هل يوجد أشخاص يستخدمون كلتا قدمَيْهم ويدَيْهم بالمهارة نفسها؟

كتب رياض صبره

يشرح الخبراء سبب قدرة بعض الأشخاص على استخدام كلتا يديهم وقدميهم، مثل الفائز بالكرة الذهبية عثمان ديمبيلي، وما هي صفاتهم. فالأشخاص القادرون على استخدام كلتا يديهم وقدميهم بشكل متقن نادرون، وتُعَدُّ القدرة على استخدام كلتا اليدين أو القدمين بمهارة متساوية نادرةً تثير فضول علماء الأعصاب والرياضة. وتُعرَّف بأنها القدرة على استخدام كلتا اليدين أو القدمين ببراعة متكافئة، ورغم ندرة وجودها في صورتها الكاملة، إلا أن هناك حالاتٍ أتاح فيها التدريب والاجتهاد تطويرَ مهارات استخدام كلتا اليدين أو القدمين.

يُعَدُّ لاعب كرة القدم عثمان ديمبيلي أحد أشهر الأمثلة في عالم الرياضة فقد نجح في استخدام كلتا قدميه بكفاءة متماثلة ليصبح لاعبًا متعدد المهارات يصعُب توقُّع تحركاته. وتكمن وراء هذه القدرة عوامل عقلية وانضباط في التدريب. ويجب أن نضيف إلى ذلك دور التدريب فكثير من الرياضيين مثل ديمبيلي لا يولدون ببراعة فطرية في استخدام القدمين بل يكتسبونها من خلال الممارسة المستمرة. فتكرار الحركات الفنية مثل ركل الكرة أو التحكم بها بكلتا القدمين يعزز التنسيق الحركي ويزيد من براعة الطرف الأقل هيمنة. وبهذه الطريقة يتحول ما قد يبدو قيدًا أوليًّا إلى ميزة استراتيجية.

ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن البراعة المطلقة في استخدام اليدين والقدمين نادرة جدًّا وأنه من الشائع الحديث عن درجات متفاوتة من القدرة المختلطة التي تُصقَل عبر العمل والانضباط. في المجال الرياضي، تمنح القدرة على إتقان استخدام جانبي الجسم تنوعًا فريدًا فعلى سبيل المثال تتيح للاعب كرة القدم التسديد أو المراوغة أو التمرير بكلتا القدمين مما يصعّب المهمة على المدافعين ويتيح للاعب خيارات أوسع خلال المباراة.

أما ديمبيلي فقد جعلته قدرته على استخدام قدميه بكفاءة لاعبًا ثمينًا للغاية حتى إنه فاز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام إذ مكَّنته هذه المهارة من التحرك بفعالية على الجانبين الأيمن والأيسر دون الاعتماد على قدمه المسيطرة فقط. هذا النوع من المهارة لا يعكس فقط مرونة الدماغ العالية بل يعكس أيضًا مثابرة الرياضي في تدريب جانبي جسمه. فالقدرة على استخدام كلتا اليدين والقدمين وإن كانت نادرة بين عامة الناس، إلا أنها قابلة للتحسين بالتدريب.