كتب رياض صبره
فاز البرازيلي الظاهرة رونالدو بلقبين عالميين ولا شك أن مكانة نازاريو بين أفضل ثلاثة مهاجمين في تاريخ كرة القدم لا جدال فيها فتأثيره كهداف حاسم وحضوره الآسر على أرض الملعب لا يزالان أسطوريين. وقد عززت مسيرته التي تميزت بلقبين لكأس العالم ولقبين للدوري الإسباني وانتصارين في كوبا أمريكا وجائزة الكرة الذهبية عام 1997 مكانته كأفضل لاعب في العالم خلال تلك الفترة. وبالنسبة للعديد من البرازيليين تتجاوز شخصية رونالدو النابضة بالحياة تألقه في الملعب الذي غالبًا ما يرتبط ارتباطًا ثقافيًا بالاحتفالات فقد كشف مؤخرًا عن استراتيجية انتقال سابقة استخدمها خلال فترة وجوده في مدريد مع أحد أفضل أندية العالم وتضمنت هذه الاستراتيجية مناورة مدروسة مصممة لتسهيل حضوره في الحفلات. وتقدم هذه الحكاية لمحة عن الجانب الإنساني لأيقونة كرة القدم إن تفضيله للسفر الدولي لقضاء وقت فراغه في حياته الاجتماعية وإن بدا مُبذرًا يكشف عن نهج ذكي للحفاظ على أسلوب حياته. باختياره السفر إلى بلد آخر لحضور حفلاته نأى بنفسه فعليًا عن أي تدقيق محتمل من قِبل إدارة ريال مدريد. سمحت له هذه الاستراتيجية بمتابعة اهتماماته خارج الملعب دون المساس بمكانته المهنية. إن قدرته على إدارة هذا التوازن الدقيق تعكس فهمه للرأي العام وعزمه على الاستمتاع بحياته مع تجنب أي صراع كبير مع ناديه. ويُذكر اسمه في عالم كرة القدم كمرادف للعظمة والأهداف الجميلة
ومن إنجازاته المبكرة حصوله على جائزة الكرة الذهبية كأصغر فائز بها في سن الحادية والعشرين وترشحه الأول لها في سن العشرين. وفي كأس العالم 2006 في ألمانيا عزز رونالدو إرثه بتسجيله هدفه الخامس عشر في كأس العالم محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا آنذاك. وبينما حطم ميروسلاف كلوزه هذا الرقم لاحقًا إلا أن تأثير رونالدو على الرياضة وقدرته على خلق لحظات تألق لا تُنسى. وعلى الرغم من التألق الذي ميّز مسيرة رونالدو إلا أن مواسمه الأخيرة اتسمت بأداءٍ سيءٍ لم يرق إلى مستوى التوقعات التي رسمتها إنجازاته السابقة. فقد أصبحت الإصابات المتكررة والتراجع الملحوظ في لياقته البدنية عواملَ حاسمة ألقت بظلالها على سنواته الأخيرة كلاعبٍ محترف وكافح المهاجم الذي كان يومًا ما لا يُقهر والمعروف بسرعته وقوته لاستعادة قمة مستواه. أصبحت هذه الانتكاسات البدنية في جوهرها بمثابة الظل الذي طارد النجم البرازيلي في مسيرته الأسطورية.