كتب : اسماعيل حيدر
بين الثقة والضياع، الفرق شاسع وكبير، نجدها في اماكن وأشخاص ونفتقدها في مؤسسات متعددة.
لا ندري لماذا بقي القطاع الرياضي على هذه الشاكلة.. بقي رغم التغيير الكبير في الوجوه والعدة والعدد، لم يؤكد البعض على أهليتهم في القيادة وسدة المسؤولية، وبقيت أمكانهم مجردة من التعبير الإداري والفني، ما يشير الى مشكلة جوهرية في كيفية الإعداد وفي شخصية الإداريين التي تتغير بين حين وأخر.
عودة رئيس اللجنة الأولمبية جان همام بمثابة عودة الثقة الى القطاع الأهلي، غيابه الإضطراري، أحدث فراغا كبيرا في مقومات هذه الحركة وفي وجودها، وأهليتها الإدارية والفنية.
نعرف جيدا جان همام كقائد رياضي فذ، وملم بكل القضايا الرياضية على السواء، عودته أحدثت ثقبا في الجمود الذي يلف الرياضة برمتها، وارخت بظلها على الاتحادت الرياضية التي تثق بهمام وبقدراته الذاتية على تحريك عجلة القطاع.
ينسحب الأمر على مسؤولي كرة القدم في الأندية والقطاعات، عندما توقفت عجلة الدوري وعجز الاتحاد عن مواصلة النشطات، بسبب تحركات الشارع ومن ثم وباء كورونا اصيب الكثيرون بالخيبة واليأس، لم يفكر احد بنتائج ما حصل إلا بعد حين الأمر نفسه حدث في دول اجنبية واوربية كثيرة، الى ان إكتشف هؤلاء ان لديهم القدرة على مواصلة النشاط بحذر وإنتباه شديدين.
الآن إكتشفت اللجنة التنفيذية اهمية ان يستعاد الدوري ولو على مضض، أطلقت العنان للمنتخب ثم اخطرت الأندية بضرورة استئناف البطولات الخاصة والرسمية بالشروط نفسها التي إتبعتها الدول الأوروبية، مباريات من دون جمهوروبإجراءات صحية على مستوى عال.
تقديمات مادية للأندية بمساعدة من الآتحاد الدولي تلك مسؤولية وثقة، يعني ان اللجنة التنفيذية تتحمل أحيانا وزر الأزمة القائمة وتحاول ان تفك الكلمات المتقاطعة التي تعصف بأسرتها.
عودة المنتخب ثقة كبيرة، حاز رئيس لجنة المنتخبات مازن قبيسي على الاحترام والتقدير وكسب الثقة من غير ان يدري، لعب الرجل دورا رياديا في تصحيح المسار بمباركة من الاتحاد نفسه.
يجب ان لا نغفل أشخاصا لهم باعهم وتاريخهم المضيء، لا احد يستطيع ان ينكر او يتنكر لرئيس نادي العهد تميم سليمان، الرجل يعمل بثقة وإقتدار وجوده داخل الوسط ميدالية مذهبة لكرة القدم، كونه رفع بالعهد اللعبة من الأطار المحلي ليضعها على منصة التتويج الاسيوية.
شخص اخر تحتاجه اللعبة ليكون لاعبا اساسيا في تشكيلة الإدارة الكروية، ولو انه كان أحيانا يتلاعب بأعصاب جمهور ناديه، رحل نبيل بدر.. لم يرحل، تلك مناورة إدارية للرد على المعارضة، في ظل هذه الظروف الأنصار يحتاج للرجل ولقدراته الذاتية، وهذا يعني ان وجوده ثقة مطلقة للأنصاريين الذين يطمحون الى الكثير.
أعرف في هذه العجالة ان رئيس نادي شباب الساحل لا يمكن ان يتنكر لأهل قريته ومحلته، لا يستطيع سمير دبوق ان يرفض طلبا واحدا لهم، ، كان ينوي عدم العودة الى الوسط ما أصاب الجميع بالضياع.. من دون دبوق الساحل في خطر ومعه يمكن ان يصنع المعجزات.
انا مع القول ايضا بأن ابن بلدة البرج فادي ناصر مقاوم رياضي من درجة التغيير، بامكانه ان يقود فريقه الى امكان لم يسبق لأحد ان قاده اليها.. ناصر المتطوع البرجي بكل إمكانياته يعتبر وجه جديد يعمر بالثقة والإنفتاح تمكن من ان يدخل الحركة والبهجة الى ناديه ويصبح من الجديرين في القيادة.
أمثلة مختصرة تؤكد ان الثقة لها رجالها وأساتذتها بينها وبين الضياع فاصل لنواصل من خلالها تحقيق الإنجازات والعطاءات.. لا يمكن ان تفصل بينها شعرة معاوية بل عدد من المقومات والتفكير السليم القائم على العدل والمنطق.