصحي والتكيف مع التغيير المناخي وإدارة حركة المرور وغيرها.”
من جهتها قالت السيدة فاردا مالك، مستشار في مشروع التنمية الاقتصادية والطاقة المستدامة (SEED)، الذي دعم إطلاق المبادرة: “تخبرنا التجارب العالمية أن إنجاح وحدات التوجيه السلوكي يقتضي تطبيق ثلاثة عناصر رئيسية تتمحور في مجملها حول دعم الحكومات، وتحديد نطاق وآلية واضحة للعمل، وتسخير موارد تقنية لتقييم وتحليل سلوك الأفراد.”
وأضافت: “بدورنا، قدمت لنا الحكومة كامل الدعم اللازم ونعمل في إطار سياسة عمل واضحة جداً. وسيُسهم تعاوننا مع مؤسسة السلوك من أجل التنمية في إنجاح وحدة مايندلاب لتحقق الأهداف المرجوة من تأسيسها.”
** لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
تواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.