خبير الاستدامة والبيئة باللجنة العليا للمشاريع والإرث يشيد بالجهود المتواصلة لبناء إرث مستدام للمونديال
أكد المهندس عبد الرحمن علي المفتاح، خبير الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، جاهزية قطر لتنظيم أول بطولة محايدة الكربون في تاريخ كأس العالم، مشيداً بالجهود المتواصلة على صعيد الاستدامة وحماية البيئة، وبأهمية بناء إرث مستدام للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.
وأشار المفتاح إلى أن الاستدامة تأتي في صميم الاستعدادات للحدث الرياضي العالمي، معرباً عن فخره بالمشاركة في الجهود المستمرة لتنظيم بطولة خضراء، انطلاقاً من خبراته في قضايا الاستدامة والبيئة، حيث يحرص على طرح رؤى ومشاريع تسهم في تحقيق هذا الهدف، وبناء إرث مستدام للأجيال المقبلة، لتقدم قطر نموذجاً يحتذى في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، مؤكداً عزم قطر على استضافة أفضل نسخة من بطولات كأس العالم.
وقال المفتاح، الذي يحمل شهادة في الهندسة الميكانيكية من جامعة ديربي بالمملكة المتحدة، إن اهتمامه بالاستدامة يعود إلى مرحلة الدراسة الجامعية، حيث كان دائم الشغف بمعرفة كل ما يتعلق بهذا المجال، لينضم لاحقاً إلى فريق الإعداد لكأس العالم قطر 2022، وأضاف:” عندما أُتيحت أمامي الفرصة للعمل في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، كان ذلك أمراً مهماً ورائعاً بالنسبة لي، لأنني تمكنت من الجمع بين اثنين من اهتماماتي وهما كرة القدم وقضايا البيئة.”
وتابع: “أنا شغوف جداً بالرياضة كما أن العمل في مجال الاستدامة في أهم حدث رياضي في العالم هو بلا شك فرصة رائعة تسهم في تعزيز مسيرتي المهنية. ولذلك أفخر بالمشاركة في الإعداد لهذه البطولة التي ستترك إرثاً مستداماً يعود بالنفع على الأجيال القادمة”.
وأشاد المفتاح بطبيعة العمل في اللجنة العليا، قائلاً إنها بيئة ديناميكية للغاية، وتزخر بالعديد من الخبرات والفوائد، فكل يوم يحمل تحديات وأحداث جديدة، علاوة على روح الدعم والمساندة التي يتمتع بها فريق العمل.
وتابع:” ترتبط المهام التي أقوم بها بشكل أساسي بدمج المبادرات المستدامة في العديد من مشاريعنا ودعم تنفيذ كافة الالتزامات البيئية للدولة المستضيفة”.
وحول أبرز التطلعات التي يسعى إلى تحقيقها خلال المونديال، أوضح المفتاح أنه في غاية الحماسة لرؤية جميع مبادرات وخطط البطولة تتحول إلى واقع ملموس، وهذا ما يشجعه على مواصلة العمل دون كلل لتحقيق هذا الهدف. وأضاف: “مع بقاء تسعة أشهر فقط على انطلاق أفضل نسخة من كأس العالم، فإن ذلك بكل تأكيد يحفزني على التفوق وتقديم الأفضل.”
وأشار خبير الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا، إلى أنه يفضل استاد الجنوب من بين استادات المونديال الثمانية، لأنه يقيم بالقرب منه في مدينة الوكرة، لافتاً إلى أن إنجاز الاستاد يبرهن على التخطيط الجيد للمشروع، والمثابرة في تنفيذه، حيث جرى الانتهاء من بناء هذا الصرح الرياضي الفريد قبل الموعد المقرر، علاوة على أنه يعكس جانباً من ثقافة قطر وتاريخها.
وأعرب المفتاح عن سعادته بالمشاركة في الجهود المستمرة لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، والحرص على ترك بصمته في مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد، مشيراً إلى أن شغفه بالرياضة لا حدود له، وبالتالي فهو يتمنى مواصلة العمل في قطاع الرياضة التي تحظى بشعبية واسعة في دول العالم.
ويشرف المفتاح على مجموعة من المشاريع التي تدعم تنفيذ استراتيجية الاستدامة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️، والتي تهدف إلى بناء إرث إيجابي في العديد من المجالات، وهو ما يصب في مصلحة قطر ودول المنطقة والعالم.
ومنذ فوز قطر بحق استضافة أول مونديال لكرة القدم في الشرق الأوسط والعالم العربي، أولت اللجنة العليا اهتماماً كبيراً بالاستدامة، وحرصت على تضمينها في كافة المشاريع المتعلقة بالبطولة.
وفي هذا السياق، أعلنت قطر في يناير 2020 عن إطلاق استراتيجية الاستدامة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وتعد الأولى من نوعها في تاريخ كأس العالم، وأول استراتيجية للاستدامة يجري الإعداد لها وتنفيذها بالشراكة بين الفيفا والدولة المستضيفة. وتستعرض الاستراتيجية خمسة التزامات على صعيد الاستدامة تغطي الجوانب البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والحوكمة.
وأكدت قطر التزامها باستضافة البطولة الأكثر استدامة في تاريخ المونديال. ويستوجب تحقيق هذه الغاية تنظيم بطولة محايدة للكربون تُعنى بالمحافظة على المياه، وإدارة النفايات، وإدارة انبعاثات الكربون، واستخدام الطاقة المتجددة متى أمكن، وحماية البيئة، والربط بين مناطق الدولة، وتعزيز التنوع الحيوي، وتنمية البيئة الحضرية، وذلك في كافة مشاريع البنية التحتية التي جرى تشييدها استعداداً لتنظيم البطولة، ومن بينها مشاريع الاستادات الثمانية المخصصة لاستضافة منافسات المونديال.
ونجحت قطر في مشوارها نحو تنظيم البطولة في إرساء معايير عالمية في مجال الاستدامة تقتدي بها الدول التي تتطلع لتنظيم النسخ القادمة من المونديال وغيرها من البطولات الرياضية الكبرى، الأمر الذي يجسد إرثاً قيماً يعود بالنفع على المجتمعات والأجيال القادمة.
** لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
وتواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.