يمكن القول ان الإستنتاج والإنطباع الأولي الذي خرج به كل من تابع منتخب لبنان الوطني لكرة القدم في مباراته امام منتخب الفدائي الفلسطيني ، في إستهلالهما للتصفيات الآسيوية المزدوجة للمونديال وكأس آسيا 2027 ، ان تغير الحال من المحال، وان كل الآمال التي بنيت على إمكانية تقديم المنتخب الوطني عرض ومستوى جيد ، مع المدرب الكرواتي الجديد نيكولا يروسيفيتش ، لم تكن إلا مجرد امنيات واوهام لم تتحقق، ولا يبدو أنها ستتحقق، حيث بدأ منتخبنا شاحباً وضعيفاً ومتواضعاً في الأداء الفني، مع انه لا يواجه منتخباً من الصف الأول آسيوياً، بل من مستواه تقريباً، ولديه ظررف صعبة وسيئة نعرفها جميعاً، لكن الفدائي الفلسطيني اظهر إنسجاماً وتفاهماً وجرأة اكبر بكثير من منتخبنا، وكان شكله وحضوره على أرض الملعب أفضل من منتخبنا، ولعب من اجل الفوز واهدر مهاجميه العديد من الفرص السانحة للتسجيل، وكان الأقرب للفوز ، إلا في دقائق الوقت المحتسب بدلا عن ضائع، بعدما تحسن الأداء عقب التبديلات المتأخرة التي قام بها المدرب الكرواتي ، واحدثت بعض الحيوية في خطوط المنتخب اللبناني الذي صنع ثلاث فرص للتسجيل واهدرت جميعها ، وبالتالي فانه كان على يروسيفيتش القيام بإجراء التغييرات في وقت مبكر لا سيما في خط الوسط وصانع اللعب ، علها كانت جاءت بنتيجة إيجابية وبدلت من واقع الحال، الذي لا يبدو أنه سيعتدل مع المدرب الكرواتي الذي لم ينجح في إمتحانه الأول، ولم يقدم شيئاً مختلفاً عمن سبقوه، او يوحي بأن ما لديه شيء مختلف عنهم وقادر على صنع الفارق، اقله على الصعيد الخططي والتكيكي ، طالما ان اللاعبين هم انفسهم تقريباً في العقد الأخير من الزمن مع كافة المدربين ، لكننا لن تفقد الأمل وسنبقى نأمل ونحلم، لان العيش تعيس دون فسحة امل.