بمشاركة أكثر من٧٠٠ شاب يمثلون ما يزيد عن ٥٠ دولة؛ اختتم الجيل المبهر، برنامج المسؤولية المجتمعية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، فعاليات النسخة الثانية من مهرجانه السنوي الذي أقيم عبر الاتصال المرئي خلال الفترة من 2 وحتى 4 ديسمبر الجاري.
وشهد افتتاح المهرجان حضوراً رفيع المستوى، بدأ بندوة نقاشية شارك فيها سعادة السيّد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، إلى جانب السيّدة مشاعل النعيمي، رئيسة تنمية المجتمع في مؤسسة قطر؛ والنجم تيم كيهل، سفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وبهذه المناسبة، قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والرئيس التنفيذي للمؤسسة: “يسر مؤسسة قطر أن تساهم في نجاح النسخة الثانية من مهرجان الجيل المبهر، والذي ساهم في تعزيز رسالة الرياضة ودورها في إثراء حياة الأفراد وتقوية النسيج المجتمعي.”
من جانبه قال سعادة السيّد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: “نحن فخورون أن نشهد مدى تأثير مهرجان الجيل المبهر السنوي في نسخته الثانية، والذي نجح في استقطاب مئات الشباب من قطر وحول العالم، للمشاركة في رسالتنا الهادفة إلى نشر ثقافة التغيير الإيجابي من خلال كرة القدم. فبعد مرور عشر سنوات على إطلاق البرنامج؛ برز هذا المهرجان كعلامة مضيئة شكّلت إنجازاً في حد ذاته، وساهم بشكل كبير في مهمة الجيل المبهر لإسهام في تغيير العالم نحو الأفضل. إذ نسعى من خلال استثماراتنا في تنمية الشباب عبر الرياضة، إلى تمكينهم، وتعزيز مساهمتهم في مسيرة التنمية في مجتمعاتهم.”
أقيم المهرجان بالتعاون مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، كشريك استراتيجي، وبدعم من الخطوط الجوية القطرية، وأكاديمية الأعمال التجارية لكرة القدم، ومؤسسة السلوك من أجل التنمية، إضافة مجموعة قنوات “بي إن سبورتس” الرياضية، الشريك الإعلامي الرسمي للمهرجان، وشركة أوريدو، الشريك الفني والتقني.
وشاركت في الندوة النقاشية خلال افتتاح المهرجان كارلي لويد، أسطورة كرة القدم والفائزة مع المنتخب الأمريكي مرتين بكأس العالم لكرة القدم للسيدات، والتي تحدثت عن دور بطولة كأس العالم في إحداث تغييرات إيجابية في حياة الناس، وتفعيل مبادرات برنامج الرياضة من أجل التنمية، والمهاجمة النرويجية أندرين هيجربيرج، لاعبة نادي ايه اس روما، والتي ناقشت دور الرياضة في مساعدة الأطفال في أعقاب التحديات التي فرضتها أزمة كوفيد-19، وكارينا ليبلانك، أسطورة كرة القدم النسائية الكندية، والحائزة على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية.
من جانبه ناقش يوري دجوركاييف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الفيفا، أهمية كرة القدم في إلهام الشباب والحفاظ على التواصل الفعّال بين أفراد المجتمع، خاصة خلال أزمة الوباء العالمي، وقال دجوركاييف الفائز مع منتخب فرنسا بكأس العالم 1998: ” من الهام البقاء على تواصل مع بعضنا البعض حتى في أحلك الظروف، الأمر الذي يمنحنا فرصة للتعاون فيما بيننا، والتفكير فيما يمكننا القيام به.”
تجدر الإشارة إلى أن نسخة العام الجاري من المهرجان شهدت مجموعة من ورش العمل حول “الرياضة من أجل التنمية”، وجلسات تفاعلية قدمها الجيل المبهر بالتعاون مع ٣٠ من شركائه الاستراتيجيين، بالإضافة إلى سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي ركّزت على زيادة الوعي بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وأنشطة التنمية الذاتية، من أجل إلهام المشاركين حول العالم، وحثّهم على المساهمة بشكل فعّال في تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل.
