AFP
حسم بايرن ميونيخ الألماني الثلاثاء لقب الدوري الألماني لكرة القدم للموسم الثامن تواليا والثلاثين في تاريخه، ليضع مدربه الحديث العهد هانزي فليك اللبِنة الأولى في ثلاثية لم يعرفها العملاق البافاري منذ العام 2013.
كان فليك هذا الموسم الخيار “الاضطراري” لبايرن في تشرين الثاني ، بعد إبعاد الكرواتي نيكو كوفاتش في ظل بداية متعثرة للموسم، لاسيما في أعقاب الخسارة الأسوأ للنادي في البوندسليغا منذ العام 2009، والتي كانت بنتيجة 1-5 أمام أينتراخت فرانكفورت.
وعلى رغم ان المسؤولية عهدت بداية الى فليك (55 عاما) بشكل موقت، ثبّتت إدارة النادي ثقتها به مع مرور الوقت، مع عودة الفريق الى الامساك بزمام المبادرة في الدوري الذي علقت منافساته في آذار الماضي بسبب فيروس كورونا المستجد.
حسم بايرن لقب الدوري، وسيكون أمام فرصة إضافة لقب محلي ثانٍ عندما يلاقي باير ليفركوزن في نهائي الكأس المقرر في الرابع من تموز .
أما اللقب الأغلى فسيكون دوري أبطال أوروبا الذي يعمل الاتحاد القاري (ويفا) على إعداد صيغة استكماله.
وقطع بايرن شوطا كبيرا لبلوغ الدور ربع النهائي للمسابقة، بفوزه الكبير على مضيفه تشلسي الإنكليزي بثلاثية نظيفة في ذهاب الدور ثمن النهائي.
ليست المراحل التي بلغها الفريق وحدها ما يحدد معالم مسار بايرن في ما تبقى من الموسم. ففي المباريات السبع التي خاضها في البوندسليغا منذ عودة المنافسات، حقق النادي الفوز فيها جميعها وسجل 20 هدفا، أهمها هدف الفوز اليتيم في مرمى دورتموند، والذي منح بايرن أفضلية اللقب لموسم 2019-2020.
هذا الأداء المدفوع بقوة هجومية ضاربة هذا الموسم للمهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، يجعل مشجعي النادي البافاري يأملون في ان يكرر فليك إنجاز المخضرم يوب هاينكس عام 2013، بثلاثية الدوري والكأس المحليين، ولقب دوري الأبطال.
وبحسب التقارير، كانت توصية هاينكس حاسمة في “تثبيت” فليك في منصبه، في خضم تعليق الدوري في نيسان.
وقال الرئيس التنفيذي لبايرن كارل-هاينتس رومينيغه في حينه، إن النادي “سعيد جدا بالعمل الذي قام به هانزي فليك. تطور الفريق بشكل جيد بإشرافه ويقدم عروضا جذابة انعكست على النتائج التي يحققها”.
وأضاف “نحن الفريق الألماني الوحيد الذي لا يزال يحارب على ثلاث جبهات”، معتبرا ان فليك الذي بات مرتبطا بالنادي حتى 2023 “أعاد الأسلوب الذي أتاج لنا تحقيق الثلاثية في 2013”.
– “أهداف كبيرة” –
على رغم انه أمضى فترات طويلة في الكواليس، لكن فليك ليس اسما مغمورا في كرة القدم الألمانية.
فهو كان مساعد المدرب يواكيم لوف في المنتخب الألماني لنحو ثمانية أعوام توجت بلقب مونديال البرازيل 2014، قبل ان ينضم الى الجهاز الفني لبايرن ميونيخ بصفة مساعد مدرب.
ومنذ تعيينه مديرا فنيا بعد إبعاد كوفاتش، حقق فليك أفضل بداية لمن يتولى هذا المنصب مع بايرن.
الفوز الساحق بخماسية نظيفة على فورتونا دوسلدورف في 30 أيار ، رفع رصيده من الانتصارات الى 22 في أول 25 مباراة، متفوقا على الإسباني جوسيب غوارديولا (21 من 25 مع بايرن في موسم 2013-2014).
في البوندسليغا هذا الموسم، لم يكن مسار البداية ثابتا. فعلى رغم انه حقق فوزين كبيرين في مباراتيه الأوليين (لاسيما على دورتموند برباعية نظيفة في مباراته الأولى)، تلقى الفريق خسارتين متتاليتين أمام ليفركوزن وبوروسيا مونشنغلادباخ.
لكن منذ ذلك الحين، حقق بايرن 17 انتصارا في 18 مباراة في البوندسليغا، علما بأنه كان قد فاز في أول خمس مباريات من 10 في الدوري هذا الموسم بقيادة كوفاتش، في أسوأ بداية للنادي منذ موسم 2010-2011.
أفاد فليك من ظرفين أساسيين: عودة توماس مولر الى سابق عهده، والغزارة التهديفية لليفاندوفسكي.
بشأن الأول، أعاده المدرب الى التشكيلة الأساسية، مخالفا بذلك مسارا اعتمده كوفاتش ولم يكن يحظى برضى الدولي الألماني السابق.
فرض مولر نفسه بقوة في تشكيلة الفريق، وأدى دورا أساسيا في تزويد ليفاندوفسكي بالتمريرات الحاسمة، بشكل أنهى عمليا أي مستقبل محتمل للبرازيلي فيليبي كوتينيو مع بايرن، بنهاية عقد استعارته من برشلونة الإسباني في نهاية الموسم الحالي.
أما البولندي فيختبر إحدى أفضل المراحل في مسيرته، وبات قاب قوسين أو أدنى من التتويج هدافا للدوري الألماني للمرة الخامسة في مسيرته.
تعامل فليك بحنكة أيضا مع المشكلة الدفاعية التي واجهها بعد تعرض نيكلاس زوله والفرنسي لوكاس هرنانديز لإصابتين أبعدتهما طويلا.
دفع بالنمسوي دافيد ألابا الى محور الدفاع، وأعاد الكندي ألفونسو ديفيس الى مركز الظهير، محققا مكسبا دفاعيا وهجوميا في الوقت عينه.
ظهر إبن الـ19 عاما كأحد أبرز اكتشافات بايرن هذا الموسم، ويرجح ان يشكل مع لوروا سانيه المتوقع انضمامه من مانشستر سيتي الإنكليزي، ثنائيا على الأطراف يمنح النادي البافاري انفتاحا هجوميا سريعا.
وعلى رغم ان النادي الأحمر لا يفتقر الى الخيارات على الأطراف، مثل الفرنسي كينغلسي كومان وسيرج غنابري والكرواتي إيفان بيريشيتش، الا ان فليك يبدو مصمما على تعزيز هذا الجانب من الأداء، ما يعيد الى الأذهان ثنائية الهولندي أريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري.
وقال المدرب “السرعة ستكون جيدة جدا بالنسبة إلينا”، مضيفا ردا على سؤال عن توافر عدد لا بأس به من لاعبي الجناح في صفوف الفريق “عندما تضع لنفسك أهدافا كبيرة، قد لا يكون ذلك (هذا العدد من اللاعبين) كافيا”.