ثقيلاً جداً وصادماً كان وقع خبر وفاة الحاج محمود حمود، الذي توفاه الله يوم امس بعد صراع ومعركة مع مضاعفات وباء كورونا لم تمهله طويلاً، اذ قاوم لمدة اربعين يوماً قبل ان يستسلم ويسلم الروح للباري عز وجل، ورغم ان وضعه الصحي تدهور كثيراً في الأيام الأخيرة ، إلا ان الجميع كان يعيش على امل وإمكانية شفائه، ولم يفكر احد او يخطر بباله اننا سنفتقده او ان هذا الوباء سيقهره ويفجعنا به، لكنها إرادة ومشيئة الله التي لا إعتراض عليها، إلا ان فقد الأحبة صعب جداً ومضنٍ ومتعب، خاصة متى كان هذا الحبيب يتمتع بخصال حميدة كثيرة يجمع عليها كل من يعرفه، اذ انه لا يعرف الحقد او الضغينة ويحترم ويحب كل الناس ولا يقبل ان يذكر احد بسوء امامه ولا يتكلم بما يسيء لأي شخص، كل هذه صفات جعلت منه شخصاً اعتبارياً ومشهوداً له بالمحبة والإحترام لدى مختلف الاطياف والجماهير في لبنان والعالم العربي، فهو من كان عشرات الآف يهتفون بإسمه في المدرجات عندما كان لاعباً (حاج حمود حاج حمود) ولم يزده ذلك الهتاف إلا تواضعاً، فيما زادت محبته وعشقه عند تلك الجماهير لا سيما منها جمهور النجمة الذي كان يغضب عند إهدار الفرص، لكن ما ان يسجل الحاج حمود حتى تنطلق الأفراح في المدرجات ويصبح ترداد اسمه فيها امراً لا إرادياً من القلوب قبل الحناجر، وهو الذي افتتح مباراته الأولى مع النجمة بتسجيل هدف في مرمى احد الفرق الرومانية عندما دخل في الشوط الثاني من المباراة التي كانت تقام في جو ماطر وعاصف في شباط من العام (1983) وكان النجمة متأخراً يومها (2-0) وقبل نهاية المباراة تلقى الفتى الشاب الصاعد في حينها الحاج محمود حمود تمريرة امامية من اللاعب يوسف عيسى، فسبق الدفاع على الكرة وانفرد بالمرمى وسجل من على حدود المنطقة هدفاً جميلاً، جعل الجمهور يحتفل ويحتفي بالهدف وبولادة نجم وهداف كبير في سماء نادي النجمة والكرة اللبنانية، لتكر بعدها سبحة الأهداف وهز الشباك من قبل الحاج محمود حمود ، والذي لم يبتعد عن الملاعب بعد إعتزاله فامتهن التدريب ، وتولى الإشراف على فرق العهد وشباب الساحل والنبي شيت والإخاء الاهلي عاليه ومنتخب لبنان الوطني والاولمبي وقد حقق نجاحات لافتة وكبيرة كمدرب لا تقل شأناً عن مسيرته كلاعب، فإلى جنان الخلد ايها الحاج المؤمن الطيب الخلوق الآدمي والمحترم والذي اوجعنا وافجعنا كثيراً رحيله، لكننا لا نقول إلا ما يرضي الله فإنا لله وانا اليه راجعون .
وداعاً حاج محمود حمود