اعتاد اللبنانيون على الإختلاف في كل شيء، وكل الأمور عندهم فيها وجهات نظر مختلفة، حتى في تحديد العدو والصديق، ولكل طرف وجهة نظر خاصة ورواية مختلفة عن الآخر في هذا الموضوع، إلى درجة ان العمالة للعدو الإسرائيلي باتت عند البعض وجهة نظر ليس إلا، ولأن الإنقسام عامودي في البلاد، فقد انعكس ذلك حتى في التعاطي مع المذبحة والمجزرة التي إرتكبها العدو الصهيوني في مستشفى المعمداني في غزة، حيث كان التعاطف مع تلك الحالة الإنسانية متفاوتاً بين أندية الدرجة الأولى ، فهناك من تفاعل بشكل كبير معها وعبر عن موقفه على الصفحات الرسمية لناديه فوسم شعاره بالاسود ونشر صوراً للمجزرة وكتب عنها ، وهناك من الأندية من كان تفاعله بدرجة اقل نسبياً، لكنه شارك في التعاطف والحداد والتضامن ولو بحماس اقل نسبياً ، لكن ما كان لافتاً جدآ ان هناك ناديين اعتبرا الامر لا يعنيهما ولم يتفاعلا او يعلقا بأي شيء على المذبحة المهولة ولم يشيرا في صفحاتهما بأي إشارة تدل على أنهما يتعاطفان مع العدد الكبير الذين سقط من الشهداء الذين تحولوا لاشلاء ، وكانوا بغالبيتهم من النساء والأطفال، وقد ترك تصرفه الناديين إتجاه تلك القضية الإنسانية إستغراباً كبيراً، خصوصاً وان حجم الإجرام الذي حصل جعل العالم يضج بحملة واسعة من التضامن مع الضحايا الذين سقطوا في تلك المذبحة ، لكن يبدو ان التفاعل الإنساني بات فيه تمييز واصبح غب الطلب، وعلى ما يبدو أنه اصبح في هذا البلد كالعمالة للعدو، مجرد وجهة نظر فقط لا غير ، وليس أحاسيس ومشاعر يفطر عليها بني البشر منذ لحظة ولادتهم.