وينن..

كتب : اسماعيل حيدر

الحديث عن الواقع الرياضي في لبنان سابق لآوانه، أمور وتعقيدات كبيرة بدأت تلف الوسط عن بكرة أبيه، لا تمييز بين لعبة وأخرى لأن الهم واحد والمشكلة واحدة فالكل يغرق في سبات عميق ويتنظر الفرج بالتحديد.

صحيح ان الحديث عن الرياضة في الفترة الحالية مضحك ومبكي في ان معا،  كون المسالة تتعلق بالأزمات كافة، الأمر يسري على قطاعات أخرى أكثر اهمية، وترتبط بحياة الناس مباشرة وبوضعهم المعيشي والإقتصادي..

لايعني ذلك تجاهل القطاع الرياضي باي شكل من الأشكال، ونحن نعلم ان أغلبية الألعاب  الرياضية باتت مصدر رزق للكثيرين وهي تضم شريحة واسعة من العاملين في مؤسساتها ان كان داخل الاتحادات او الأندية على السواء وهذا يعني ان هناك مشكلة كبيرة توازي في أهميتها ما يتعرض له الناس في أماكن أخرى.

يتجاهل أغلب القيمين على الألعاب هذا الأمر، وتبدو وزارة الشباب والرياضة في مكان اخر غير ابهة بما يجري وما ينتظر القطاع في المستقبل، خصوصا ان ازمة الدولار والغلاء طالت كافة القطاعات وستصل بدورها الى الرياضة لتضرب كل ما تبقى منها على قيد الحياة.

نحن أمام ازمة حقيقية لا حل لها في ظل تضاؤل الموارد وقلة المال، على إعتبار ان الليرة اللبنانية باتت لاقيمة لها، وان السياسة المصرفية ضربت صناديق الأندية وبات من الصعب الحصول على الودائع ولو بالعملة اللبنانية ما سيشكل عائقا كبيرا للمؤسسات الرياضية، وسيتسبب بهروب الممولين وإفلاس الاتحادات والأندية على اقل تقدير.

الحديث عن الألعاب الرياضية في هذه الفترة بالذات مضحك ومخجل، أمام ازمة الفقر والجوع وكورونا، لكنه سيكون في المستقبل مبكيا ومؤلما وأكثر إيلاما من السابق.. برأيي انه من الصعوبة ان تستيقظ بعض الألعاب من سباتها، لأنها ستواجه مشكلة التمويل والإعداد وجمع اللاعبين والشتات.

لنعود ونتحدث عن كرة القدم مرة أخرى بصفتها الواجهة الرئيسية لكل الألعاب، حتى اللحظة لم نسمع بخبر يفرحنا او يخرجنا من حالة الإحباط القصوى التي تلازمنا ونسال لماذا لم يتم البحث في السبل الكفيلة باخراج اللعبة من دهاليزيها  الضيقة بعد توقف كورونا؟.. من سيعوض على اللاعبين المهملين الذين يعتبرون ان اللعبة باتت مصدر رزق لهم ولو بالنذر اليسير؟.. من يعوض على هؤلاء في ظل ما تعانيه أكثرية الأندية من مشاكل مالية؟ كيف ستتصرف حيال ذلك وماذا سيكون دور الآتحاد؟  وفي حال تم الاتفاق على عودة النشاط فباي طريقة او شكل ستكون العودة وأين الملاعب التي باتت مهمشة وغير صالحة لإقامة المباريات؟ .

يدفعنا ذلك للبحث عن أجوبة وحيثيات فلا نجد سوى اليأس ..اين الفرح والإثارة، أين هدير المدرجات والعصبية الرياضية.. أين هم أولئك الذين يرسمون البسمة على وجوه المشجعين والمتابعين.. “وينن” ترانيم أغنية فيروز وتعابيرها المضنية، اين المباريات واللاعبين والمهارات.. “وينن”من ينصف هذا القطاع ويوليه إهتمامه ويمنحه الحق في المضي قدما عن جدارة واستحقاق؟ اين المنافسة على البطولات والتهديف، وعصبية الاداريبن والناس في المدرجات والأهازيج التي تحمل الاهات.. وينن؟ .. اين الوجوه الغاضبة والسموحة لدى الرؤساء والتعابير التي تنم عن عشق كرة القدم وتبعاتها و”ينن” أغنية فيروز تبحث عنهم أين وجوههم وأصواتهم؟.. لن نجد سوى  واد سحيق يجسد كلمات الأغنية والواقع المرير الذي يدفع الى الإحباط، أين اللعبة وحلاوتها؟ أين فرح الانتصارات وتعابير الخلوق سمير دبوق وفرحة تميم سليمان واعتراضات نبيل بدر واسعد السقال و”ينن” ستفتش عنهم يا ولدي في كل مكان، في العبث والإهمال وقلة الحيلة…

x

‎قد يُعجبك أيضاً

العنابي القطري الى نصف النهائي لمواجهة إيران

Share this on WhatsAppاستضاف ملعب البيت مباراة الأعصاب في الدور ربع نهائي بين حامل اللقب ...