كتب : اسماعيل حيدر
عندما إتشحت قلوبنا بالسواد مضينا نبحث عن ضوء.. في العتمة الكبرى يمضي الركود وكأنه يشبه صوت الصفير الذي يخترق الاذان، يأكل اليأس من عقول الجميع، ويدفعنا الى حافته اننا على وشك إنهيار كروي رهيب.
عبارات ملوثة بالإحباط، لا جدل فيها ، لا احد يراهن على أحد، الكل يعيش هاجس التقوقع المفرط الذي حجرنا فيه الوباء وينشد الخلاص، ثم تأتي الأزمة المعيشية لتفتك بما تبقى لنا من أمال ولتدق الإسفين في نعش المقومات، يرصدها الغلاء متربصا بما تبقى من مدخرات.. المعنيون والاداريون ومن ثم اللاعبين وغيرهم من أصحاب الشأن يعلنون الاستسلام..
أفلسنا كرويا لم يعد هناك من حلول.. لم نعد نثق بقدراتنا، او طموحاتنا، بتنا نتحسب للغد الذي يبدو مظلما حالكا لا مجال فيه للتكهن او الخواطر.. دخلنا في اتون الأسئلة المرة ..كيف سيكون الموسم المقبل ومن أين سيأتي التمويل في ظل هذا الإنكماش المدقع؟.
الحقيقة تؤذي احيانا لكنها تبيح الثغرات وتكشف مكامن الخلل، عندما دخل لبنان الأزمة كان يجب حينها البحث عن حلول وإيجاد الصيغ المناسبة، يومها ضرب بعض أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد كل الإقتراحات عرض الحائط، زاد عليهم موقف الأغلبية الساحقة من الأندية وتمسك اشخاصا اخرين بالغاء النشاط، دخلت السياسة كعنصر اخر على الخط فقضت على ما تبقى من امال.
وجاءت أزمة كورونا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فانهت الجدل حول إستمرار الموسم من عدمه وكانت اشبه بخشبة الخلاص للذين تسابقوا على إفساد الموسم.
ولا شك بان تدهور سعر صرف الدولار والأزمة الإقتصادية الخانقة عجلا في إنهاء ما تبقى من إمكانيات، سيكون من الصعب العودة الى الحياة الكروية الطبيعية قبل سنة على ابعد تقدير، إنعكاس سيترجم على سوق البورصة وسيضرب ما تبقى في جيوب بعض رؤساء الأندية، وسيكون من الصعوبة إعادة أكثر من 70 بالمئة من اللاعبين الى فرقهم بعد ان باتوا مشردين ومن دون رواتب.
هناك أزمة فعلية واذا لم يعرف الاتحاد كيف يتعامل معها فان الأمور ذاهبة الى الفلتان، من هنا أطلق رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق الصرخة محذرا من الإنهيار، رجل يعرف مسؤولياته ويدرك ضخامة المشكلة يخاف على اللعبة خوفه على ناديه لم يبخل على لاعب او اي فرد في الأجهزة الفنية لحظة واحدة، لكنه على يقين من ان قبل كورونا ليس كما بعده.. كلمات مخيفة لكنها تكشف الحقيقة المرة.
ماذا سيفعل الاتحاد او وزارة الرياضة؟ كلنا ينتظر، واللعبة ترزح تحت ثقل الأزمات المتعددة .. كما في كل دول العالم فانها ستكون في لبنان أكثر إيلاما ومذلة. وهذا سيقودها الى الإنهيار لا محالة…