جاءت الخسارة التي تعرض لها فريقا النجمة والعهد يوم امس في مسابقة كأس الإتحاد الآسيوي، لتكشف المستور في كرة القدم اللبنانية وتعريها من ورقة التوت، خصوصاً وانها تزامنت مع النتائج الهزيلة والسيئة للمنتخب الوطني اللبناني في التصفيات الآسيوية المزدوجة، لتؤكد انه بات هناك مشكلة بنوية عميقة في كرة القدم اللبنانية، بسبب سوء إدارتها من قبل الإتحاد والأندية على حدٍ سواء ، بالتكافل والتضامن بينهما ، مضافاً لهما تراجع وتواضع مستوى اللاعبين المحليين والأجانب في الدوري اللبناني، وعدم وجود ملاعب بمواصفات مقبولة او صالحة للعبة كرة القدم، فضلاً عن إفتقار غالبية المدربين على تنوع جنسياتهم للافكار الإبداعية او الخلاقة، وعدم قدرتهم على صناعة او إبتكار وإيجاد لاعب يملك صفات النجومية الحقيقية، ليتسلم المشعل ممن ينهون مسيرتهم او في اخر أيامهم في الملاعب، وعلى ما يبدو فان زمن القحط قادم لا محال، لعدم وجود اللاعب البديل القادر على الإبداع والإمتاع، ولو بالحدود الدنيا، ومع غياب كل تلك المقومات فانه من الطبيعي أن يأتي الحصاد بذلك السوء، فيقدم العهد مستوى كارثي في الشوط الأول من لقائه مع النهضة العُماني، أدى لخسارته المباراة وبات موضوع تأهله للدور المقبل مسألة صعبة ومصيره بيد الآخرين، فيما تعرض فريق النجمة لأكبر خسارة في تاريخ مشاركاته في كأس الإتحاد الآسيوي، بعدما سقط امام فريق الرفاع البحريني (6/1) لتصيب تلك النتيجة كبرياء كرة القدم اللبنانية وتلحق بها أذى شديد جداً، وسيكون له إنعكاسات سلبية متعددة خلال الفترة القصيرة المقبلة.
بإختصار ان ما حصل بالامس من نتائج جاء ليميط اللثام عن حال السوء الذي وصلت إليه لعبة كرة القدم في هذا البلد، والامر لم يعد يحتمل ويحتاج لثورة تصحيحية شاملة تعيد الامور لنصابها ، من خلال خطة عمل واضحة ومدروسة ومبنية على أسس علمية متينة، لكن الأهم ان تكون مع شخصيات جديدة في مفاصل القرار تملك افكاراً متقدمة وجديدة وتسعى فعلاً خلف تطوير اللعبة، ولا تهتم للمناصب ولا للمراكز او المكاسب والمنافع، بل ما يهمها هو مصلحة اللعبة وإعادة البريق لها وسمعتها وكرامتها.