وشهد المهرجان مشاركة مجموعة كبيرة من الشباب الواعد الذي انضم من قطر ومختلف دول العالم عبر الإنترنت، ليتعرفوا أكثر على برنامج “كرة القدم من أجل التنمية”، والمشاركة في فعالياته تحت شعار “التواصل”، واستثمار قوة تأثير كرة القدم في تغيير حياة الأفراد والمجتمعات.
وقال أحمد علي، البالغ من العمر ١٦ عامًا، أحد شباب الجالية المصرية في دولة قطر: “بصفتي أحد السفراء الشباب للجيل المبهر، يمكنني أن أؤكد أن التطور الذي شهدته قطر كان مذهلاً، لا سيما فيما يتعلق بدورها في دعم المجتمعات المهمّشة. لا شك أن هذه المهارات المتنوعة التي اكتسبتها وبتُّ أؤمن بها ستساعدني في مسيرتي التعليمية، وفي دعوتي إلى نشر قيم المساواة والاستدامة والسلام. أعتقد أن هذا البرنامج هو أولى الخطوات المهمة نحو تحقيق هذا الهدف.”
بدورها، تحدثت الباكستانية مديحة ناز جاكرو، البالغة من العمر ١٩ عامًا، عن مشاركتها في نسخة هذا العام من المهرجان، فقالت: “استمتعت بالمشاركة مجدداً في هذا المهرجان. لقد استفدت كثيراً من مشاركتي في مهرجان الجيل المبهر ٢٠١٩. ولعل أبرز ما لمسته هذا العام هو التركيز على قيم روح العمل الجماعي والاحترام والمساواة. كل الشكر والتقدير لبرنامج الجيل المبهر على إتاحته لنا هذه المنصة الرائعة.”
وعلى غرار نسخة العام الماضي من المهرجان، جاء تنظيم النسخة الحالية بدعم من الأندية الشريكة للجيل المبهر منها؛ ايه اس روما، وكاس أويين، وليدز يونايتد، وشيفيلد اف سي إلى جانب أكاديمية باريس سان جيرمان في قطر. وفي سيّاق مماثل، تضمنت قائمة شركاء المحتوى والخبراء الذين قدموا جلسات مفيدة للشباب، العديد من الأسماء الكبرى حول العالم مثل: منظمة أمريكا سكورز، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، والجامعة العربية المفتوحة، وثيمون قطر، ومؤسسة التعليم فوق الجميع عبر برنامجها الفاخورة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأجيال السلام، ومنصة سبورت أند ديف.
إلى جانب ذلك شاركت العديد من المؤسسات في تقديم مجموعة متنوعة من ورش العمل، من بينها ستريت فوتبول وورلد، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة أورورا، ومركز مناظرات قطر، وكيك فور لايف، ومنظمة مدربين عبر القارات، والحق في اللعب، وفرقة العمل المعنيّة بالشباب والرياضة التابعة لليونسكو، وستريت تشايلد يونايتد، ومنظمة بيوند سبورت، و١-٢-٣ متحف قطر الأولمبي والرياضي.
كانت النسخة الأولى من مهرجان الجيل المبهر ٢٠١٩ شهدت مشاركة أكثر من ١٤٠ شابًا من ٢٢ دولة في الدوحة، وذلك في أول حدث ضخم لبرنامج كرة القدم من أجل التنمية.
يشار إلى أن العام الجاري يُصادف الذكرى العاشرة لإطلاق برنامج الجيل المبهر ومبادراته ضمن برنامج كرة القدم من أجل التنمية، والتي أثرت إيجاباً إلى الآن في حياة أكثر من نصف مليون شاب وفتاة حول العالم، تزامناً مع تطوير ٣٠ ملعباً مجتمعياً في بلدان مختلفة، تؤمِّن جميعها مساحات آمنة للشباب والأطفال في المجتمعات المهمّشة، وتمكِّنهم من الاستمتاع بممارسة كرة القدم.