“مونديال 2022 ” في قطر غير الكثير من المفاهيم، ويكفي أنه أنجب تحولا مهماً من خلال إقامة كأس العرب FIFA قطر 2021 تحت مظلة الاتحاد الدولي، فبدت النسخة التي تقبل عليها منتخباتنا وكأنها إرث مسبق لنهائيات كأس العالم التي ستقام لأول مرة في دولة عربية، ما يجعل منها نسخة استثنائية بكل المقاييس سواء من النواحي التنظيمية أو البروتوكولية أو حتى التنافسية بالدوافع الكبيرة التي تولدت لدى كل من سيشارك في منافسة ينظمها البلد الذي سيحتضن نهائيات كأس العالم وعلى استادات ومنشآت مخصصة للمونديال.
تلك هي نظرة المدرب الوطني اللبناني جمال طه لكأس العرب FIFA قطر 2021، معتبرا إياها النسخة التي ستبقى متفردة بالتاريخ، ما يجعل الصيغة والاهتمام والحظوة التي تستأثر بها، أمرا قد لا يتكرر.
المدرب الوطني الذي بات يُنظر اليه كصانع إنجاز عبور منتخب الأرز إلى الدور الحاسم من تصفيات مونديال قطر، يعتبر كأس العرب فرصة لإعادة كتابة تاريخ المشاركات اللبنانية في البطولات العربية بالشغف والطموح لتحدي الصعاب والمعوقات كما فعل قبل أيام على الصعيد القاري عندما جعل من حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم ممكنا بتواجد المنتخب ضمن الصفوة في السباق الحاسم نحو الدوحة.
شرف وطموح
يرى جمال طه أن الدوافع أضحت مضاعفة لكل لاعب أو مدرب سيحظى بشرف المشاركة في كأس العرب، بالهالة التي باتت عليها حتى في تصفياتها، وقال: بالنسبة لنا نملك الشغف والطموح لتدوين مشاركة تاريخية في نسخة استثنائية، نريد أن نترك بصمة في النهائيات بعد تجاوز الملحق.
وتابع بقوله: لا نريد أن نستبق الأحداث، فالتأهل إلى النهائيات مرهون بمواجهة منتخب جيبوتي الذي يجب أن نحترمه بغض النظر عن ترتيبه، فكرة القدم حبلى بالمفاجآت رغم التباينات والترشيحات، نبحث عن الخطوة الأولى الإيجابية ومن ثم نفكر في دور المجموعات.
وأضاف: نريد أن نشارك الأخوة العرب المحفل الذي أراه بمثابة كأس عالم مصغر، واثق من أن البطولة ستترك أثرا ايجابيا على المجتمع العربي وستبقى عالقة في الأذهان.
وعن مشاركة المنتخب اللبناني قال: لن نكون ضيف شرف، ونحن ندخل تلك المناسبة عقب العبور إلى الدور الحاسم من تصفيات المونديال، سننافس أهم المنتخبات العربية التي لها باع طويل، نريد أن نكون نداً ونحرج كل من يواجهنا، من المفروض بعد الدفعة المعنوية الأخيرة أن نفعل شيئا، وهذا ما نطمح إليه.
فرصة تاريخية
كبُر الطموح بعد تواجد منتخب الأرز ضمن المنتخبات الـ 12 التي تنافس التأهل للمونديال العربي، وفي هذا السياق يقول جمال طه: هي فرصة تاريخية بدون أدنى شك، لن يكون من السهل في كل مرة التواجد ضمن منتخبات الصفوة التي تنافس على سباق الوصول الى كأس العالم.
وأضاف: اللاعبون يدركون أنهم أمام فرصة لا تعوض، الكثير منهم سيتواجد مع المنتخب في التصفيات للمرة الأخيرة، صحيح أن هناك الكثير من الصعوبات خصوصا وأننا سنواجه منتخبات الصفوة التي من بينها من هو مرشح فوق العادة للتأهل على غرار أستراليا واليابان وإيران وكوريا الجنوبية، لكننا في الوقت نفسه نملك الطموح.
وعن التحضيرات قال: التصفيات المونديالية في دورها الثالث (بشكلها الاعتيادي والطبيعي) تقام على فترات زمنية طويلة، كنا نعاني في موضوع المعسكرات وتجمع اللاعبين، لكن مع وجود التصفيات، سيكون تجمع اللاعبين متاحاً بالشكل الرسمي، وسنعمل بكل جد واجتهاد لظهور مشرف.
ومضى: التداخل بين كأس العرب والتصفيات سيكون أمرا إيجابيا بالنسبة لنا، حيث سندخل البطولة العربية بجهوزية بدنية وفنية طيبة من خلال خوض مباريات رسمية، كما أن التنافس مع منتخبات عربية كبيرة من شأنه أن يخدمنا في استكمال رحلة الإقصائيات فيما بعد ”
واختتم حديثه قائلا: ربما يكون عدم مشاركة اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية في كأس العرب حافزا للمنتخبات المتوسطة ويمنحها الدافع كي تكون قادرة على أن تكون ندا للمنتخبات الكبيرة.